«تكافل وكرامة».. أموال الفقراء ضائعة بين «المجاملة والفساد»

الأحد، 08 يناير 2017 03:30 م
«تكافل وكرامة».. أموال الفقراء ضائعة بين «المجاملة والفساد»
تكافل وكرامة
أمل غريب

تتبنى الدولة استراتيجية جديدة للحد من الفقر وحماية الأسر الأشد فقرا من «العوز»، وأوكلت لوزارة التضامن الاجتماعي تنفيذ مشروع معاش (تكافل وكرامة) كبارقة أمل أمام غير القادرين من الأسر والمعاقين، من أجل منع المتاجرة بهم سياسيًّا واستغلال حاجتهم المادية والاجتماعية من جانب الجماعات الإرهابية.

وبرغم أن المشروع موجه في الأساس إلى الفقراء والمحتاجين، إلا أن أيدي بعض الفاسدين والمجاملين لم تتركه يذهب إلى مستحقيه، إذ وصل للبرلمان عدد من الشكاوى التي تؤكد حصول عدد كبير من المواطنين غير المستحقين للدعم المادي من البرنامج، بعد إدراج أسمائهم في البرنامج، من جانب بعض أعضاء مجلس النواب كنوع من المجاملة، أو الفساد إذا جاز التوصيف.

450 مليون جنيه شهريا للأسر الأكثر فقرا

وفي هذا الصدد أكدت الدكتورة نيفين القباج، معاون وزيرة التضامن الاجتماعي، أن عدد المستفيدين من برنامج ( تكافل وكرامة) بلغ مليون و270 ألف أسرة على مستوى الجمهورية، وذلك بعد التوسع على مستوى الجمهورية، موضحة أن البرنامج قدم دعما للأسر منذ تطبيقه في أول 2015 وحتى ديسمبر من نفس العام 4 مليار و776 مليون جنيه، وفي عام 2017 تجاوز البرنامج 2 مليار جنيه، مشيرة إلى أن المبالغ التي يتم صرفها تصل إلى 450 مليون جنيه شهريًا.

وأوضحت القباج، أنه جرى التنسيق في وقت سابق مع وزارة المالية، لصرف مساعدات برنامج تكافل وكرامة، شهريًا بدلًا من كل 3 أشهر، اعتبارا من يوم 15 يناير الجاري.

وقف صرف تكافل وكرامة


كانت وزارة التضامن الاجتماعي أكدت في وقت سابق، أنه تم وقف الدعم النقدي المُقدم ضمن برنامج (تكافل وكرامة) عن بعض الأسر، وذلك لتبين عدم أحقيتها في الحصول على المعاش، بعد أن قامت وزارة التضامن خلال شهر أغسطس الماضي بحملة تحقق مكثفة للتأكد من وصول الدعم لمستحقيه وتحقيق أهداف البرنامج، ولفتت إلى أن وقف الصرف كان لغير المستحقين فقط وليس كل المتقدمين.

وأكد أحمد لطيف، مسئول العمليات ببرنامج تكافل وكرامة، أن الوزارة قررت وقف التسجيل في البرنامج خلال شهر أغسطس الماضي، لإجراء عمليات مراجعة لنظام إدخال البينات الخاص بالبرنامج والتحقق من صحة البيانات التي قدمها المواطنون للحصول على المعاش من البرنامج، موضحا أن فترة التوقف استمرت لشهر واحد فقط، استأنف بعدها البرنامج تسجيل وصرف المعاشات من جديد حتى شهر ديسمبر الماضي.

لجنة مشتركة لتنقية قوائم المشروع

من جانبه، أوضح النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، أن اللجنة بدورها خاطبت لجنة التضامن الاجتماعي برئاسة الدكتور عبد الهادي القصبي، لتشكيل لجنة مشتركة لإعادة تنقيح وتنقية قاعدة بيانات مشروع تكافل وكرامة، في ضوء الشكاوى التي وصلت إلى لجنة حقوق الإنسان، والتي تمثلت أغلبها في أن أموال مشروع تكافل وكرامة لا تصل لمستحقيها، مشددا على أن الأرقام التي وصلت للجنة غير دقيقة ولا تستند لمصدر رسمي، كما أن اللجنة المشتركة تبحث إعادة تنقية وتنقيح قاعدة البيانات الخاصة بالمشروع، مشيرا إلى أن اللجنة بصدد رفع تقريرها للدكتور علي عبد العال رئيس البرلمان، لمخاطبة وزارة التضامن الاجتماعي لاتخاذ اللازم من إجراءات، من أجل وصول الأموال لمستحقيها الفعليين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق