البروفيسور هاني سويلم : مؤتمر «مصر تستطيع» بارقة أمل بدعم من الرئيس .. والتعليم الحكومي «مُتدهور» .. وتكاتف الشعب مع الدولة «حتمي»

الجمعة، 23 ديسمبر 2016 07:12 م
البروفيسور هاني سويلم : مؤتمر «مصر تستطيع» بارقة أمل بدعم من الرئيس .. والتعليم الحكومي «مُتدهور» .. وتكاتف الشعب مع الدولة «حتمي»
محمد المصري


قال الدكتور هاني سويلم، المدير الأكاديمي لهندسة المياه بجامعة آخن الألمانية، والمٌلقب بمنقذ نهر الراين في ألمانيا، أن التعليم في مصر يواجه أزمة كبيرة في الفترة الأخيرة، مؤكدًا أنه علي الرغم من حالة اللامبالاة بالمشاريع الجادة التي كان يقدمها العلماء في الفترة الأخيرة، إلا أن مؤتمر مصر تستطيع الذي عٌقد منذ أيام، تحت رعاية الرئيس السيسي، يُعد بارقة أمل من جديد، مُطالبًا بضرورة تكاتف الشعب مع الدولة لمواجهة أزمة نقص المياه.. وإلي نص الحوار: -

 

ما انطباعك عن مؤتمر «مصر تستطيع» كأحد أهم المشاركين فيه؟

المؤتمر يُعد سابقة لم تحدث من قبل، حيث تم دعوة كل هذه الكوكبة من العلماء والباحثين في محفل واحد لمناقشة أفكارهم ومشاريعهم، علاوة علي أنه المرة الأولي التي تولي فيه أجهزة الدولة اهتمام بهذا الشكل الغير مسبوق بالعلماء، بدليل أن تم ذلك برعاية و دعم القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن وجهة نظري مجرد الإهتمام بهذا الحدث يجعلنا نشعر بالأمل في الإستعانة بأبناء مصر في الخارج للمشاركة مع زملائنا في الداخل من أجل النهوض بهذا البلد، ولاسيما أن المؤتمر كان قمة في حسن التنظيم و التنسيق، وحضور رئيس الوزراء و العديد من الوزراء، الذين شاركوا في العديد من جلسات المناقشة العلمية مع العلماء، للوصول إلي عدد من الإتفاقات الهامة للإستفادة من بعض الأبحاث والعمل علي تطبيقها في المشروعات القومية الهامة.
وشرفت بتقديم أفكار خاصة بالإستفادة من البحث الذي نقوم به منذ سنوات الخاص بمثلث المياه و الطاقة و الغذاء، و ذلك عن طريق تجربة من أهم التجارب في البحث العلمي و هي تعتمد علي إستخدام الطاقة الشمسية لتحلية المياه بطرق مبتكرة لإنتاج مياه بشكل منخفض التكاليف تمكننا من استخدامها في الاستزراع السمكي و إنتاج محاصيل غذائيه لتعظيم القيمة الإقتصادية لكل قطره مياه.


ما الحلول السريعة حاليا لمواجهة أزمة المياه في ظل بناء سد النهضة ؟

أسرع الحلول هو تكاتف الشعب مع الحكومة لتوفير المياه و استخدام المياه بالشكل الأمثل، ولا بد أن يشعر كل مواطن أن المياه سلعه نفيسة، علاوة علي اتخاذ خطوات سريعة، علي رأسها تطوير الري في مناطق الدلتا ليتم إستخدام المياه بشكل أكثر كفاءة، وكذلك علينا أن نعمل علي مضاعفة الإنتاجية لوحدة المياه، بإتباع أحدث التكنولوجيا في المشروعات القومية مثل مشروع المليون و نصف فدان.
كما طرحنا في المؤتمر استخدام كل متر مكعب مياه بطرق حديثة لإنتاج الأسماك و نفس المياه لإنتاج المحاصيل الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي، مع الحفاظ علي كل قطرة مياه، وخلق فرص أكبر للعمل، و كذلك الحفاظ علي البيئة لتحقيق التنمية المستدامة و الحفاظ علي حق الأجيال القادمة في التمتع بحياة كريمة.

التعاون مع الحكومة المصرية هل شهد تطور مؤخرًا؟

هناك إصرار واضح من قبل الحكومة علي التعامل ومواجهة المشاكل التي تم ترحيلها عبر السنوات الماضية، بشكل حقيقي مهما كانت المواجهة صعبة و تحتاج لقرارات مؤلمة، وأعتقد إن الحكومة منشغلة أكثر حاليا بالأزمات المتكررة و لكن ما شهدناه من إهتمام في المؤتمر نتمني أن يصحبه متابعة من الجانبين، جانب العلماء و الإصرار علي تنفيذ أفكارهم و متابعتها، ومن جانب الحكومة بتذليل جميع العقبات لتنفيذ الأفكار الواعدة التي تساهم في حل المشاكل التي تساهم في تحسين وضع المصريين و النهوض بمصر بشكل عام.
وأتمني أن نستثمر هذه الحالة الإيجابية التي خلقها مؤتمر مصر تستطيع في التكاتف معًا ليجد البحث العلمي طريقه للتنفيذ و المساهمة في حل المشاكل التي تواجه مصر.

العملية التعليمية في مصر بمختلف مراحلها كيف تقيمها ؟

المنظومة التعليمية في مصر تم إهمالها لما يزيد عن 30 عامًا، و خاصة المُعلم حيث لم يتلقى التدريب المناسب والعناية التي تجعله يطور من نفسه ويستخدم الطرق الحديثة في التدريس وانحصر التعليم في التلقين والحفظ، كما أن زيادة عدد التلاميذ بالمقارنة بعدد الفصول المتاحة أدي إلي تكدسهم مما جعل المهمة صعبة علي المدرس للتعامل مع هذا العدد بنفس الطرق القديمة التي لم تتطور حتي الأن، وذلك بالإضافة إلي إنخفاض مرتب المدرس وعجز الإمكانيات المادية مما ساعد علي انتشار الدروس الخصوصية، فبالرغم من مجانية التعليم في مصر إلا أن الدروس الخصوصية تستنزف موارد الأسر وتذهب إلي مجموعة قليلة من المدرسيين دون دفع أي ضرائب و تسديد حق الدولة.

ما هي رؤيتك للخروج من مشاكل التعليم مع عجز الإمكانيات؟

لدينا تعليم حكومي متدهور ويعاني من جميع المشاكل المعروفة، كتكدس الفصول بالتلاميذ، إنخفاض مستوي المعلم الإجتماعتي والمادي والفني، عجز الإمكانيات وتدهور حاله المدارس وعدم تطوير التدريس والمحتوي ولدينا أيضا تعليم خاص باهظ التكاليف، والحل لايمكن ان يكون بالتوسع في التعليم الخاص لأن الأسر لن تستطيع تغطيه مصاريفه العالية، والدولة، لن تستطيع في الوقت الحالي العمل علي تطوير المحاور الأربعة للمدخلات التي تم ذكرهم، لذلك اقترحنا في مؤتمر العلماء المصريين بالخارج «مصر تستطيع» نموذج «المدارس الأهليه»، حيث يعتمد هذا النموذج علي مشاركه الأسر كمجتمع اهلي في تمويل العمليه التعليميه عن طريق بناء مدارس يمتلكون اسهم فيها ويكون لهم الحق في تعليم ابناءهم بها بمصروفات بسيطه. ويتم ذلك من خلال جمعيات او مؤسسات اهليه او شركات مساهمه بحيث لا يتدخل مستثمرين للتربح من هذا النوع من التعليم علي ان يتم انفاق العائد من المصروفات علي الحفاظ علي المدرسة و تحديث إمكانياتها.

و ماذا عن إعادة تأهيل المدرس و طرق التدريس؟

بدأنا مشروع لتطوير التعليم بتمويل من الاتحاد الأوروبي منذ 2009، وبدأ مشروعنا بدراسة المناهج المصرية في التعليم الحكومي للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وأخدنا مناهج المدارس وقرأناها، وبدأنا ترجمة بعضًا منها للشركاء الأجانب، حيث إن مشروعنا فيه 21 منظمة، منهم مكتبة الإسكندرية، وجامعات القاهرة والزقازيق والفيوم والجامعة الأمريكية، وجامعة قناة السويس، وجامعة هيلوبوليس، إضافة إلى مشاركة جمعيات أهلية، وجامعات أجنبية، وتم صرف مليون ونصف مليون يورو بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وبعد الدراسة الدقيقة للمناهج المصرية قمنا بإعداد طرق تدريس للمناهج المصرية تتلائم مع ظروفنا، وراجعنا التجارب العالمية، وأخدنا منهم ما يهمنا وبدأنا نطوره ونطوعه لظروفنا.

هل تم تجربة هذا المشروع علي أرض الواقع؟

قمنا بتطبيق هذه التجربة في أفقر المدارس في منطقة الوراق العشوائية بمحافظة الجيزة لإختبار مدي ملاءمة التجربة للظروف و الإمكانيات، وقمنا بتطوير طرق التدريس وإعداد دليل إرشادي للمدرسين بعد دراسة منطقة الوراق ومقابلة الأهالي في المنطقة، وتحديد مشاكل المجتمع الحقيقية في المنطقة وتطويع الأنشطة داخل المدرسة لتتواكب مع المقرر الدراسي الحكومي وكذلك متطلبات البيئة المحيطة بالمدرسة، فنناقش ونعالج موضوعات كتوفير الطاقة، الحفاظ علي المياه، تقليل الضوضاء، إعادة تدوير المخلفات، الزراعة الحيوية والحفاظ علي الأرض الزراعية، وغيرها، بعد إعداد دقيق للأنشطة في شكل حوار، لعبة، رحلة، و غيرها تم تدريب المدرسين بعناية علي هذه الطرق ومفهوم وأبعاد التنمية المستدامة، ثم يقوم المدرسون بتطبيق المحتوي والطرق لشرح الدروس للطلاب، ولاحظنا روح جديدة داخل المدرسة، ولاحظنا حب الأطفال والمدرس للعملية التعلمية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق