بعد حادث «برلين».. «داعش» يكثف عملياته ضد المسيحين في أعياد الكريسماس

تزامنا مع احتفالات أعياد الميلاد التي يشهدا العالم مع بدء العام الجديد، شهدت الأيام القليلة الماضية، عدة عمليات إرهابية تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي، استهدفت تجمعات للمسيحيين في أنحاء متفرقة من العالم، ضمن استراتيجية اعتمدها التنظيم الإرهابي، كشف عنها متحدثه الرسمي «أبي الحسن المهاجر»، والذي تم تعينه خلفًا لأبي محمد العدناني المقتول بغارة أمريكية في أغسطس الماضي.

كان المهاجر دعا في كلمته أوائل شهر ديسمبر الجاري، من أسماهم بالذئاب المنفردة «جنود داعش في أنحاء العالم»، إلى استهداف من وصفهم بـ«الكافرين»، لقلب الموازين، يقول: «يا جنود الخلافة وأنصارها في كل أرجاء العالم، اعلموا أن في عملياتكم المباركة قلبًا للموازين، أغيروا عليهم في منازلهم وأسواقهم وطرقاتهم ومنتدياتهم ومن حيث لا يحتسبون، وأشعلوا الحرب من تحت أقدامهم، كثفوا عملياتكم».

وجاءت أول استجابات الذئاب المنفردة، في حادث الكنيسة البطرسية يوم الأحد من الأسبوع الأول للشهر الجارى، والتي أسفرت عن وقوع 27 شهيدًا وعشرات المصابين، وهو ما تبناه التنظيم الإرهابي في بيان رسمي له، وهو ما اعتبرته وكالة «أسوشيتيد برس» للأنباء، في تقرير لها، السبت الماضي، أن تنظيم داعش يعتمد في الوقت الحالي استراتيجية خلق التوترات الطائفية، عبر استهداف الأقليات المسيحية، في البلاد ذات الأغلبية السنية، وذلك على غرار الإستراتيجية التي يتبناها التنظيم الإرهابى في سوريا والعراق.

فيما جاء الهجوم الإرهابى الذي استهدف تجمعات بشرية في العاصمة الألمانية «برلين»، مساء أمس الاثنين، إثر اقتحام شاحنة سوقًا لأعياد الميلاد، أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة مايزيد على 50 مصابًا، وهو ما أعلنته الشرطة الألمانية أن الحادث هجومًا إرهابيًا، حيث تعمد السائق دهس رواد أسواق أعياد الميلاد بقصد تنفيذ اعتداء.

ويعد الحادث الإرهابي قريب الشبه بالحادث الذي تبناه تنظيم «داعش» في يوليو الماضي، في مدينة «نيس» الواقعة في جنوب فرنسا، كانت ضمن موجة عنف شهدتها القارة الأوربية، دعا لها «العدناني» في بيان سبق العمليات، وتداول عناصر التنظيم الإرهابي، على صفحات التواصل الاجتماعي «تويتر وفيس بوك والتليجرام» رسائل تشير إلى أن حادث «برلين» ليس الأخير، وذلك عبر منشورات تداولها العشرات، تقول: «الذئاب المنفردة منتشرة في كل مكان، خلفك أو في بيتك وربما في غرفة نومك، وأنه يجب تكثيف عمليات الذئاب المنفردة في كل بقاع الأرض».

ويعمل التنظيم الإرهابي وفق أدبيات _ سبق له الإعلان عنها، عدائية للمسيحيين والمخالفين له في الدين، فأباح هدم الكنائس وتفجيرها وتصفية روادها، وهو ما يزيد من احتمالية عمليات إرهابية في الفترة المقبلة تزامنًا مع أعياد الميلاد، في محاولة للتنظيم لاستهداف دول التحالف الدولي، وهو ما اعتبره التنظيم فى رسائل متعددة لعناصره أنها حربًا على الإسلام ويجب استهداف الدول لتخفيف حدة الضربات عليه.

وفى ذات السياق حذر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في بيان له على أحداث برلين، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد عمليات إرهابية تستهدف المسيحين، بقوله: «إن مدنيين أبرياء قتلوا في الشوارع بينما كانوا يستعدون لعيد الميلاد، إن تنظيم داعش يهاجمون بإستمرار المسيحيين في مجتمعاتهم وأماكن عبادتهم وذلك في إطار جهادهم العالمي».