98 عاما على ميلاده.. لهذه الأسباب سيظل «عبد الناصر» زعيما خالدا
السبت، 14 يناير 2017 03:17 م
تمر غدا الأحد الذكرى الـ98 لميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وبرغم مرور ما يقرب من قرن على هذه المناسبة، يظل عبد الناصر حالة متفردة تستحق الدراسة، فالزعامة الكاريزمية التي تمتع بها جعلت منه زعيما خالدًا للأمة العربية والقارة الأفريقية، حتى الآن، على الرغم من مرور 46 عاما على رحيله، وجنازته الأسطورية خير شاهد على مكانته في القلوب، وعلى تأثيره في الشعوب، حيث حضرها ما يقرب من سبعة ملايين مشيع، يتقدمهم رؤساء الدول العربية ولفيف من الشخصيات العالمية.
مواقف عبد الناصر المصرية الحاسمة وشجاعته في اتخاذ القرارات جعلت منه حالة استثنائية، جيشه يهزم ويعلن مسئوليته عن النكسة في حرب 67 وتمتلئ الشوارع بالجماهير تسانده وتطالبه بعدم التنحي، وعندما يلقي خطبه، تلتف حول المذياع الملايين من المصريين والعرب لينصتوا إليه بكامل وعيهم ودعمهم لمؤازرته، فعبد الناصر أحب المصريين والعرب والأفارقة، فأحبه الجميع وجعلوا منه زعيما وقائدا عروبيا أفريقيا.
وأيقظ جمال عبد الناصر الأمة العربية من غفلتها، وساعد دولها ودول القارة السمراء على التحرر من الاحتلال، متبنيا وداعما لحركات التحرر والثورات، وكان أحد أقطاب حركة عدم الانحياز في ظل صراع القطبين الشرقي والغربي، وأحب ناصر الفقراء ووجه كل مشروعات التنمية للنهوض لخدمة الطبقة الفقيرة، فأصدر قانون الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم وأمم المصانع، وأعاد لمصر عزتها وشموخها.
ولم يقبل عبد الناصر الضغوط الغربية، فقام بتأميم قناة السويس لتمويل السد العالي بعد رفض البنك الدولي للتمويل بضغوط غربية، وخدم الإسلام وساعد على نشره، فهو أول من أمر بتسجيل القرآن صوتيا، وأرسل بعثات من الأزهر لتعليم الإسلام في إفريقيا.
مواقف عبد الناصر التي تنم عن شخصية الزعيم بما تحمله معنى الكلمة، كثيرة، ففي عام 1962 قامت جماعة الضغط الصهيونى بالولايات المتحدة الامريكية بالتأثير على نقابة عمال الشحن والتفريغ بميناء نيويورك، ليقاطعوا شحن وتفريغ سفينة الشحن المصرية «كليوباترا» للضغط على مصر، فظلت السفينة في الميناء دون شحن أو تفريغ، فتوجه عبد الناصر على الفور إلى مبنى الإذاعة المصرية، متحدثا لدقائق معدودة روى فيها بإيجاز ما حدث، مطالبا فيها اتحاد عمال الموانئ العرب بالرد المناسب على هذا، وفي موقف ينم عن الحب والوعى والتضامن والإخاء العربي، تمت مقاطعة شحن وتفريغ ثمانين سفينة أمريكية راسية في الموانئ العربية من طنجة حتى البصرة، مما اضطر الرئيس الأمريكي السابق جون كيندي لأن يأمر الجيش الأمريكى بتفريغ وشحن السفينة المصرية، فكانت أزمة لم تستغرق 36 ساعة، تم إفشالها بطلب من عبد الناصر واستجابة سريعة وواعية من الشعب العربي.