معركة «الرقة» الأكثر تعقيدا في المعارك ضد «داعش» (تحليل)

الثلاثاء، 10 يناير 2017 09:28 م
معركة «الرقة» الأكثر تعقيدا في المعارك ضد «داعش» (تحليل)
صورة ارشيفية
محمد الشرقاوي

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مطلع الأسبوع الجاري، مواصلة تقدمها باتجاه مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي، وأنها تحشد كل قواتها للتقدم باتجاه سد الطبقة المجاور للقلعة على نهر الفرات.

معركة «الرقة» تعد الأكثر تعقيدًا وقسوة على جميع الأطراف المنخرطة فيها لكن الخسارة الأكبر ستتقع على كاهل المدنيين المحاصرين.

في نوفمبر الماضي، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا، بدء عمليات «غضب الفرات» لعزل مدينة الرقة أكبر معاقل «داعش»، تمهيدًا لاقتحامها بريًا، ونظرًا لسيطرة التنظيم فإن العمليات واجهة صعوبات بالغة، دفعت بالقوات لبدء مرحلة ثانية من عزل المدينة، ومن المتوقع أن تزيد للثالثة.

في تقرير نشره موقع «الرقة تذبح في صمت» السوري، أكد أن تلك المليشيات تواصل هجماتها في ريف الرقة الغربي بعد توقفها من الجهة الشمالية، حيث تهدف في مرحلتها الثانية إلى عزل الرقة المدينة ثم الانتقال إلى انتزاع السيطرة عليها في مرحلة لاحقة.

الموقع السوري أكد أن المليشيات الديقراطية على علاقة وطيدة بحزب العمل الكردستاني ومليشيات الـ (pkk)، إلا أن القيادة العامة لتلك المليشيات أكدت في بيانها الأول من نوعه عصر الثلاثاء، عن انفتاحها بشأن بناء علاقات متينة مع دول الجوار كافة، من بينها تركيا، نافية علاقتها بحزب العمال الكردستاني المعادي لأنقرة.

وقال المتحدث باسم المليشيات، إن القوات تجمع فصائل كردية، وعربية، وتركمانية، وآشورية، وسريانية، منضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية.

يأتي ذلك في حين تسعى تلك القوات لأي دعم دولي، بعدما أكدت مساندة التحالف الأمريكي لها، والهروب أيضًا من وقع الضربات التركية على مليشيات العمل الكردستاني، غير أنها تسعى للسيطرة على سد الفرات لإتمام حصار تنظيم «داعش» في الرقة وعزله بالكامل، إلا أن ذلك لن يتم بخلاف إنزال جوي أمريكي نظرًا لصعوبة التضاريس.

وفي حال نجاح السيطرة على السد، فإن «داعش» يصبح محاصرًا وليس لديه طريق إلا نحو ريف الرقة الشرقي الجنوبي باتجاه دير الزور، إلا أن ذلك صعب للغاية فـ«داعش» يسيطر على ريف حلب الشرقي ويلجأ إلى الانسحاب من تلك المناطق باتجاه الرقة والطبقة وبالتالي سيضع كل من النظام وقوى «درع الفرات» المدعومة تركيا وميليشيات سوريا الديمقراطية في خطوط تماس مباشرة كما فعل حين انسحب من ريف منبج وجرابلس.

http:www.soutalomma.com443905

الاقتراب من الرقة لا ينذر بخير، فالتنظيم لديه حاضنة شعبية لا نظير لها بالمقارنة مع ولاياته التي يسيطر عليها، حيث نجح التنظيم في يناير 2014، في تشكيل ما أسماه مجلس العشائر، بهدف تثبيت وجوده، مستغلا تردي الأوضاع في المدينة بداية من الثورة السورية والخروج على نظام بشار الأسد والاقتتال بين الفصائل المسلحة وقوات النظام والمليشيات الشيعية الداعمة له.

ووزع الهبات والبيوت والسيارات التي صادرها من أهل المدينة على من بايعوه، وأمدهم بالمال كمغريات لمبايعة أكبر قدر ممكن من أهالي المدينة، وتصويرهم على أنهم ينعمون بخيرات الخلافة ويعيشون حياة الرفاهية في ظل حكمه من خلال إصداراته المرئية وهو ما نجح مع البعض إلا أن آخرين تم تهديدهم بقطع الرؤوس في الشوارع.

من هنا نجح التنظيم في إيجاد تحصينات شعبية حيث تعمد وضع مقاره بين بيوت المدنيين، وبالتالي فإن أي استهداف للمدينة سيزيد من القتلى المدنيين، وهو ما يستغله التنظيم في الدعاية من خلال إصدارته فيظهر أنه استهداف للأهالي وخاصة لمن يعيش خارج المدينة، والصور التي يخرجها التنظيم دومًا تتعلق باستهداف الأطفال والنساء بعد القصف.

القوات المشتركة تقدم باتجاه الشرق والشمال لتسيطر على القرى المحيطة بالمدينة، إلا أن مواقع سورية حذرت من ذلك، نظرًا للكثافة السكانية التي ستكون خط الدفاع الأول لـ«داعش»، فالتنظيم سيفخخ المدينة بأكلمها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة