«قصر قارون».. معبد الحب الروماني

الإثنين، 19 ديسمبر 2016 03:31 م
«قصر قارون».. معبد الحب الروماني
صورة تعبيرية
هاني البنا

يعود إنشاء معبد «قصر قارون» بمحافظة الفيوم جنوب غرب القاهرة، إلى العصر اليوناني، ولا علاقة له بقارون الذي جاء ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى «فخسفنا به وبداره الأرض».

وتنسب بعض المصادر الأثرية بناء المعبد للعصر اليوناني الروماني، وأنه كان مخصصا لعبادة الإله «سوبك وديونيسيوس» إله الخمر والحب عند الرومان.

وبعد الفتح الإسلامي لمصر، أطلق عليه اسم «قصر قارون»؛ لقربه من البحيرة التي تحمل نفس الاسم، والتى تم تسميتها به لكثرة القرون والخلجان بها، فأطلق عليها في البداية بحيرة (القرون)، وحرفت إلى بحيرة قارون؛ مع العلم أن هذه البحيرة في الأصل هي البقية الباقية من «بحيرة موريس» في التاريخ الفرعوني.

ويشتمل المعبد على أقل من مائة حجرة، وكان يستخدمها الكهنة لتخزين الغلال، وتؤكد الحقائق التاريخية أن المدينة التي يقع بها قصر قارون كان يربطها مع الإسكندرية طريق برى يصل بين الفيوم والإسكندرية، وكان يستخدم في نقل البضائع أيام الرومان من الفيوم ومحافظات الصعيد إلى ميناء الإسكندرية ثم إلى أوروبا.

وبالطبع لا وجود لكنوز «قارون» الذي جاء ذكره بالقرآن الكريم أسفل المعبد.

من جهة أخرى، أكدت إحدى الدراسات الحديثة تعامد الشمس على معبد قصر قارون، في يوم 21 ديسمبر من كل عام، وتم تشكيل لجنة من علماء الآثار وأكدت ما جاء بالدراسة، وأن الشمس تتعامد على قدس الأقداس بالمعبد في هذا التوقيت ويستمر التعامد حوالي 25 دقيقة، على المقصورة الرئيسية واليمنى ولم تتعامد الشمس على المقصورة اليسرى، وهو ما أكده البحث لأن هذه المقصورة كان بها مومياء التمساح رمز الإله (سوبك) إله الفيوم في العصور الفرعونية، الذي لا يجب أن يُعرَّض للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى، خاصة وأن هذه المومياء من المفترض أن تكون في العالم الآخر وأن الشمس تشرق على عالم الأحياء.

وسميت الفيوم باسم (مير وير) أي البحر العظيم، يوم كانت المياه تغمر كل منخفض الفيوم، ثم سميت شيدت «sdt sdt» أي أرض البحيرة المستصلحة بناءً على عمليات استصلاح الأراضي من مياه البحيرة، وفي العصر اليوناني الروماني أطلق عليها اسم (كريكوديلوبوليس)؛ لوجود التماسيح بالبحيرة والذي كان معبودًا للفيوم تحت اسم (الإله سبك)، وكان يطلق عليها أيضًا اسم (برسوبك) أي دار الإله سوبك وتغير الاسم إلى (أرسينوى)؛ تكريمًا لأخت زوجة بطليموس الثاني فيلادلفوس، وهي أصل ديموطيقي P3-ym «أى بى يم» معناها اليم أو البحيرة التي تحورت إلى فيوم، وأضيفت إليها آداة التعريف العربية بعد الفتح العربي فأصبحت (الفيوم).

يشار إلى أنه تجرى حاليا استعدادات مكثفة لاحتفالية تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون يوم 21 من ديسمبر الجاري، حيث زار وفد من المنطقة الأثرية المعبد لإنهاء التجهيزات الخاصة بالاحتفالية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق