الصومال قبلة «داعش» التي لن يستمر فيها (تحليل)

الأربعاء، 11 يناير 2017 09:34 م
الصومال قبلة «داعش» التي لن يستمر فيها (تحليل)
تنظيم «داعش» الإرهابي
محمد الشرقاوي

في إصدارات متكررة لتنظيم «داعش» الإرهابي، حملت رسائل مُخصصة لفرعه في الصومال، الدولة التي تُعاني من تواجد حركة «شباب المُجاهدين» التابعة لتنظيم «القاعدة»، الأمر الذي أظهر وجود أهمية خاصة لتلك الدولة في عقل أمير «داعش» أبو بكر البغدادي.

البداية كانت مع إصدار للمكتب الإعلامي لـ«أنصار بيت المقدس» في سيناء، بعنوان «من سيناء إلى الصومال»، زعم التنظيم خلاله أن إرهابي الصومال من الباحثين عن الحق، لحقه إصدار آخر من المكتب الإعلامي في ولاية «حمص»، بعنوان «رسالة للمُجاهدين في أرض الصومال»، دعا التنظيم خلاله حركة «الشباب» لبيعة البغدادي.

وفي تسجيل ثالث حمل عنوان «اسمع منا أيها المُجاهد في الصومال»، بثه المكتب الإعلامي لولاية نينوي في العراق، وحمل نفس الرسائل.

التنظيم الإرهابي أعلن عن تواجده في الصومال، في أكتوبر 2015، حيث أعلنت جماعة إقليم بلاد بنط، تحالفها مع «داعش»، بقيادة عبد القادر مؤمن، العضو السابق في حركة «الشباب» المُرتبطة بتنظيم «القاعدة»، «نحن، مجاهدو الصومال، نعلن الولاء للخليفة إبراهيم بن عوض بن إبراهيم عوض القرشي».

يعد عبدالقادر مؤمن، المُنذر الشرعي للتنظيم في بلاد الصومال، والموجود في مرتفعات «جلجلا» الواقعة في سلسلة جبال «جولس» في منطقة بونتلاند، شمال شرق الصومال.

اهتمام التنظيم البالغ بالصومال أرجعته مراكز بحثية إلى مناكفة تنظيم «القاعدة» أقوى مُنافسيه، إضافة إلى أهمية الصومال كأرضًا خصبة للتجنيد والتمدد خاصة في ظل الهزائم التي يتكبدها في مواطن نشأته في سوريا والعراق.

ونجح عبدالقادر مؤمن، في التواصل مع جماعات أخرى، حيث ضم جماعة جبهة شرق أفريقيا، إلى الموالين لـ«داعش»، وبالتالي أصبح الإرهابيون في الصومال جبتهان، حيث أعلنت تلك الحركة مهاجمتها لأتباع أيمن الظواهري، فقالت: «حركة الشباب المُجاهدين باتت سجنًا، ونسيت للأسف الحاجة الماسة لإقامة حكم الله».

التنظيم الإرهابي نجح في السيطرة على مناطق ساحلية لتكون مرفأً لعناصره الفارة من الشاطئ الآخر في الجمهورية اليمنية.

في الوقت ذاته، أكدت تقارير لمراكز بحثية أفريقية، أن هناك عوامل تحول دون تمكن «داعش» من تأسيس قاعدة تنظيمية له في الصومال، وذلك للتفوق العددي للشباب الصومالية، يتراوح عدد مقاتليها من 7 آلاف إلى 13 ألف، فضلًا عن كونها تتمتع بنفوذ واسع يُمكنها من أن تقوض جهود تنظيم «داعش» لبسط سيطرته على القرن الأفريقي.

إضافة إلى أن تبعات الهزائم التي يتكبدها التنظيم الإرهابي ألقت بظلالها على مُقاتليه في الصومال، حيث توقف التمويل المالي.

التنظيم في الصومال لن يستمر طويلًا فضعف الامكانيات والتمويل يجعله صيدًا ثمينًا للقوات الحكومية ومليشيات شباب المجاهدين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق