«حوارات الأزهر».. تجديد للخطاب الديني أم «مكلمة» لا تفيد؟
الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 04:04 م
عقد الأزهر الشريف ما يزيد على 20 حوارًا مجتمعيًا على مدار الشهر، مع الشباب بمختلف فئاته، فمنذ أن أطلق فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، شارة البدء في عقد تلك الحوارات، بحضور ممثلين عن الأزهر والكنيسة وبعض مؤسسات الدولة، والمؤتمرات والندوات النقاشية مستمرة مع الشباب، وهنا يأتي السؤال.. هل حققت تلك الحوارات هدفها المنشود؟
يرى الأزهر الشريف أن هذه الحوارات التي يعقدها تأتي في صميم ملف التجديد المنوط به الأزهر، وأن الهدف من تلك الحوارات التي يعقدها بالمحافظات، مع الشباب من مختلف الأعمار والفئات، هو توعيتهم وتبصيرهم بالقضايا المجتمعية، والفكرية، والدينية، وبمخاطر الانحراف الفكري وما يؤدي إليه، وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، كما تهدف تلك الحوارات إلى تعريف الشباب بالقيم والأعراف الإسلامية، والقيم الوطنية، والاعتزاز بالهوية، وإشراكهم في خريطة الاصلاح الوطنية.
في المقابل، يرى بعض المثقفين والنخبة، أن تلك الحوارات لا تخرج عن كونها جلسات حوارية ونقاشية، لا تمت لقضية تجديد الخطاب والفكر الديني بصلة، وأن ملف التجديد يتطلب من الأزهر جهودا أكبر من تلك الجلسات، حيث يتشعب ليشمل الدعوة، والتعليم، والوعظ، والفتوى، والمناهج، والتراث، ومواجهة الفكر الإرهابي بفكر إسلامي عقلاني معتدل، ولا يحق للأزهر أن يصادر فكرا من الممكن أن يستفيد به.
ويؤكد الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، لبوابة «صوت الأمة» أن الأزهر الشريف يقيم تلك الحوارات تفعيلا لتوصيات مؤتمر الشباب من أجل استراتيجية إصلاح منظومة الأخلاق، والقضاء على المظاهر السلبية التي أصابت مجتمعاتنا في الفترة الأخيرة، ومواجهة للأفكار المتطرفة والإرهابية، والمتشددة لبعض التيارات والجماعات.
وقال عفيفي إن الحوارات المجتمعية للأزهر آتت ثمارها المنشودة منذ البدء فيها، مستدلا في ذلك بالحضور الشبابي المكثف، مؤكدا أنه في كل حوار مجتمعي يحضر شباب مسلم ومسيحي من جميع الأعمار، ويتجاوب مع قادة الأزهر في الحديث والمناقشة، مبينا أن جميع الحوارات المجتمعية التي عقدها الأزهر ركزت على الشباب، وبفضلها تحصنوا ضد أفكار التطرف والانحراف، وأصبحوا أكثر وعيًا، مشددًا على أن هذه الحوارات من صميم التجديد في الفكر الديني والخطاب، لأنها تعمل على نشر الأفكار الهادفة بين أهم فئة مصرية وهي الشباب.
في المقابل، يرى الشاعر والكاتب أحمد عبد المعطي حجازي، أن ملف التجديد في الفكر والخطاب الديني، والذي يحمله الأزهر، لا يمكن اختزاله في مجموعة جلسات نقاشية أو حوارية، فالتجديد أشمل وأعم من ذلك، مؤكدا أن الفكر لا يجابه إلا بفكر، وعلى الأزهر أن يتقبل الفكر الذي يختلف معه، ويمكن أن يستفيد به أيضا، منوها بأن التجديد في الخطاب الديني في حاجة ماسة لحركات تجديدية كحركة الإمام محمد عبده، والشيخ مصطفى عبد الرازق.
وقال «حجازي» لـ«صوت الأمة»: «إننا كمجتمع ننشد التجديد الذي يتماشى مع حياتنا الحالية، كما ندعو إلى تنقية الإسلام من الشوائب، والاجتهاد للوصول إلى حلول نابعة من وسطية الإسلام، نستطيع من خلالها التغلب على المشكلات التى تواجهنا»، مطالبا بضرورة تبني الأزهر لعملية إحياء إسلامي صحيحة من خلال تنقية مناهج الأزهر، والدعوة للفكر الإسلامي الصحيح، وليس لعقد مؤتمرات وحوارات فقط.