بعد تفكيك 170 خلية.. «بلاد القيروان» تخشى نموذج الإرهاب في «الصومال»
الإثنين، 26 ديسمبر 2016 02:12 م
أصدرت محكمة تونسية أحكامًا قضائية بالسجن المؤبد، في حق 16 تونسيًا في قضايا إرهاب والانتماء إلى التنظيم الإرهابي القريب من تنظيم القاعدة «أنصار الشريعة».
الحكم لم يكن الأول في حق تونسيين انتموا إلى تنظيمات إرهابية، فبحسب تقارير أمنية فإن هناك المئات في انتظار أحكام قضائية صارمة لانتمائهم إلى تنظيمات إرهابية بخلاف الكثير داخل السجون تم القبض عليهم في نطاقات حدودية مع ليبيا.
شهدت الدولة التونسية محاولات مضنية من قبل التنظيمات الإرهابية «داعش والقاعدة»، أخرها محاولات داعش لإعلان ولاية له تسمى «برقة» وهو ما تصدت له الأجهزة الأمنية التي أثبتت تعافيها بشهادة تقارير دولية، في الهجوم الأكبر لتنظيم داعش على مدينة «بن قردان» الحدودية، والتي قتلت خلاله 53 شخصًا.
كشفت وزارة الداخلية التونسية في أول الشهر الجاري، أن قواتها الأمنية فككت 160 خلية إرهابية، أي بزيادة تصل إلى 45 %، اعتقلت خلال المداهمات 850 شخص، مقارنة بالعام الماضي والتي بلغ عددها 90 خلية.
170 خلية مقارنة بدول الجوار فإن العدد كبير، وهو الأمر الذي دفع بمؤسسات أمنية تونسية إلى المطالبة بضرورة وضع قوانين عاجلة لمنع «صوملة» الدولة – أي تكرار نموج العنف الصومالي داخل التونس.
تلك الخلايا الإرهابية تتبع أيدولوجيات مختلفة، منها ما يتبع داعش ومنها ما يتبع تنظيم القاعدة المتمثل في تنظيم المرابطون، وكتيبة عقبة بن نافع، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
تتمثل تهديدات داعش، في محورين أساسين الأولى، في ذئابه المنفردة وخلاياه الخاملة، والتي نجحت في تنفيذ عمليات كانت موجعة الأول في متحف باردو وهجوم مدينة بن قردان، وغيرها من الهجمات التي ضربت قلب العاصمة التونسية.
لداعش وحدها 5500 تونسي- حسب أخر تقارير الأمم المتحدة، في أحضان داعش بسوريا والعراق وغيرهم قتلوا في ليبيا، حاول منهم 800 العودة من بؤر التوتر، تم رصدهم من قبل أجهزة الأمن وفق تصريح لوزير الداخلية أمام البرلمان.
في بيان للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي، أمس الأحد، طالبت الحكومة باتخاذ إجراءات استثنائية صارمة، وإغلاق بابها في وجه المنضمين إلى «داعش» الراغبين في العودة إلى البلاد، حيث يمنع الدستور التونسي أي إجراءات بإسقاط الجنسية ضد العائدين.
واعتبرت النقابة، أن عودة الإرهابيين من بؤر التوتر، تنذر بالخطر ويمكن أن تؤدي إلى صوملة البلاد، وأن القبول بعودتهم في ظل ترتيبات دولية لحل الأزمة الإقليمية، سيشكل دعمًا لتوسع رقعة الإرهاب وانتشاره، لأن الإرهابيين تلقوا تدريبات عسكرية، واستخدموا كل أنواع الأسلحة الحربية المتطورة وهو ما ينذر باستغلال الخلايا النائمة الموجودة من الأساس وتكوين جيشًا كاملًا لداعش.
وبالنسبة لتنظيم القاعدة، فإن تهديداته زادت حدتها، بعدما أعلن زعيم القاعدة في بلاد المغرب عن الظهور مرة أخرى وتوسيع العمليات باتجاه ليبيا، وهو ما يفتح الباب حول حركة هجرة جديدة من الأراضي التونسية وهو الأمر الذي يهدد النقاط الأمنية الحدودية.
القاعدة في تونس، تستغل الضربات الأمنية التي تعرضت لها داعش، من أجل أن تتمدد في هدوء، وتوسع من مناطق نفوذها من دون ضجة، عبر استغلال الجوار الجغرافي بين تونس وليبيا، وانخراط العديد من الشباب في التنظيم.
وتتمثل مناطق نفوذ التنظيمين الإرهابيين، بحسب المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، في منطقة «الشوكية»، أي جبال «ورغة» في محافظة الكاف شمال غربي تونس، والشعانبي وسمامة في محافظة القصرين وسط غرب تونس، وهي مناطق محرمة على خلايا داعش، في حين ينتشر تنظيم داعش، وسط المدن وفي الأحياء الشعبية برواد ودوار هيشر وحي التضامن والقصرين وسيدي بوزيد، وضمن خلايا سرية في الغابات والجبال.