مساعد الداخلية للإعلام: مشاكل المرور قضية مجتمعية
الأربعاء، 21 ديسمبر 2016 11:49 ص![مساعد الداخلية للإعلام: مشاكل المرور قضية مجتمعية مساعد الداخلية للإعلام: مشاكل المرور قضية مجتمعية](https://img.soutalomma.com/Large/461073.jpg)
افتتحت وزارة الداخلية، صباح اليوم الأربعاء، فاعليات الندوة التي تنظمها وزارة الداخلية تحت عنوان «المرور مسئولية الجميع»، والتي تعقد بمقر مركز بحوث الشرطة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
وأكد اللواء طارق عطية، مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أن مُشْكِلاتُ الْمُرُورِ تعد مِنْ أَهَمَّ التحديات الَّتِي تُوَلَّي الدولَة اهْتِمَامًا خَاصًّا بِهَا، لِمَا لَهَا مِنْ مَرْدُودٍ عَلَى حَيَاةِ الْمُوَاطِنِينَ، وَأَثَرَ مُبَاشِرْ في انْضِبَاطِ إِيقَاعِ الْمُجْتَمَعِ، بِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ حِمَايَةِ الاقْتِصَادِ الْقَوْمِيِّ وَسَلامَةُ الْمُوَاطِنِينَ.
وأضاف أن مشكلات المرورِ ترتبط ارتبَاطًا وثِيقًا بتطور الحياةِ وتَزَايُدَ أَعْدَادِ السُّكَّانِ وَالامتِدَادِ العمرانِي، وزِيادة عَدَدِ الْمُرَكباتِ وحَجْمَ حركةِ الْمُشَاةِ وَالنَّقْلِ، وَالثَّقَافَةُ الْمُرُورِيَّةُ لِلْمُوَاطِنِينَ وَالسُّلُوكِيَّاتُ وَالْعَادَاتُ وَالتَّقَالِيدُ فِي الْمُجْتَمَعِ.
وأكد اللواء عطية أن مُشْكِلاتِ الْمُرُورِ، يَتَّجِهُ خَطُّهَا الْبَيَانِيُّ نَحْوَ مَزِيدٍ مِنْ التَّعْقِيد، مَعَ اسْتِمْرَارِ التَّطَوُّرِ وَامْتِدَادِ الْعُمْرَانِ والزِّيَادَاتِ الْمُطَّرِدَةُ فِي عَدَدِ الْمَرَكَّبَات، وَهُوَ مَا يَسْتَلْزِمُ لمواجهتها وَضْعِ اسْتِرَاتِيجِيَّةٍ مُتَكَامِلَةٍ، وَخُطَّةُ عَمَلٍ شَامِلَةٍ وَمَدْرُوسَةٍ للتعامل معها، مشيرا إلى أن الإحْصَائِيَّاتُ الْمُعْتَمَدَةُ مِنْ مُنَظَّمَةِ الصِّحَّةِ الْعَالَمِيَّهْ حوْلَ الإصَابَاتِ النَّاجِمَةِ عَنْ حَوَادِثَ الْمُرُورْ، وَالَّتِي نُشَرَتْ خِلالَ شَهْرِ نُوفَمْبِرَ الماضى، توضح عددا من الْمُؤَشِّرَاتُ الَّتِي قَدْ تَكُونُ صَادِمَةً؛ حيث يُقْضَى نَحْوُ مِلْيُونَ وربع نَسَمَة نَحْبُهُمْ كُلَّ عَامِ نَتِيجَةِ حَوَادِثَ الْمُرُورِ، بينما تُمَثِّلُ الإصَابَاتُ النَّاجِمَهْ عَنْ هذه الحَوَادِثَ، أَهَمُّ أَسْبَابِ وَفَاةِ الشَّبَابِ مِنْ الْفِئَةِ الْعُمْرِيَّةِ ما بين ( 15و29 سَنَةً).
وأضاف مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات أن 90% مِنْ الْوَفَيَاتِ النَّاجِمَةِ عَنْ حَوَادِثَ الطُّرُقِ، تَحَدَّثَ فِي الْبُلْدَانِ الْمُنْخَفِضَةِ والْمُتَوَسِّطَةِ الدَّخْلِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ تِلْكَ الْبُلْدَانَ تمْتَلِكُ حوالى نِصْفَ الْمَرَكَّبَاتِ الْمَوْجُودَةِ فِي الْعَالَمِ تقريبًا، لافتة فى الوقت نفسه إلى أن نِصْفٌ مِنْ يَمُوتُونَ فِي طُرُقِ الْعَالَمِ تَقْرِيبًا ينتمون إِلَى فِئَةِ مُسْتَخْدِمِي الطُّرُقِ الْمُعَرَّضِينَ لِلْخَطَر، وَهَذِهِ الْفِئَةُ تَشْمَلُ الرَّاجِلِينَ وَرَاكِبِي الدَّرَّاجَاتِ النَّارِيَّةِ.
وأشار إلى أنه مِنْ الْمُتَوَقَّعِ أَنْ تَرْتَفِعَ مُعَدَّلاتُ حَوَادِثِ الْمُرُورِ، إِنْ لَمْ تُتُخِذْ إِجْرَاءَاتٌ بشَأْنِهَا، لِتُصْبِحَ سَابِعَ سَبَبٍ مِنْ أَسْبَابِ الْوَفَاةِ الرَّئِيسِيَّةِ فى العالم بِحُلُولِ عَامِ 2030، مشيرا الى أن الاصَابَاتُ الْمُتَرَتِّبَةُ عَنْ الْحَوَادِثِ الْمُرُورِيَّةِ تؤدى إِلَى حُدُوثِ نِسْبَةِ عَجْزٍ لِعَدَد يَتَرَاوَحُ مَا بَيْنَ 20 مِلْيُونًا و50 مِلْيُونًا مِنْ الأشْخَاصِ الآخَرِينَ الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لإصَابَاتٍ غَيْرِ مُمِيتَةٍ مِنْ جَرَّاءِ تِلْكَ الْحَوَادِثِ.
وأكد عطية أن الإصَابَاتُ النَّاجِمَةُ عَنْ حَوَادِثَ الْمُرُورِ تتسبب فِي إِلْحَاقِ خَسَائِرَ إقْتِصَادِيَّةٍ هَائِلَةٍ بِالضَّحَايَا وَأُسَرِهِمْ وَبِالدُّوَلِ عُمُومًا، وَتَنْشَأُ هَذِهِ الْخَسَائِرِ مِنْ تَكَالِيفَ الْعِلاجِ، بِمَا فِي ذَلِكَ التَّأْهِيلُ وَالتَّحْقِيقِ فِي الْحَوَادِثِ، وَانْخِفَاضَ أَوْ فِقْدَانٍ إِنْتَاجِيَّةٍ مِنْ يُصَابُونَ بِالْعَجْزِ بِسَبَبِ إِصَابَاتِهِمْ، فَضْلا عَنْ إِتْلافِ الْمُرَكَّبَاتِ بِأَنْوَاعِهَا، لافتا إلى أن آخر بحوث أجريت فى هذا المجال كانت عام 2010، وأكدت أن حوادث الْمُرُورِ تَحْمِلُ الْبُلْدَانَ تَكَالِيفَ نِسْبَتِهَا 3% مِنْ النَّاتِجِ الْقَوْمِيِّ الإجْمَالِيِّ، وَتَرْتَفِعُ هَذِهِ النِّسْبَةِ إِلَى 5% فِي بَعْضِ الْبُلْدَانِ الْمُنْخَفِضَةِ وَالْمُتَوَسِّطَةِ الدَّخْلِ.
وأعرب اللواء طارق عطية- فى نهاية كلمته - عن شكره وتقديره لِكُلِّ مَنْ سَاهَمَ في الإعْدَادِ وَالتَّنْظِيمِ لِهَذَا الْمُلْتَقَى الْعِلْمِيِّ رَفِيعِ المستوى، وَلِجَمِيعِ الْعَامِلِينَ بأكاديمية الشرطة اَلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِتَوْظِيفِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ لِخِدْمَةِ أَغْرَاضِ الأمْنِ مِنْ خِلالِ تَغْلِيبِ الْجَوَانِبِ العملية عَلَى النَّظَرِيَّةِ.
كما أعرب عن أمنياته بخروج الندوة بمَجْمُوعِةٍ مِنْ التَّوْصِيَاتِ الْوَاقِعِيَّةِ، الَّتِي يُمْكِنُ تَنْفِيذُهَا عَلَى أَرْضِ الْوَاقِعِ بِمُخْتَلِفِ الْمَحَاوِرِ، خَاصَّةً التَّشْرِيعِيَّة، لِمُوَاجَهَةِ تَدَاعِيَاتِ جُنُوحِ بَعْضِ مُسْتَخْدِمِي الطُّرُقِ، لِعَدَمِ احْتِرَامِ قَوَاعِدَ وَآدَابِ الْمُرُورِ، فَضْلا عَنْ تَرْسِيخِ الْحُقُوقِ وَالْوَاجِبَاتِ الْمُرُورِيَّةِ لِكَل الْمُوَاطِنِينَ.