كارثة..خبراء الصحة: أدوية النوم فى مصر فيها «سم قاتل»

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2015 04:45 م
 كارثة..خبراء الصحة: أدوية النوم  فى مصر فيها «سم قاتل»

على أرفف الصيدليات توجد أنواع ومجموعات كثيرة للحبوب المستخدمة في جلب النوم، منها مجموعة بينزودايازيبين, مجموعة زد, مجموعة مُضادات الهيستامين,والنوع الرابع، هرمون ميلاتونين, وهي مجموعة تضم عديد من الأدوية ذات التأثير المنوم والمُنعّس والمُزيل للقلق وتختلف التأثيرات تلك باختلاف النوع واختلاف كمية الجرعة من أحدها. وتعمل هذه الأدوية على مستقبلات معينة في الخلايا العصبية، تُدعى مُستقبلات «بينزودايازيبين».

والأخير عبارة عن نوع من المُستقبلات المرتبطة بنوعية مُستقبلات غابا ولأهمية ذكر طريقة عملها على المُستقبلات في الخلايا العصبية، تجدر الإشارة إلى أنها تلتصق بالخلايا العصبية وتعمل من خلال ذلك في إحداث النُعاس أو النوم أو إزالة القلق.

ولذا فإن زوال تأثيرها المنوم عن الجسم، يبقي شيئاً من الاضطرابات في الجهاز العصبي، وهو ما يظهر على هيئة النعاس والدوخة خلال ما بعد الاستيقاظ من النوم.

وقد تتشعب مشكلة مابعد تناولها، حال استمرار استخدامها يومياً لفترة تتجاوز 3 أسابيع، لتصل الأمور إلى حد «الاعتماد» dependence البدني والنفسي على ضرورة وجودها في الجسم، وبالتالي حصول أعراض سيئة نتيجة التوقف المفاجئ عن تناولها، أو ما يُسمى بـ«أعراض الانسحاب، مثل الأرق وتدني شهية الأكل والرعشة وطنين الأذن والتشويش الذهني ونوبات التشنج وغيرها من الاضطرابات النفسية. ولذافإن استخدام وصف «الاعتماد» هو طريقة ألطف من قول الإدمان

.

ومع تزايد استخدام هذه الأدوية من قبل المواطن المصرى وخاصة في ظل أحداث الانفلات وعدم الرقابة الذي تعاني منه البلاد نفتح ملف أزمة الدواء الخطر فى مصر للبحث عن الأسباب ومحاولة الوصول إلي حلول لمعالجتها.

يقول دكتور محسن عبد العليم -رئيس الادارة المركزية للشؤون الصيدلية-، أنه من المهم توضيح جانب بسيط فى هذا السياق، وهو تأثير تناول أحد أدوية هذه المجموعة في قيادة السيارة. وهذه الأدوية تُصيب بالاضطراب قدرات الذهن في الحكم على الأشياء، كما تزيد من سرعة التفاعل مع عنصر «الوقت».

وشدد د. أيمن الخطيب - مساعد وزير الصحة السابق، علي أنه من الرغم من مدح بعض المصادر الطبية لهذة الأدوية، إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لا تزال تضعه ضمن قائمة الأدوية المنومة ذات التأثيرات غير المعتادة على سلوكيات متناوليه.

ويقول دكتور أحمد شوقى العقباوى، أستاذ الطب النفسى, أن نسيان طعم النوم الطبيعي هو السبب الذي لا يراه الكثيرون وراء لجوء البعض إلى تناول الحبوب المنومة واعتمادهم عليها كحل وحيدلمشكلة الأرق، ونتيجة لذلك الحرمان، استبدلوا نوماً جديداً ومُصطنعاً بالنوم الطبيعي الفطري. ما يجعل من الصعب على الأطباء وصف الحبوب المنومة بسهولة لأي إنسان، لأمور عدة، أهمها أن نوعية النوم الذي ينتج عن تناول ما هو متوفر من حبوب منومة، تختلف عن تلك النوعية الطبيعية من النوم.

ومن جانبه أوضح الدكتور محمد مبارك، مقرر لجنة الصيدليات بالنقابة العامة ، أن هناك أثار جانبية تعرف بالأثار المتخلفة تنتج عن استعمال الأدوية المنومة الغير مثالية التى تجتاح سوق الدواءالمصرى، ومن هذة الأثار النعاس، الذي يُعيق عن مهارة ودقة القيام بالمهام، كقيادة السيارة أو تشغيل الآلات أو الاستيعاب في التعليم أو غيرها من الأنشطة الوظيفية أو العملية، ما يؤدى إلى التشويش الذهني والارتباك وثقل الحركة الذي يغلب على متناول الحبوب المنومة، وهو ما قد يتسبب بحالات السقوط أو التعثر أو اختلال التوازن، وخاصة لدى كبار السن. وثمة دراسات طبية أكدتارتفاع معدل الإصابات بكسور الورك لدى متناولي تلك الحبوب المنومة.

وأكد عادل عبدالمقصود، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالقاهرة، علي ضرورة تكاتف الجهات المعنية للحد من ظاهرة بيع وتداول الأدوية المنومة الضارة، للحد من الأضرار التى تصيب المريض نتيجة التعامل مع أدوية قد تكون مجهولة المصدر أوغير محفوظة بالطرق الفنية.

مشيرا إلى أن النقابة تقوم بإتخاذ إجراءات للوقوف علي أسباب أنتشار هذة الأدوية فى السوق المصرى لبدء التعامل معها وايجاد حلول عاجلة لمراقبة السوق الدوائي و مخاطبة الشركات المصنعة والمستوردة والمسئولة عن التوزيع لمحاولة توفير أدوية مثالية غير ضارة بالمريض المصري.

وأشارعبدالله زين العابدين، الأمين العام لنقابة الصيادلة، إلى أن تداول هذة العقارات على نطاق واسع كان نتيجة عدم تطبيق الإتفاقيات بين الصدليات والنقابة والشركات المصنعة، وعدم وجود دعايةكافية للمنتجات وسوء التخزين ، فضلاً عن أن أغلب الأدوية مستورد .

مشيرا إلى خطأ وزارة الصحة باعتمادها على خط انتاج هذه العقارات من شركة واحدة فقط، ما يؤدى إلى سوء انتاجها بالإضافة إلى سوء إدارة من الادارة المركزية للصيدلة وبالتالي في حالة التقصير أو إغلاق الشركة او خط انتاجها لن يكون العقار موجود بالسوق من أساسه ، ثانيًا هناك بالفعل ازمة في المادة الفعالة لانها تاتي من دول أجنبية.

ومن ناحية أخرى دكتور محمد العبادى، رئيس هيئة المصل و اللقاح سابقا، يري أن الصيدليات تظل تحت رحمة شركات الأدوية التى تقوم باستيراد المادة الفعالة الخاصة بصناعة بعض الأدوية ومعظمهاغير مطابق للمواصفات القياسية مما يؤدى إلى تأثير منتجاتها الدوائية على المرضى المصريين.

وأشار العبادى إلى ضرورة إنشاء مجلس أعلي للدواء تختص بشئون الصيدلة والدواء لوضع خطط وسياسات دوائية ثابتة وقابلة للتنفيذ، مشيرا إلى أن وزارة الصحة مشغولة بتخفيض أسعار الفياجرا والأدوية المنومة ومستحضرات التجميل لتصبح في متناول الجميع، مشيرا أن النقص المستمر في الأدوية الحيوية مما يشكل خطرا علي حياة المريض المصري من نقص الحيوى منها و إنتشار المضر فى السوق.

ويقول مجدى علبة رئيس شعبة الأدوية بإتحاد الصناعات المصرية، إن الشعبة على وعى بأضرار بعض الأدوية على صحة المواطنين كالأدوية المنومة مشيرا إلي إعلان الشعبة للحرب على أى عقاريثبت خطره على المواطن المصرى.

وأكد مهنى أن معظم هذة الأدوية غير آمنة ولا تخضع لرقابة من وزارة الصحة، ولها أضرار خطيرة على صحة المصريين.

وأوضح أن معظم هذه الأدوية غير مسجلة بوزارة الصحة، ومهربة، وغير مراقبة من الأجهزة الدوائية، وبالطبع غير آمنة وغير فعالة.


وإتهم د. محمد شوقى أبو قورة نقيب صيادلة القاهرة سابقا وزارة الصحة بتقاعسها عن أداء دورها الرقابي والتفتيشي المستمر علي المراكز والصيدليات، مما أدي إلي انتشار الفوضي الدوائية ، أماصحة المريض فهي آخر ما تفكر فيه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق