مقابر «بني شعران» تضيق على موتاها (تقرير)

الخميس، 22 ديسمبر 2016 12:36 م
مقابر «بني شعران» تضيق على موتاها (تقرير)
سحر فاروق الحمداني

من الحلم بمسكن إلى البحث عن مقبرة، هكذا تحولت رغبة وطموحات أهالي قرية بني شعران، من الحلم بمسكن يحميهم من الشمس الحارقة صيفًا والبرد القارص شتاءً إلى البحث عن مقبرة تأويهم بعد مفارقتهم الحياة.

«مفيش ولا حياة آدمية ولا موتة كريمة»، بنبرة تحمل الألم والأسى يروي مصطفى محمد حسن، ابن قرية بني شعران التابعة لمركز منفلوط، المأساة التي يعيشها أهالي القرية عند دفن موتاهم، قائلًا إن المقابر امتلأت ولا يوجد موقع لدفن الموتى بعد استيلاء أصحاب النفوذ على أراضي الدولة المخصصة لبناء مقابر.

ويضيف «مصطفى» أن أهالي القرية اضطروا لجمع عظام الموتى الذين تم دفنهم من قبل، ووضعها في جانب من المقبرة، تحديدًا في غرفة الدفن، أملًا في إيجاد مكان لدفن الموتى الجدد، مبديًا خوفه من أن يكون ما يفعله الأهالي يخالف التعاليم الإسلامية.

ويواجه أهالي بني شعران مشكلة كبيرة عندما يتم دفن أحد الأموات ويلقى شخص آخر حتفه بعد دفن الأول، مؤكدين انزعاجهم من فتح المقبرة كل يوم، قائلين «هل ده يرضي حد؟».

ويؤكد «مصطفى» أنه منذ سنوات تم تخصيص 20 فدانًا من أراضي أملاك الدولة لإنشاء مقابر لأهالي قرية بني شعران، إلا أن الأهالي لم ينتفعوا سوى بـ 5 أفدنة فقط منها، مقسمة بين قرية بني شعران بمنفلوط وقريتي عرب أبو خليل والمدور بالقوصية، فأصحاب النفوذ استولوا على ما يقرب من 15 فدانًا منها، تم بيع بعضها للأهالي بثمن باهظ، وبناء عقارات على البعض الآخر منها.

وبعد المطالبات المتلاحقة من أهالي القرية تم تخصيص قطعة بديلة في منطقة نجع علي منصور، تلك المنطقة التي تشتعل طوال الوقت بالخلافات الثأرية والتي راح ضحيتها أكثر من 5 قتلى، ولم تهدأ الخلافات الثأرية حتى الآن، لذا فمن الصعب أن يذهب الأهالي ليدفنوا موتاهم هناك، حيث يقول الأهالي «الأمن نفسه بيخاف يدخلها».

ويقول جابر شعبان «القرية بيعيش فيها عدد كبير من الناس، وفيها أراضي ملك الدولة كتيرة، احنا عايزين المسئولين يخصصوا للقرية قطعة أرض لبنائها كمقابر ندفن فيها أمواتنا، عايزين المسؤولين يدونا حقنا وحق الناس الغلابة والأجيال الجاية في إنهم يلاقوا مكان يدفنوا فيه».

أما سيد حزين، أحد المواطنين في قرية بني شعران، فيشكو من الكلاب الضالة التي تملأ مقابر القرية المتهالكة، والممتلئة بالموتى منذ سنوات، فضلا عن اتخاذ عدد من الشباب هذه المناطق وكرًا للعب القمار، فيوميًا يتم القبض على المترددين على المقابر لارتكابهم أفعال إجرامية.


 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق