«بطل الأقصر».. ضابط برتبة شاعر (صور)

الخميس، 29 ديسمبر 2016 11:46 ص
«بطل الأقصر».. ضابط برتبة شاعر (صور)
بطل الأقصر».. ضابط برتبة شاعر
أماني خيري

«الشعر جزء من حياته.. عشقه للوطن كان سببا دراسته بأكاديمية الشرطة.. عاصر الشهداء وذاق مرارة فقدانهم.. وعد بالثأر.. بدأت ملامح التضحية تظهر حينما قرر فداء الوطن بروحه في سيناء»، ولكن كان للقدر رأي أخر، أنه النقيب الشاعر، محمود النوبي شحات، ابن محافظة الأقصر.

«النوبي».. شاب في نهاية العقد الثاني من العمر، ينتمي لأسرة بسيطة غير متكلفة، طالما شجعته على إبراز موهبته الشعرية، وتحقيق أحلامه.. خدم الوطن من خلال «البذلة الميري»، وحاول القصاص لزملائه، إلا أن القدر رفض.

يقول النقيب الشاعر، «منذ صغري عشقت الشعر، وشعرت بقدرتي علي التأليف والكتابة وإلقاء الشعر، وحصلت علي المراكز المتقدمة أثناء مشاركتي بالعديد من المسابقات التي تقام بين المحافظات، وأصبحت مميزًا في الشعر، وحصلت علي المركز الأول في إحدى المسابقات عام 2003، في الصف الثاني الإعدادي».

وبصوت يحمل العديد من الذكريات والبسة تملأ وجهة، يتابع «النوبي» أثناء إجراء كشف الهيئة بكلية الشرطة، ألقيت قصيدة عن محمد الدرة وفلسطين أمام اللواء طارق يسري رئيس الأكاديمية حينذاك، وتم قبولي في عام 2007، وتخرجت منها 2011عام الثورة، وفي حفلة التخرج ألقيت قصيدة: «أنا ضابط شرطة مصري».

وعن المراكز التي نالها مؤخرًا، يقول: «حصلت علي المركز السابع في الجمهورية في كتابة وإلقاء الشعر عام 2015»، كما حصلت منذ شهر علي الدكتوراه الفخرية في مهرجان السينما والفن الدولي، كما كنت أشارك في ملتقي شباب الجماعات طوال فتراة الدراسة بالأكاديمية، مضيفًا: «وشاركت هشام الجخ في عرض مسرحيات عامي (2009و2010)، ليصل عدد القصائد التي قمت بتأليفها 30قصيدة».

«أكتر القصائد التي أثرت في.. قصيدة شهادة وطن»، هكذا يكمل «النوبي»، حديثه بصوت خافت حزين، متابعًا: «وقمت بتأليف كتاب عن الشهداء بعنوان (دماء اختلطت بالنيل) يحوي 31قصيدة»، مشيرًا إلى أنه تحدثت من خلاله على بطولات ومواقف الشهداء من ضباط الشرطة وغالبيتهم من أصدقائي عقب 8 شهور من التخرج لتخليد ذكراهم.

وفي لفتة إنسانية يستكمل البطل قائلا: «قمت بتوقيع حفل الكتاب في مستشفي 57، بتاريخ 2 أكتوبر عام 2016، ليذهب عائد الكتاب لمرضي المستشفي، وأقيم الحفل بحضور الكثير من القيادات الأمنية، وأهالي الشهداء من الشرطة والقوات المسلحة»، لافتا إلى زيارته لبعض أسر الشهداء للتعرف على أجزاء من حياة أبنهم، أما عن الكتاب الثاني فكان بعنوان «أبطال وغموض» لكنه لم ينشر بعد، ويذكر بعض المواقف الغامضة والغريبه بحياة الشهداء.

وبسؤاله عن أكثر الشهداء الذين تركوا تأثيرا بداخله، يقول «النوبي»: «أكتر شهداء أثروا فيا كانوا 3، استشهدوا مع بعض (محمود منير، محمد عادل، ومحمد عبد الرحيم القلاوي) كانوا عايشين معايا بناكل وبنشرب سوا، وطلبت أروح سيناء علشان أجيب حقهم ومش هسيبه».

وعن اليوم الفارق في حياة النقيب الشاعر، وهو محاولة تفجيره، يقول: «فضلت سنة في سيناء، وفي يوم 28 سنة 2015، كنت بعمل تمشيط، وأنا راجع فجأة لقيت عبوة بتنفجر فيا، وتم نقلي للمستشفي وتم إصاباتي بكدمات وشظايا، وماكنش بفكر في حاجة غير زمايلي اللي ماتوا وكان نفسي أنول الشهادة، ولكن تم نقلي لكفر الشيخ ورفعت قضية واتحجزت علشان أرجع واجيب حق زمايلي».

وعن سبب امتناعه عن الزواج، يؤكد أنه لا يريد أن يتزوج فتاة تصبح أرملة، ويصيبها بالتعاسة طوال عمرها، لافتا إلى رفض أسرته عودته للعمل بسيناء مرة أخرى، خوفًا عيله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق