كريمة مختار.. ورحلت «أشهر أُم» في السينما المصرية (بروفايل)
الخميس، 12 يناير 2017 08:57 م
من شاشة صغيرة تطل بجسدها الممتلئ وصوتها الحنون الذي استطاع أن يخترق قلوب المصريين على اختلاف أعمارهم، لتصل بكلماتٍ بسيطة إلى قلوب البسطاء، وتحتل مكانة لم تستطع أي فنانة أخرى أن تحتلها.
نجحت في أن تجعل الجميع يراها كما لو كانت والدتهم، ساعدتها في ذلك ملامح وجهها التي لا تختلف عن الأمهات المصريات في ربوع مصر كافة، كل هذه الأسباب جعلت المخرجين يفضلون تأديتها في أعمالها الفنية- الدرامية منها والسينمائية- دور الأم، إنها الفنانة كريمة مختار، أو كما تُعرف لدى متابعي الفن بدورها الأبرز «ماما نونا».
16 يناير من عام 1934، كان هذا هو اليوم الذي ولدت فيه عطيات محمد البدري، أو كما تُعرف في الأوساط الفنية ولدى جماهيرها بـ «كريمة مختار»، بدأت مشوارها الفني بصوتها المميز عبر أثير الإذاعة، من خلال برنامج الأطفال الشهير «بابا شارو» في فترة الخمسينيات، وحين اكتشف البعض موهبتها وميولها الفنية المبكرة عُرض عليها عدد من الأعمال السينمائية، إلا أن أسرتها- كغالبية الأسر المصرية- حالت دون دخولها الوسط الفني، وكان زواجها من المخرج نور الدمرداش بمثابة طوق النجاة لها، وبداية الطريق نحو مشوار فني مليئ بالأعمال الفنية الإبداعية.
بداية من «الحفيد» مرورًا بــ «العيال كبرت» ووصولًا إلى «يتربى في عزو»، استطاعت كريمة مختار أن تؤدي دور الأم المصرية في المسرحيات والمسلسلات والأفلام ببراعة شديدة، فهي التي حملت على عاتقها هموم بناتها في «الحفيد»، والأم الحنون في مسرحية «العيال كبرت»، وأبكت الجميع حين فارقت الحياة في مسلسل «يتربى في عزو»، الذي أدّت فيه دور الأم التي تُدلل ابنها رغم كِبر عمره.
«ساعة ونصف»، كان هذا هو العمل السينمائي الأخير الذي ظهرت فيه كريمة مختار، وأبكت من خلاله جميع المشاهدين، بكلماتها التي حزنًا كثيرًا وقلقًا كبيرًا حين قالت تعليقًا على ترك ابنها لها في القطار «يقطعني يبقى زعل مني عشان طلبت منه دوا السكر وهو يعني هيجيب منين».
وقبل أن تتم عامها الـ 83 بأربعة أيام، رحلت الفنانة كريمة مختار عن الحياة، تاركة وراؤها إرثًا فنيًا كبيرًا لمحبيها، ليس في مصر فحسب، بل في بلدان العام العربي كافة، بعد صراع طويل مع المرض.