حيفا.. «قنبلة موقوتة» في وجه إسرائيل (تقرير)

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 08:18 م
حيفا.. «قنبلة موقوتة» في وجه إسرائيل (تقرير)
أيمن فرج


برغم كونها ثالث أكبر المدن بعد القدس وتل أبيب من حيث عدد السكان، إلا أن مدينة حيفا تضم عددًا كبيرًا من مصانع البتروكيماويات ومخازن الأمونيا ومصافي تكرير النفط، وتقع تلك المصانع بمنطقة خليج حيفا بالقرب من السكان، وفقا لخريطة نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، مما يجعلها «قنابل موقوتة» تُشكل تهديدات حال نشوب حرائق أو حروب قد تؤدي إلى كوارث مستقبلية في وجه إسرائيل.

في موجة الحرائق التي شهدتها إسرائيل أواخر شهر نوفمبر الماضي كان النصيب الأكبر من الخسائر لصالح «حيفا» حيث أعلنت البلدية أن النيران طالت أكثر من 1700 منزل وقدرت الأضرار بـ120 مليون دولار.

وقبل أن يتم تلافي الأضرار التي خلفتها موجة الحرائق، نشب في حيفا هذا الاسبوع حريق هائل نتيجة خطأ بشري أثناء أعمال الصيانة أدى إلى اشتعال خزان وقود في وسط منطقة مصافي النفط الكبيرة، وساد القلق من انتشار النيران إلى خزانات كبيرة إضافية تحتوي على بنزين وغازات سامة بالقرب من منازل عشرات آلاف السكان.

نشوب أي حريق يؤدي إلى توقف الحياه بالمدينة، ففي إطار الإجراءات الوقائية تم غلق العديد من الشوارع وإغلاق نفق حيفا الذي يمتد لستة كيلومترات أسفل جبل الكرمل، قبل أن تهرع قوات الإطفاء لمحاصرة النيران.

في هذا الإطار، تصدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير تتحدث عن تعرض حياة ملايين السكان للخطر، ناقلة تحذيرات من بعض المسؤولين من أن الحريق في خليج حيفا هو مشهد مصغّر لما يمكن أن يحدث حال نشوب حرب قادمة بإطلاق الصواريخ على خزانات الوقود والمواد الخطرة، ملمحين إلى أن التأخير في إخراج تلك المصانع الخطيرة خارج المدينة يرجع إلى مصالح اقتصادية.

وحين يدور الحديث عن استهداف حيفا بالصواريخ، يحضر في أذهان الإسرائيليين دائما تهديدات زعيم تنظيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله في خطاباته، باستهداف المدينة مستغلا ما تحتويه من موارد خطيرة قابلة للاشتعال والانتشار السريع، حيث قال في أحد خطاباته فبراير الماضي، إن أي صاروخ سينزل على حاويات الأمونيا في خليج حيفا هو أشبه بـ«قنبلة نووية».

وعقب الحريق الأخير في حيفا قدم رئيس البلدية «يونا ياهف»، طلبًا إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بإغلاق مجمعات مصافي النفط، ووقف أية خطة لتوسيعها، وإبعاد حاويات الأمونيا من خليج حيفا، وقال في رسالته إلى نتنياهو: «آن الأوان للتعقّل وفهم أنه لا يمكن المُجازفة بحياة ملايين سكان الشمال، وأن حياة البشر أسمى من المصالح الاقتصادية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق