الدعوة لتكاتف دول العالم لمكافحة الإرهاب تتصدر اهتمامات صحف إماراتية
الثلاثاء، 03 يناير 2017 11:15 ص
سلطت الصحف الإماراتية الكبرى الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء في افتتاحياتها، على الهجمات الإرهابية التي وقعت في عدد من دول العالم خلال اليوم الأول من العام الميلادي الجديد، داعية إلى وحدة الصف العالمي لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
وتحت عنوان «لكي نهزم الإرهاب»، قالت صحيفة «الخليج» في افتتاحيتها، إن حفنة من المارقين الموبوئين بالحقد والكراهية على بني البشر، المصابين بسعار شهوة الدم حولت مطلع العام الجديد إلى مصيدة للقتل وساحة للجريمة، بدلا من أن يكون فسحة للأمل والسلام والفرح، ومرتجى لعالم يسوده التسامح والخير والتلاقي، ونفذوا في وقت متزامن تقريبا عمليات إرهابية في اسطنبول والمنامة وبغداد والنجف؛ مستهدفين كالعادة الأبرياء، كنموذج على فكر ظلامي غير مسبوق في دمويته واستباحته لكل القيم الدينية والإنسانية.
وأضافت «الخليج» قائلة: «بئس هكذا مخلوقات على هيئة بشر، ترفع رايات إسلامية لا علاقة لهم بها، تقتل وتذبح وتحرق وهي ترفع اسم الله الذي خلق الإنسان وكرمه وفضله وشرفه خلقه الباري، ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته، إكراما واحتراما وإظهارا لفضله، ثم يأتي شارد أومنافق أو شاذ، فيزهق روحه على أهون سبب، بزعم دخول الجنة أوالفوز بحور العين».
وشددت الصحيفة على أن هذه الجرائم التي ارتكبت مع بداية عام جديد، تستدعي أكثر من شجب واستنكار، مشيرة الى أن تلك اللغة لن تنفع مع تلك المخلوقات، لأنها تعمل خارج النواميس البشرية، ولا تعيش إلا على الدم مثل البعوض والخفافيش في الكهوف، مؤكدة أنه لا بد من استئصالها من جذورها كمخلوقات وفكر ومنابع وتمويل، للتصدي لخطرها الذي أصبح يهدد الوجود الإنساني والحضارة التي بناها البشر.
وأكدت أن الإرهاب لن يستطع أن يزور الدين الإسلامي ومضامين القرآن الكريم، لتحقيق مآربه، ولن يتمكن من تشويه الصورة الناصعة للدين الإسلامي، بالاستناد إلى موروث لا سند له ولا حجة من حيث التآخي وتكريم الذات الإنسانية وتأكيد الحرية لبني البشر.
أما صحيفة «الوطن»، فقالت في افتتاحيتها تحت عنوان «دعوة لرص الصفوف في العالم»، إن الهجمات الإرهابية التي وقعت منذ الساعات الأولى للعام الجديد، سواء في تركيا أو البحرين أو العراق، تعكس الوجه الآخر للحروب التي يتوجب على العالم الاستعداد لها والتعامل معها، التي تختلف كليا عن الحروب النمطية المعتادة، وهي ما يتعارف عليه بحروب «الجيل الرابع».
وأشارت إلى أن الإرهاب أصبح خطرا داهما يمكن أن يضرب في كل مكان يجد إليه سبيلا، وباتت الخطورة تكمن في القدرة على تجنيد كل فكر ضعيف أو منحرف أو يحمل بذور التطرف جراء الجهل أو الفقر أو لأي سبب آخر، عبر استخدام التنظيمات والجماعات الإرهابية للثورة التكنولوجية والاتصالات، وهو ما أنتج ظاهرة جديدة تعرف بـ«الذئاب المنفردة»، التي يتم من خلالها تجنيد الأشخاص الذين لديهم الاستعداد للانجراف وراء أوهام وأفكار ضالة، فيتحولون إلى قتلة ومجرمين إرهابيين يلحقون الأذى عبر اعتداءات آثمة تستهدف الأبرياء.
وشددت «الوطن» على أنه لا بديل للعالم اليوم إلا أن يرص صفوفه في حرب عالمية بكل معنى الكلمة، تستهدف الإرهاب وتعرية كل المتعاملين معه أو من يعتنقون أفكاره وقناعاته الضالة، مؤكدة أهمية شن حرب فكرية وثقافية وعسكرية واسعة، تستهدف إزالة هذا الوباء واجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، لضمان غد آمن لجميع شعوب العالم.
وأكدت أن الإرهاب لن يهزم إلا من خلال التوافق العالمي، وإنشاء قاعدة بيانات كبرى بين الأجهزة المعنية في جميع الدول، تحت رعاية الأمم المتحدة لإكسابها قوة الإلزام، نظرا لأنه لا يمكن لأي دولة بمفردها أن تتكفل به مهما بلغت من القوة، مشيرة إلى أن اقتلاع جذور الإرهاب، يبقى رهنا بتعاون دولي يصل إلى كنس هذا البلاء والقضاء عليه، بالإضافة إلى ضرورة إعداد خطط قصيرة وطويلة المدى، تعتمد على العلم والثقافة والتنوير والتعريف بصحيح الأديان التي تنبذ العنف وتحرم استباحة دماء الآخرين تحت أي سبب كان، وتدعو إلى التسامح والانفتاح.