«أهل الذمة» تشعل الخلاف الأزهري السلفي من جديد (تقرير)
السبت، 14 يناير 2017 03:37 م
لم تمض سوى أيام قليلة على صدام السلفيين مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بسبب تصريحاته عن الديانة البوذية، إلا وبدأ السلفيون صراعًا آخرًا مع شيخ الأزهر حول مصطلح «أهل الذمة»، بعدما خرج الطيب في حوار تلفزيوني يقول إن الأقباط ليسوا أهل ذمة، ولكنهم مواطنون لهم كل الحقوق والواجبات، متبرئًا من فتاوى السلفيين الذين يصفون الأقباط بأنهم أهل ذمة.
قال القيادي السلفي الشيخ محمود عامر: «إن الاسلام نظم علاقاتنا مع الآخرين، ووصف النبي (ص) بأن الأقباط أهل ذمة ليس انتقاصًا لهم، فالمصطلح يعني أنهم أهل عهد وأمانة وكفالة وحماية، وهذا وصف إسلامي لم نأت به من أنفسنا، وفي الفقه الإسلامي يوجد باب حول «أحكام أهل الذمة».
الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الازهر قال لبوابة «صوت الأمة» إن الإمام الأكبر لم يخطيء عندما قال بأن أقباط مصر ليسوا بأهل ذمة، فهم مصريون، والمسلمون والأقباط جميعهم مصريون عملًا بمبدأ المواطنة، والإخاء، الذي حثت عليه الشريعة الإسلامية، مبينا أن السلفيين يرونهم أهل ذمة، لأنهم متشددون، ولا يرون الصواب في غيرهم، وموقفهم من الأقباط واضح وجلي في منهجهم المتشدد، وفتاوى علمائهم، وحتى كتبهم وكتب أقطابهم.
وأكد كريمة أن السيرة النبوية، أخبرتنا بأن النبي أول من وضع مباديء الوحدة الوطنية، وجعل المدينة التي بها يهود ومشركون موحدة، وأرسى دعائم السلام فيها، وحتى بعد فتح مكة، أرسى فيها دعائم الوحدة، ولم نره يوما عاب أو هجا غير المسلمين بل كان على صلة بهم، وذكرتنا بأنه زار يهوديا مريضا، وزار أم جميل اليهودية التي كانت تلقي بالشوك أمام داره عندما تغيبت وعلم أنها مريضة، وصام يوم عاشوراء مع اليهود، وأوصى المسلمين خيرًا بأقباط مصر.