نص رسالة البابا تواضروس إلى أقباط المهجر في عيد الميلاد

وجه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الرسالة الباباوية لتهنئة للأقباط بمصر والمهجر بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وقال البابا، في رسالته: «أهنئكم بالعام الجديد وعيد الميلاد المجيد وفق التقويم الشرقي في 29 كيهك، وأهنئ كل المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة وكافة قطاعات الكنيسة، وأصلي أن يعطي الله العام نعمة ومعونه، وأنقل إليكم تحية ومحبة من أرض مصر والقديس مارمرقس الرسول».

وأضاف البابا أن «المسيح أتى بفرح للعالم، ولكننا نتذكر وسط الاحتفال بالأعياد أبنائنا وبناتنا الشهداء الذين راحوا في حادث البطرسية مؤخرًا، وأراد المسيح أن يعيدوا معه ونصلي من أجل المصابين والجرحي وأن يعم عليهم بالصحة والعافية ونراهم معنا على الدوام».

وأضاف بابا الكنيسة الأرثوذكسية، أنه «منذ خلق الله اللإنسان وتوجه على مملكة العالم ممثلا في آدم وحواء وعاشوا وأتسع عمل البشر وظهرت الفضائل الإنسانية التي يعيش فيها الإنسان من تعاون ومحبه ووفاق، وكذا ظهرت ضعفات وخطايا تغلغلت في حياة البشر والعنف والصراعات تناسي الإنسان فضيلة التطلع للسماء».

وأشار إلى أن جميع البشر يشاهدون السماء في كل مكان بالعالم ويهتم البعض باللجواء للسماء على الدوام بالصلاة لله وآخرين يتنساوى داومًا النظر إليها، مؤكدًا أن قصه ميلاد المسيح تظهر فضيلة التطلع للسماء في حياه الكثيرين منها العذراء التي قدمت حياتها للهيكل وعاشت مسبحة ومصلية وعند ظهور الملاك للبشارة، قالت أنا أمته الله، فان نظرها للسماء يظهر في فضيله الطاعه المشتمله بالإتضاع.

وألمح إلى أن «الرعاة في قصه ميلاد المسيح كانوا يتطلعوا للسماء على الدوام ووقت جائهم الملاك يبشرهم بالصبي المسيح وذهبوا اليه بالمزود، والمجوس أيضًا الذين تتبعوا النجم الذي يظهر بان ملك اليهود قد ولد»، مشيرًا إلى أن «سمعان الشيخ الذي تعدى عمره 300 عامًا حينما نظر الصبي المسيح تذكر ما قام بترجمته بالكتاب المقدس من العبرانيه لليونانيه، وقال: يا سيدي اطلق روح عبدك بسلام لأن عيناني قد ابصرت خلاصك»، مستشهدًا أيضًا بحنة النبية التي كرست حياتها في الهيكل وعاشت ارملة 84 عامًا.

واستطرد: «التطلع للسماء بلاشك له فائدة في حياة الإنسان الذي ينظر للسماء هو يتطلع للخالق الأعظم والخليقة كلها ومصدر وجودة من السماء ويتطلع لمستقر آخرته بالسماء، فإن النظر للسماء للنور المعنوي والذي يمنح من الله ويجعل حياة الإنسان سلامًا ويجعل منه صانعا للسلام».. مشيرًا إلى أن الإنسان الذي ينظر للارض يكون إنسان عنيف محبًا للحروب والصراعات والأهواء أما من يتطلع للسماء يعيش الفرح ويكون مصدرًا له للاخرين.