فضائح «ترامب» في موسكو تُشعل الصراع مع الإعلام الأمريكي (تقرير)
الجمعة، 13 يناير 2017 11:57 صمحمود علي
أثار الهجوم الشرس الذي شنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع BuzzFeed الشهير، واصفًا إياه بأنه "كومة قمامة، جدلًا واسعًا في الأوساط المحلية، مما طرح سؤالًا مهمًا حول مستقبل الإعلام الأمريكي في ظل إدارة ترامب، وتحديدُا قناة الـ "CNN" التي رفض الرئيس الأمريكي المنتخب السماح لمراسها بسؤاله ووصف أخبار القناة "بالمزيفة".
وقال ترامب خلال أول مؤتمر صحفي منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية 8 نوفمبر الماضي بمدينة نيويورك "أظن أنه من المشين أن تسمح وكالات الاستخبارات بنشر أخبار خاطئة ومفبركة، إنه مشين"، مضيفًا "المعلومات ملفقة وكاذبة ولم تحدث أبدًا، وقد نشرت لعامة الناس. فيما طالب المراسل المخضرم جيم أكوستا من قناة "CNN" بتوجيه سؤال إلى ترامب، ورفض الأخير بطريقة "عنيفة" الإجابة عن السؤال، وتجاوزه إلى غيره من المشاركين في المؤتمر.
وكانت شبكة "CNN" أول من نشرت مذكرة تتضمن معلومات لم تؤكدها الاستخبارات الأمريكية، مفادها أن لدى روسيا أشرطة فيديو ومعلومات سرية تُظهِر ترامب في أوضاع «مشينة» خلال زياراته السابقة لموسكو، وبعدها نشر موقع الأخبار BuzzFeed المذكرة، الأمر الذي اضطر كبرى الصحف وجميع شبكات التلفزيون إلى الحديث عنها، ولكن من دون الإشارة إلى طبيعة مضمونها الإباحي.
وحول تأثير ذلك على قناة ""CNN بعد سنوات من دعم توجهات أوباما ونشر التحريض تجاه مصر والشرق الأوسط، يرى دكتور سامي الشريف وزير الإعلام ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق أن هذا الأمر لن يؤثر على عمل القناة في المستقبل، مؤكدًا أن على العكس سيتأثر الرئيس الأمريكي ترامب في حكمة بعداوة الإعلام الأمريكي.
وأضاف الشريف في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثل حالة شاذة لعلاقة الرؤساء الأمريكيين بالإعلام الأمريكي، مُشيرًا أنه جاء إلى البيت الأبيض وسط معارضة كاملة من قبل الصحافة الأمريكية وتأييد واسع لهيلاري كلينتون، موضحًا أن هذا الأمر أدى إلى نوع من الغضب الشديد اتجاه اضطهاد الإعلام الأمريكي له وهو ما تفجر في المؤتمر الصحفي الذي تم إذاعته الأربعاء الماضي.
كما لفت الشريف إلى أن مؤشر الخصام بين الإعلام الأمريكي والرئيس دونالد ترامب يزداد مؤخرًا، ما يجعلنا نتوقع العديد من المشاكل بينهما، مؤكدًا أن الإعلام الأمريكي لم يترك الرئيس الجديد يدير الحكم بسهولة، وسيستمر في انتقاده مما يؤثر على فترة رئاسته، إلى جانب رؤيته بضرورة أن يتعامل الرئيس الأمريكي بشيء من الدبلوماسية في بداية فترته مع الإعلام، وهو ما لم يحدث خلال المؤتمر السالف ذكره، الأمر الذي يعكس أنه ليس لديه مستشارين إعلاميين، خاصة وأن 60% من الإعلام الأمريكي ضد سياسات ترامب.