رغم الخلافات.. الجامعة العربية تُدشِن ثوابت لحل أزمة حلب (تقرير)
الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 12:24 ص
بيشوي رمزي
على الرغم من بقاء الخلاف بين الدول العربية حول نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا ان هناك ثوابت تبدو واضحة لدى كافة الدول العربية حول الكيفية التي يمكن التعامل بها مع الأزمة السورية خلال المرحلة المقبلة من أجل تحقيق هدف مشترك، وهو احتواء الأزمة الانسانية التي تشهدها مدينة حلب السورية.
ربما يكون القرار الذي توصل إليه مجلس الأمن الدولي حول إرسال مراقبين دوليين إلى مدينة حلب السورية للمساعدة في إجلاء المدنيين وحمايتهم قد ساهم بدوره في تحقيق قدر من التوافق بدا واضحًا في الكلمات التي ألقاها وزراء الخارجية العرب خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء، والتي انعقدت مساء الاثنين بناء على طلب تقدمت به الكويت الأسبوع الماضي.
وقف إطلاق النار
لعل النقطة الأبرز التي أكد عليها كافة المشاركين تمثلت في ضرورة وقف إطلاق النار فورًا، وذلك من أجل تمهيد الطريق للوصول إلى حل سياسي من شأنه إنهاء الأزمة السورية وكذلك الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
يقول الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الحل العسكري من شأنه تحويل الشعب السوري إلى أشلاء، مشددًا على ضرورة الوصول إلى حل سياسي يتوافق مع ما توصلت إليه اتفاقات جنيف، واجتماعات مجلس جامعة الدول العربية.
وعلى الرغم من تحميله مسؤولية المأساة الإنسانية في سوريا للنظام، إلا ان أبو الغيط كان حريصًا على إدانة كافة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي، مدينًا كافة العمليات الإرهابية التي ترتكبها تلك التنظيمات بحق الشعب السوري.
تفعيل دور الجامعة
وجاء تقاعس المجتمع الدولي، أحد النقاط الرئيسية التي توافق عليها وزراء الخارجية العرب، وهو ما أدى في النهاية إلى الوضع المأساوي الذي تعيشه سوريا في المرحلة الراهنة، ما يتطلب دورًا أكبر من الجامعة العربية في المرحلة المقبلة.
وقال وزير الخارجية سامح شكري خلال كلمته أمام الاجتماع الوزاري أن ما يحدث في حلب هو نتيجة حتمية لإخفاق المجتمع الدولي، مؤكدًا أن مصر، باعتبارها العضو العربي الوحيد بمجلس الأمن، دعمت كافة مشاريع القرارات التي من شأنها إنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا، ولكن مجلس الأمن فشل في إيجاد حل فعلي لها.
وطالب شكري كافة الأطراف الدولية والإقليمية بدعم الحل السياسي للأزمة السورية دون شروط، وكذلك العمل جديًا للقضاء على التنظيمات الإرهابية، والتي وجدت من الأراضي السورية تربة خصبة لهم.
النظام السوري
ولكن بقى الموقف من النظام السوري محلًا للخلاف؛ وإن كان الخلاف أصبح أقل حدة ربما سعيًا لتحقيق قدر أكبر من التوافق أو من جراء المكاسب التي حققها النظام الحاكم في سوريا على الأرض.
وقد اتفق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع نظرائهم العرب في أن الحل السياسي ضرورة لإنهاء نزيف الدم في سوريا؛ إلا أنه حمل النظام السوري مسؤولية غياب هذا الحل نظرًا لتعنته ورفضه الجلوس مع الأطراف الأخرى، على حد تعبيره.