عام ميلادى جديد لن يكون أفضل.. ما لم يكن البشر أفضل

السبت، 31 ديسمبر 2016 02:20 م
عام ميلادى جديد لن يكون أفضل.. ما لم يكن البشر أفضل

عام ميلادى جديد، يبدأ غدا الأحد، يحمل رقم ٢٠١٧ من ميلاد المسيح، عام صفحاته بيضاء، تنتظر ما يملؤها من أحداث، عام لن يكون أفضل ما لم يكن البشر أفضل، فالاعوام تتغير أرقاما فقط، والبشر هم من يكتبون الأحداث.

على وقع خطوات رحيل اليوم الأخير من العام الحالى، تدعو إطلاله العام الجديد المصريين لإستعادة وجههم الحقيقى المميز بتكوينة، وحضارته المتراكبة، وشخصيته الفريدة متعددة العناصر والمستويات، إطلاله تحملهم مسئولية الحفاظ على الوطن، وتذكرهم أنهم كانوا دوما أبطال النجاح، وللنجاح ثمن، كما تذكرهم بما مر بهم وبأجدادهم من مواقف كثيرة.

أحلام المصريين وتطلعاتهم فى العام الجديد مكفولة بحكم الإنسانية بأحلام الأستقرار والأمن والعيش الكريم، وبعودة الكلمات ومفراداتها إلى مواضعها الصحيحة بعدما تزحزحت عنه كثيرا، وأن يكون الشعب، وكما كان دائما البطل الحقيقى فى مواجهة الحرب النفسية، والصمود ضد الإرهاب ومثيرى القتن والشائعات، وغلق أبوابها ٠

لاتزال المخاطر تحدق بمصر، والخطر قائم مالم ينتبه المصريين، وتحديات كثيرة تواجه مصر والمصريين، فنحن وطن لا يملك رفاهية الوقت، تحديات حقيقية تدفعنا للبحث عن حلول حفاظا على مستقبل بلد لا يحتمل الخلاف، الأمر الذى يستلزم وقفة جماعية للبناء، فنحن فى وطن يبحث عن مواطن يعمل ويؤدى واجبه ثم يطالب بحقه، مواطن يدرك أن حياته مرهونة بإنتمائه لهذا الوطن، وحبه وعطائه له رغبة فى أن تمضى القافلة، حيث لا وقت للخلاف وأحاديث النخبة والقيل والقال، والمفروض الذي كان يجب أن يعمل أو لا يعمل.

علينا الإستعداد لما ينتظرنا من مستقبل، يحمل لنا الكثير من الخير والأمل، ويتطلب منا العمل الجاد، وربما الشاق، لتطوير أنفسنا ورفع قدراتنا، يجب أن نعي أن القوي الخارجية لن تتوقف عن محاولات التشتيت، وإثارة الفتن وإيجاد المشكلات، فالمستقبل واعد بإذن الله، رغم الضيق وإحكام الحلقات وإنتشار اليأس، وهذا ليس كلاما لشحذ الهمم أو لإعطاء جرعة أمل، ولكنه ورد فى واحدة من أهم الوثائق والدراسات المستقبلية الأمريكية التى صدرت مؤخرا، حول شكل القوى العالمية فى عام 2020، والتي تقوم بتقديم الرؤية والتحليل لصانع القرار الأمريكي، ليتم علي أساسها تحديد الأستراتيجية الأمريكية، والسياسة الخارجية نحو مصر في هذه الفترة وحتى عام 2020.


تضمنت الدراسة تقسيما لدول العالم لمجموعات وإستثنت مصر من مجموعة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإعتبرتها عنصر دراسة مستقل يجب أن يحظى بدراسات تفصيلية في التقديرات الأمريكية، وحيثياتها فى ذلك كما أشارت إليه الدراسة، أنه مع تزايد قوة مصر السياسية في المنطقة، وبمنطق قوي الدولة الشاملة "اقتصاديا وعسكريا وبشريا وثقافيا وحضاريا وإقليميا"، ستصبح مصر من أكثر الدول نفوذا في المنطقة، وهو ما إعتبرته تغييرا في موازين القوي في الشرق الأوسط.

إستندت الدراسة إلى عدة عناصر أبرزها أنه بحلول عام 2020 ستصبح مصر من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في المنطقة، من حقولها الجديدة في البحر المتوسط وشرق الدلتا، وأن هذا الإنتاج من الغاز الطبيعي، سيحقق لها إكتفاء ذاتيا من الوقود يلبى إحتياجات الصناعة والأستهلاك المنزلى، ويحقق فائضا للتصدير، كما سيمكن مصر من إنشاء خط لتصدير الغاز الطبيعي إلي أوروبا عبر قبرص واليونان.

الدراسة أشارت إلى أنه نظرا لهذا الإنتاج الكبير من الغاز الطبيعي، وطبقا للخطط الأستثمارية الطموحة للأستفادة من الطاقة البشرية للدولة، فمن المنتظر أن يتضاعف الدخل القومي المصري عدة مرات، ومن المقدر أن تصبح مصر واحدة من أكبر القوي الأقتصادية في الشرق الأوسط بحلول عام 2020.

الواقع يقتضى عدم الوقوف أو التراجع، فلا وقت لرفاهية الخلاف أو التردد، والتركيز كل التركيز يجب أن يكون على تكاتف جميع القوي السياسية، والحزبية والوقوف صفا واحدا أمام هذه المخاطر، ودعم الدولة المصرية في جميع قراراتها وسياساتها، وتوحيد صف الإعلام لتوعية المصريين بالمخاطر والمخططات التي تهدف إلي إثارة الفتن الدينية والعرقية، وإحداث شرخ بين الشعب وقواته المسلحة، وأن واعيا للمؤامرات المتربصة بمصر والتصدى لها وتجاوزها نحو المستقبل الذي تنبأت به الدراسات الأمريكية ذاتها، فإذا كانت الأعوام السابقة هى أعوام تمهيد الأرض وزراعتها، فإن عام ٢٠١٧ هو عام جنى الثمار فى مشروعات قومية ينتظر إفتتاحها، ووضع مصر على خريطة الإستثمار العالمى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق