ضرب طفله حتى الموت.. وشبه جريمته بـ«حادث سيارة»
الجمعة، 13 يناير 2017 01:27 ص
انطلق الأب في اتجاه
قسم الشرطة تاركا خلفه جثة طفله ذو الـ4 سنوات في الشقة، وبوجه مقتضب وبصوت مهتز
أبلغ عن مقتل ابنه الصغير، بعدما صدمته سيارة مسرعة على كوبري بمنطقة أوسيم، رسم
الأب على ملامحه في مشهد تمثيلي بديع صورة لحزن شخص فقد ابنه، واصطحب الأب قوة أمنية
من القسم، بقيادته ليريهم «المصيبة» التي ألمت به في مقتل نجله الصغير بمسكنه.
أول ما رأه رجال المباحث هو جثة الطفل الصغير مسجاة
على ظهرها، تغطي معظم ملامحه الدماء، والكدمات والكسور لم تترك منطقة في جسده
النحيل لم تزرها، «لا شك إنها سيارة مسرعة.. هي التي فعلت ذلك بالصغير»، وكما هو
متبع أخطرت النيابة العامة لتتولي التحقيقات في القضية.
في مكان غير بعيد من منطقة أوسيم، وبعد واقعة مقتل
الطفل بعدة ساعات، تلقى قسم الشرطة بلاغا من مواطن يدعى «سيد. ع»، بأن طليق ابنته
قتل حفيده، وأنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد جيرانه يؤكد ذلك، ومن هنا بدأت شكوك
رجال الشرطة حول حادث مقتل الطفل في حادث السيارة، وربما أن تلك رواية مغلوطة يبحث
من خلالها الأب عن الهروب من قبضة العدالة.
أكدت تلك الشكوك بلاغ جديد من عم الطفل القتيل
وعماته، يؤكدون فيه أن شقيقهم هو من قتل ابنه، وأنه كان دائم الاعتداء عليه بالضرب
على الرغم من صغر سنه، بل أنه كان يداوم على تعذيبه، وتقييده في المنزل، ويتركه
لساعات طوال في الظلمة، بلا طعام أو حتى رشفة ماء، وأنهم حاولوا إثناءه عن تلك
الطريقة الوحشية التي يعامل بها مع نجله عدة مرات لكنه كان يرد «ابني وبربيه زي
مانا عايز.. محدش يتدخل».
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فالمتهم «محمد. ع»، (24عاما-
عامل)، اعتاد ضرب طليقته والدة الطفل، وأن هذا هو سبب انفصالهما، وحتى زوجته
الجديدة لم تسلم من شره، فقد تسبب في كسر ذراعها بعد شهر واحد من زواجهما، وأنه
سبق وأن كسر يد وقدم نجله، وفي مرة أخرى كسر أحد ضلوعه.
وبمواجهة المتهم في تحقيقات النيابة، تبين أنه هو
نفسه السيارة التي صدمت نجله، معللا تلك الوحسية والقسوة بأن ابنه كان يخالف
أوامره، وأنه انهال عليه بالضرب لمحاولته تأديبه، ولكنه لم يترك نجله إلا وقد فارق
الحياة، وتنتشر في جسده الكدمات والسحجات والكسور في معظم الجسد.
وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة
التحقيقات، لاتهامه بقتل ابنه عمدا، كما أمرت بدفن وتشريح الجثة للوقوف على أسباب
وملابسات الوفاة.