إلى المرأة المصرية
الجمعة، 13 يناير 2017 12:24 م
«بين أنجلينا وبراد بيت»
تُطالعنا الصحف الفيسبوكية يوميًا بأخبار، مثل كوني له أنجلينا يكن لكي براد بيت.. هناك امرأة تزدهر في وجود رجل.. وأخرى تنطفئ في وجود آخر..
المرأة المصرية الأكثرهم نكدية.
عزيزتي الزوجة المصرية: لا تسمعي لكل هذا الهراء.. بالتأكيد للزوج تأثير عليك ولكن هذه المقالة لكِ أنتِ..
فأنتِ إنسانة لها أربعة أركان لحياتها الخاصة، منها تستمد القوة، لكي تعطي وتبني -مع زوجها - أسرتها..
املأي أركان حياتك الخاصة بهوائك الخاص.. بعَبقك الذي لا مثيل له.. لا في أنجلينا ولا في جينفر ولا في غيرهما.. أنتِ لكِ كإنسانة سحرك الخاص..
أدعوكِ حقا أن تتعرفي عليه.. تبحثي عنه.. لا تجعلي كلماتهم تُشعرك بأنكِ بلا قيمة.. قيمتك غالية.. أنتِ جوهرة مصونة.. قد كرمكِ المولى عزوجل بأن جعل الرجل عليكِ قوّاما.
والمعجم اللغوي يحدثنا عن أن معني القوّامة هو أن يكون بكِ قائمًا في سبيل رضا الله.. هذا إن كان حقًا يراه.. لكِ عادلا.. على راحتك ساهرًا.. فهل براد بيت كان كذلك لأنجلينا.. لا يعلم ما بينهما - أو غيرهما- إلا الله.. فلا تلتفي للمظاهر الكاذبة.
ولكن السؤال لكِ: ألم يحن الوقت بعد أن تبدأي رحلتك الخاصة باحثة عن سر قوتك؟.
ولأنها رحلتك.. فاعلمي أن لها 4 أعمدة أساسية.. ولكنها تظل رحلتكِ الخاصة التي تعتمل داخل بوتقة تجربتك الشخصية.. العديد من الأسئلة.. من المعرفة.. التي منها ستكتشفين سحرك الخاص يوما وراء يوم.
وأما عن الأربعة أعمدة فهي:
1- روحك:
املأيها بمزيد من القرب من الله عزوجل.. دعاؤك سلاحك.. أيًا كانت ديانتك.. سجدتك له مالك الملك.. ستعطيك روحا وحياة.. اجعليها له مخلصة..
2- قلبك:
املأيه حبًا ومحبة لله.. لنفسك.. له.. للعالم كله.. أنجلينا بحبها للخير قد ذهبت إلى أقصى بقاع الأرض.. اذهبِي لأقرب عمل تطوعي للبيت.. أعطيه من روحك وقلبك.. أُعبري به من يأسك.. إلى جنّة معرفتك بما حقًا يميزك.. فالعمل التطوعي متعة.. وخبرة وطاقة إيجابية لا مثيل لها.. تعلمّي أن تُعبّري.. عبّري عن أحاسيسك لكل من حولك.
3- عقلك:
اجعلي لك قراءاتك اليومية ولو نصف صفحة.. املأي عقلك بالمعرفة.. لا تلتفتي فقط لبرامج الطبخ وتنظيف المنزل وغيرها مما يطلقون عليها برامج المرأة..
اشحني عقلك بكل ما هو مفيد.. أنتِ صانعة أمة.. بكِ تتقدم الأمم.. دونكِ عزيزتي.. تأخرنا.. تخلفنا.. دون عقلك.. الذي هو أحد أهم أسرار قوتك.
4- جسدك:
حبي نفسك مهما كنتِ.. ممتلئة القوام أم نحيفته.. اذهبي إلي الجيم.. أو مارسي الرياضة في منزلك.. لا تتركي نفسك هكذا دون اهتمام.. قصي شعرك قصة جديدة لأنكِ تحبيها.. لونيه بلونك المفضل.. لأنك هكذا تريديه.
«وأما ما عليكِ له»
آمني بأن زوجك ليس ملكك.. وعقد زواجكما يُجدد كل يوم وكل ليلة..
لا تركني للاطمئنان بأنك وحدك تملكين صك الملكية.. ولا تجزعي بخوف نحو احتمالية أن تنزع أخرى منك هذه الملكية.. زني أمرك بين التفريط والتملك.. تحرري من قيود خوفك.. من الضياع مثل براد بيت.. أو العديد من القصص المحبطة التي تحيط بكِ.
آمني بأن ما أصابك لم يكن ليُخطئك وما أخطأكِ لم يكن ليُصيبك.. واعلمي عزيزتي أن الزوج كذلك إنسان.. له روح تئن وتحتاج لامرأة حانية تُكفكف وجعه.. فهل علمتي ماهي أوجاعه؟.. وأنه -كرجل- هو قلب.. له شجونه.. فهل علمتيها لتداعبي أحلامه؟
وأنه عقل.. له تفكيره ومذاهبه.. فهل عرفتيها لتشاركيه فيها؟.
وأنه جسد.. له احتياجاته.. فهل تعرفتي عليها لتعطيه إياها؟
عزيزتي التوازن سر قوتك بين الأخذ والعطاء.. فالزواج مثل رصيد البنك.. نُودع فيه رصيد من الثقة يوميًا في الأربعة أركان السابقة.. يُودِع هو في بنكك.. وتُودعي أنتِ في بنكه..
والحب كائن رقيق.. ينبع من بين جنبات هذا البنك إذا ما امتلأ الرصيد.. وكل كلمة جارحة.. وفعل ظالم يسحب من هذا الرصيد.. وفجأة يذهب أحدهم للبنك فلا يجد له فيه أي شيء يبقي..
وهنا.. أيا كنتِ أنجلينا أو غيرها.. أيا كان هو براد بيت أو غيره.. فلن تستمر الشركة بينكم.. والشركة بمعني الشراكة الحياتية بين رجل وامرأة.. بهما كانت عظمة ميلاد الإنسانية.. وقتها يكون قد حان آوان الانفصال.. حتى لو كان ما زال يجمعكما سقف واحد..
إن كان هذا يرجع لتقصيرك في حقك أو حقه.. فها قد حان أوان المراجعة.. وإذا كان هذا يرجع لتقصيره.. فعلي الاقل تكونين قد ربحتي ذاتك.. عندما تصلين لذلك اليقين.. ستتحررين.. وتكونين أنتِ كما تريدين.. ولن تؤثر فيكِ أي همهمات فيسبوكية.. في ثقتك.. في الله وفي ذاتك.. حريتك.
أفلا نزعتي قيد الخوف عنه وعنكِ؟!