مكتبة الإسكندرية تدعم سلسة «أوراق» المتخصصة في الدراسات المستقبلية

الأحد، 25 ديسمبر 2016 10:07 ص
مكتبة الإسكندرية تدعم سلسة «أوراق» المتخصصة في الدراسات المستقبلية
مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين
مصطفي فتحي

أصدر الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، قرارًا بدعم الطبعات الشعبية لسلسلة «أوراق»؛ التي تصدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، وتتناول مجموعة من الدراسات التحليلية لموضوعات متعددة تتقاطع جميعها في طابعها الاستشرافي للمستقبل.

وقال الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، أنه من المقرر أن يصدر أعداد جديدة من السلسلة في الفترة المقبلة؛ ومنها: «أسلحة الفضاء الإلكتروني في ضوء القانون الدولي الإنساني، واللغة ومستقبل الهوية: التعليم نموذجًا، والآفاق الثلاثة للأزمنة ما بعد العادية، والمستقبلات العربية: ثلاثة سيناريوهات للعام 2025، وتوطين الدراسات المستقبلية في الثقافة العربية، الأهمية والصعوبات والشروط، والدراسات المستقبلية: إطار مفاهيمي، وتحولات الدولة القومية والسلطة، وغيرها».

وتتناول دراسة «أسلحة الفضاء الإلكتروني في ضوء القانون الدولي الإنساني»، من تأليف عادل عبد الصادق، محاولة للتنقيب عن حدود وآفاق وتحديات تطبيق القانون الدولي الإنساني على استخدامات الأسلحة السيبرانية - الإلكترونية في الصراع الدولي، وكذلك عن مدى مشروعية ذلك، استنادا إلى نصوص القانون الدولي. ويخلص الباحث إلى أن تحقيق الأمن الإلكتروني الجماعي الدولي يتطلب وجود إيمان وثقافة عالمية بأن السلام أمر غير قابل للانقسام أو التجزئة.

وفي عدد «اللغة ومستقبل الهوية: التعليم نموذجًا»، تأليف ضياء الدين زاهر، يسعى الباحث إلى بلورة رؤية مستقبلية تستهدف رسم مسارات للحفاظ على اللغة العربية، تدريسًا وبحثًا، وذلك بما يكفل تكريس الهوية العربية وتجديدها، ويتم استجلاء هذا من خلال تفحص دقيق لماهية الهوية وأنواعها ومحدداتها وأساليب تشكلها وعوامل هذا التشكل، وذلك بالتوازي مع تفهم موضوعي لمسارات اللغة العربية والعوامل المؤثرة فيها ومصادر التشوه اللغوي، بالإضافة إلى تبيان مصادر الخلل في أساليب تعلمها، ويترافق مع هذا كله تحليل مواز للطبيعة الجدلية بين الهوية واللغة وعلاقات التأثير بينهما.

ويتناول عدد «الآفاق الثلاثة للأزمنة ما بعد العادية»، من تأليف جون سويني وضياء الدين ساردار، مراجعة نظرية للمفاهيم التـي تشكل منهجًا جديدًا، وذلك في محاول للإجابة على عدد من التساؤلات؛ ومنها "هل المناهج القائمة قادرة على أن تتواكب مع المستقبلات المعقدة والفوضوية وغير اليقينية والمنهارة بسرعة في ذاتها وعلى ذاتها؟، وهل رواياتنا حول المستقبل تأتي بشيء ذات معني بإمكانه أن يولد سياسات واستراتيجيات تتواكب مع التعقد وعدم اليقين والسلوك الفوضوي؟.

أما عدد «المستقبلات العربية: ثلاثة سيناريوهات للعام 2025»، إعداد معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية، فيتطرق للتحديات التي تواجهها جميع الدول العربية، والتي تتضمن البطالة بين فئة الشباب للتغير المناخي والإرهاب، وهو الأمر الذي يتطلب حسب ما جاء به التقرير التكاتف ما بين الحكومات الوطنية؛ لأن جميعها أمور لا يمكن أن تُحل عن طريق دولة بمفردها، ويوصي التقرير بأن حلول مشكلات المنطقة العربية تتطلب سعي على نطاق إقليمي وليس وطني.

وفي عدد «توطين الدراسات المستقبلية في الثقافة العربية، الأهمية والصعوبات والشروط»، تأليف محمد إبراهيم منصور، تتطرق الدراسة إلى الإطار المعرفي للدراسات المستقبلية: ما هيتها وأهميتها، وتوطين الدراسات المستقبلية في الثقافة العربية: صعوباتها وشروطها. ويقول الكاتب إن الدراسات المستقبلية تحاول أن ترسم خريطة كلية للمستقبل من خلال استقراء الاتجاهات الممتدة عبر الأجيال والاتجاهات المحتمل ظهورها في المستقبل والأحداث المفاجئة (Wildcards)، والقوى والفواعل الديناميكية المحركة للأحداث (Driving forces)، لافتًا إلى أن الدراسات المستقبلية تساعد على التخفيف من الأزمات عن طريق التنبؤ بها قبل وقوعها، والتهيؤ لمواجهتها، الأمر الذي يؤدي إلى السبق والمبادأة للتعامل مع المشكلات قبل أن تصير كوارث.

وتضيف الدراسة إلى أن هناك سمتان تسمان الجهود العربية في مجال الدراسات المستقبلية؛ الأولى أن هذه الدراسات كانت عملًا مؤسسيًّا اضطلعت به مؤسسات معظمها ينتمي إلى المجتمع المدني وليس الحكومات – إلا فيما ندر – وثانيهما أن تلك الجهود لم تتصف بالمتابعة والتراكم والاستمرار. وبالتالي بدت هذه المحاولات وكأنها جزر منعزلة ليس بينها جسور تربط بينها، موضحًا ذلك بأن الأهمية المتزايدة للدراسات المستقبلية لا يقابلها اهتمام موازٍ وبنفس الدرجة في الوطن العربي، وهناك بلا شك صعوبات منهجية تعترض انتشار ثقافة الدراسات المستقبلية في الوطن العربي؛ ومنها: صعوبات ناجمة عن غياب الرؤية المستقبلية في بنية العقل العربي، وطغيان النظرة السلبية إلى المستقبل في ثقافتنا العربية، وسيطرة «التابوهات» الموروثة وشيوع أنماط "التفكير داخل الصندوق؛ وصعوبات ناجمة عن ضعف الأساس النظري الذي تستند إليه الدراسات المستقبلية في التراث العربي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق