مافيا الآثار تحتل «سوق اللبن» (صور)

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 07:26 م
مافيا الآثار تحتل «سوق اللبن» (صور)
محمد الشوبري

«سوق اللبن».. أحد المناطق التي تحتل قائمة العشوائيات بمدينة المحلة الكبرى بصفة خاصة وعلى مستوى محافظة الغربية بوجه عام.. يعيش معظم أهالي المنطقة في حلم البحث عن الماضي؛ والتنقيب عن ما تركه الأجداد منذ آلاف السنين.

«تل ديدوس».. الأسم الفرعوني لمدينة المحلة الكبرى، والموقع الخاصة بـ«سوق اللبن»، منطقة آثرية شهدت مرور العديد من الحضارات الفرعونية، ما جعلها مقبرة للكنوز الفرعونية القادمة، عاش بها، جنود «داهية العرب» عمرو بن العاص، أثناء الفتح الإسلامي على مصر.

تحوي العديد من الخيرات التي دُفنت في باطن الأرض، بدءا من العصر الفرعوني، بالإضافة إلى الآثار الإسلامية، كما شيد بها المعبد اليهودي، الذي تم بناءه قبيل العصر الإسلامي.. ما جعلها مطمع من أهالي «المحلة الكبرى»، لما تمتلكه من حضارات مختلفة.. فقد شهد «تل ديدوس» العديد من عمليات التنقيب الباحثة عن كنوز الأرض، الأمر الذي هدد ألاف المنازل بالانهيار.

وتشهد المنطقة حاليًا أعمال صارخة في رحلات التنقيب عن الآثار، خاصة بشارع زهير، ما تسبب في تصدع معظم المنازل بالمنطقة، وأدى بدوره إلى لجوء الأهالي المتضررين لإبلاغ الشرطة، حيث حمل المحضر رقم (3612 إداري قسم شرطة ثالث المحلة الكبرى)، شكوى الأهالي الذين أفادوا بعدم توقف اهتزاز جدران عماراتهم السكنية بالمنطقة، بسبب أعمال الحفر التي تتم في وضح النهار وظلام الليل، مطالبين باتخاذ الإجراءات القانونية حيال تلك الأعمال المخالفة للقانون، التي تهدد أرواحهم بالموت تحت الأنقاض.

ومن جانبه أحال مأمور قسم شرطة ثالث المحلة البلاغ المقدم من محمد إبراهيم الفقي، أحد أهالي المنطقة، وذلك لفحص العقار الذي يتم داخله أعمال الحفر، في غياب الإشراف الهندسي، والتأكد من وجود شبهة جنائية بشأن أعمال الحفر من عدمه، ومدى التأثير على سلامة العقارات المحيطة.

«سوق اللبن».. أحد مناطق المحلة الكبرى، التي تعاني: «الفقر.. العشوائية.. نقص المرافق.. نقص الخدمات»، فالمنازل من الطين والأخشاب.. أرض المنطقة غير مستوية وبها تصدعات وانهيارات بسبب مياه الأمطار.. المياه الجوفية والصرف الصحي، يضربان كل شبر فيها، حتى أصبحت بمثابة قنبلة موقوتة تهدد حياة العشرات من المواطنين، بعد حدوث عدة انهيارات أرضية بالمنطقة.

وكان الدكتور محمد البشبيشي، نائب رئيس حي أول المحلة الكبرى، قد أصدر تقريرا في 2012، أوضح أن أسباب الانهيارات الأرضية المتكررة في «سوق اللبن» ترجع لأعمال التنقيب عن الآثار في أغلبية المنازل بمحيط هذه المنطقة، بالإضافة إلى أن نوعية التربة ذاتها والمعروفة باسم الكوفرية الأحمر، وهى تربة صلبة تؤدي إلى سقوط المنازل بسهولة فى حالة وجود أى خلل بالقرب من الجدران، كما أن تهالك شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب رفع من معدل الأخطار بهذه المنطقة.

وطالب التقرير الذى تم رفعه لمحافظ الغربية وقتها، بتشكيل لجنة لحصر المنازل المهددة بالسقوط والآيلة للانهيار بمحيط هذه المنطقة لاحتواء الآثار التي قد تنجم فى أي وقت، والعمل على ايجاد حلول بديلة وفورية للمواطنين المقيمين فيها والذين يواجهون مصيرا مجهولا.

وفي 21 أغسطس الماضي- شهد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع اتفاقيتي تعاون بين صندوق تطوير العشوائيات، واللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، وذلك بحضور وزيري الإسكان الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية، وتضمنت الاتفاقية تطوير مناطق «سوق اللبن»، وصندفا وأبو شاهين غير المخططين بمدينة المحلة الكبرى، حيث تعانى تلك المناطق من نقص في المرافق الأساسية وسوء حالة الطرق.

وتهدف أعمال التطوير إلى إنارة الشوارع ورصف الطرق وتنفيذ أعمال شبكات المياه والصرف الصحي بتكلفة قدرها 21 مليون جنيه، بتمويل من الصندوق، وتبلغ مدة تنفيذ تلك الأعمال نحو 12 شهر من تاريخ استلام الموقع، ولم يتم البدء في الإجراءات حتى الآن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق