الآثار المسيحية.. تاريخ مصر في أرض الفيروز (صور)
الخميس، 12 يناير 2017 01:29 م
تزخر مصر بكنوز عديدة من الآثار القبطية لتؤكد براعة الفن القبطي على مدى عصور مختلفة وتحكي جزء من تاريخ المسيحية في مصر.
ويؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، الخبير الأثري، بسيناء لبوابة «صوت الأمة»، أن الآثار المسيحية بسيناء تنطق بقيم التسامح بين الأديان، وتفتح أبوابها أمام الزائرين، للتعرف على تاريخ مصر القبطي، والرهبنة في سيناء، والتبرك بالأماكن المقدسة، حيث جبل الشريعة والأماكن التي مر بها نبي الله موسى عليه السلام، والأماكن التي مرت بها العائلة المقدسة.
وإنتشرت الرهبنة في شبه جزيرة سيناء أو أرض الفيروز، كما يحلو تسميتها، على 3 مراحل: الأولى: مرحلة الفرد المنقطع للعبادة وهو الراهب الذي يتخذ صومعة خاصة به يغلق عليه باب، إما بمفتاح أو بواسطة حجر، وتم الكشف عن هذه الصوامع فى أماكن عديدة حول منطقة الجبل المقدس وبمنطقة رايثو «الطور حاليًا»، وظهرت هذه الصوامع منذ القرن الثالث الميلادي.
والمرحلة الثانية، هي مرحلة الكينوبيون، وهي مرحلة التوحد الجماعي وهي الصورة البسيطة للتجمع الرهباني.
والمرحلة الثالثة هي النظام الديراني، الذي وضع أسسه القديس باخوميوس في القرن الرابع الميلادي، حيث وضع لهذه الحياة الرهبانية نظمها وطرائقها في صورتها.
ويقول «ريحان»، إن دير الوادي بطور سيناء، يقع بقرية الوادي التي تبعد 6 كيلو متر شمال الطور، وهو الدير المسجل كأثر بالقرار رقم 987 لسنة 2009، الدير الوحيد بسيناء الذي يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس حتى الآن، وبناه الإمبراطور جستنبيان في القرن السادس الميلادي لنفس أسباب بناء دير كاترين وهي توحيد الإمبراطورية وإرساء وتوطيد المبادئ الأرثوذكسية وتأمين الحدود.
ويوضح «ريحان»، أن كنائس وادي فيران تحتوي على وادي فيران كمدرسة معمارية لأنماط الكنائس البيزنطية المتعددة ويقع على بعد 60 كيلومتر، شمال غرب دير سانت كاترين، وأخذ هذا الوادي شهرته من وجوده في سفح جبل سربال العظيم الذي يبلغ ارتفاعه 2070 متر فوق مستوى سطح البحر، وإسم سربال مأخوذ من سرب بعل وتعني نخيل المعبود، وكانت الناس تقدسه قبل رحلة خروج بني إسرائيل إلى سيناء وكانوا يحجون إليه.
ويضيف« ريحان»، أن الوادي يضم أكبر وأهم مدينة مسيحية مكتشفة بسيناء، والتي تحوي آثار عمرها أكثر من 1500عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادي، وشهدت قدوم المسيحيين إليها من أوربا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز في رحلتهم إلى القدس عبر سيناء، ومنهم الراهب كوزماس عام 535 ميلادية، والراهب أنطونيوس عام 565 ميلادية.
ويؤكد« ريحان»، أن وادي فيران يضم أقدم كاتدرائية بسيناء كان يوجد بها كرسي الأسقفية مقر الأسقف، والذي يشرف منها على أنشطة وخدمات الكنائس التابعة له وهذه الكاتدرائية كانت تضم العديد من الكنائس قبل إنشاء دير طور سيناء في القرن السادس الميلادي، والذي أطلق عليه دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادى للقصة الشهيرة عن هذه القديسة، وكانت فيران في القرن الرابع الميلادى مدينة أسقفية حولها العديد من القلايا وبها مقعد الباباوية، وكان فيها عدة أديرة وكنائس.
ويقول، إن المدينة المسيحية المكتشفة بوادى فيران بمنطقة تل محرض فى الجزء الجنوبى الشرقى من دير البنات الحديث بوادى فيران، ولها سور خارجى بنى فى القرن السادس الميلادى بنيت أساساته من حجر الجرانيت والأجزاء العليا من الطوب اللبن وتحوى المدينة 4 كنائس ومنازل ومقابر على أطرافها، وكان الرهبان يدفنون موتاهم فى مقابر حول المدينة وعلى جبل الطاحونة المواجه لتل محرض، والذى يرتفع 886 متر، فوق مستوى سطح البحر، وتوجد كنيستان كبيرتان، بالإضافة لثلاث كنائس صغيرة، وقد استخدم فى بناء هذه الكنائس الحجر الجرانيتى الأحمر والحجر الرملى الأحمر المتوفر بوادى فيران.
وكان لهذه الكنائس دورًا هامًا فى علاج المرضى بالمنطقة، واكتشاف هذه المدينة بكنائسها المختلفة وطرازها المعماري ومنازلها ومقابرها، يؤكد حرص المسلمين طوال العصور الإسلامية التى مرت على سيناء، وحتى الآن على حمايتها مثل كل الآثار المسيحية المكتشفة بسيناء.