«حماس» تشن حملة أمنية على «الشيعة» لصالح تركيا

السبت، 17 ديسمبر 2016 04:40 م
«حماس» تشن حملة أمنية على «الشيعة» لصالح تركيا
كتائب القسام "الجناح العسكري " لحركة "حماس"
محمد الشرقاوي

شنت عناصر تابعة لكتائب القسام "الجناح العسكري " لحركة "حماس"، حملة إعتقالات واسعة في قطاع غزة، ضد عناصر حركة "الصابرين الشيعية"، القريبة من إيران، وذلك لتنفيذ قرار حظر نشاط الحركة، نظرًا لدعايتها للتشيع في القطاع.

وكشفت مصادر فلسطينية قريبة من السلطة، أن القطاع يشهد توترات حادة بين حماس والحركات الأخرى، من أتباع السلفية الجهادية وعناصر داعش وحركة الصابرين، مشيرة أن حملة الأعتقالات جاءت كمحاولة للتقرب إلى قوى إقليمية تصارع النفوذ الإيراني فى المنطقة، مؤكدة أن التحركات الأمنية الحمساوية، ما هي إلا ورقة إعتماد لها أمام تلك القوى.

وأضافت المصادر، "يأتي إحتدام الصراع بين الحركات في غزة، نظرًا لسماح حركة حماس في بادئ الأمر لحركة الصابرين بنشر التشيع، وأن هناك إرتفاعًا ملحوظا في نسب المتشيعين، وهو الأمر الذي دفع عناصر السلفية الجهادية وداعش إلى تصفية البعض، ودخول إشتباكات مسلحة ضد كتائب القسام، التي حاولت منع ذلك".

وأوضحت المصادر أن الضغط على حركة الصابرين ومطاردة عناصرها، جاء بعد ضغط من "ممتاز دغمش" قائد جيش الإسلام القريب لداعش، ضمن مشاورات حماس مع السلفيين، وهو الأمر الذي إستجابت له حماس، لخوفها من تحول القطاع لساحات قتال شوارع، بالتزامن مع ضغوط إقليمية ربطت مساعدة حماس بقطع علاقاتها مع طهران، وقطع أذرعها فى قطاع غزة وفى مقدمتهم حركة صابرين.

وأفادت تلك المصادر بإعتقال أجهزة الأمن الفلسطينية في غزة عددًا غير محدودًا من أنصار تنظيم "الصابرين"، وهو ما كشف عنه هشام سالم، قائد الصابرين، المؤيد لإيران، "بكل تأكيد، فإن إنتصار حلب أغاظ أعداء الله من الصهاينة والأمريكان والأوروبيين والأنظمة العربية الرجعية والمنافقين أدعياء الإسلام والإرهابيين"، موضحا في منشورات على صفحته على فيسبوك أن "إسرائيل أكثر من يدرك معنى تحرير حلب لأنها أكبر الخاسرين، وبأن محور المقاومة أكبر الرابحين".

فيما كشفت مواقع تابعة لحماس، تقول، إن حملة الأعتقالات جاءت بعد إحتفاء الشيعة بما يحصل في حلب على إعتبار أنه تحرير، ونحن نعتبر ذلك إهانة لأطفال ونساء المسلمين التي قتلت في حلب بزعم الأنتقام لزينب، وأن الحكومة لن تسمح بنشر التشيع في القطاع مهما كلفها الأمر، لافتا إلى أن عمليات الأعتقال تتم وفقا للأصول، ويتم إبلاغ المعتقلين وتوقيعهم على عدم العمل بأي شكل من الأشكال سواء أكان إجتماعيا أو خيريا أو سياسيا.

وقدأظهرت الأعتقالات الحمساوية توترًا كبيرًا في العلاقات الحمساوية مع حركة الصابرين، وهو ما فسره الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن ذلك التوتر سيكون له تبعات على العلاقات الإيرانية مع الحركة، وربما يكون نوعًا من الضغط على إيران لمصالح تركية وقطرية، وخاصة في ظل إنتصارات التحالف العسكري "الروسي والإيراني " في سوريا، وهو ما ترفضه القيادة التركية.

وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لبوابة "صوت الأمة" أن الحركة تحولت من تنظيم ثوري إلى تنظيم ينفذ أجندات خارجية، وأن الأحداث الأخيرة في القطاع أظهرت إنقسامات داخل الحركة ذاتها بين جناحها المسلح والمكتب السياسي، وهو الأمر الذي تنكره الحركة، وهو ما يؤكد حالة التخبط الواضحة في تحركاتها.

كان مسئول العلاقات الخارجية بحماس أسامة حمدان، قال إن علاقات إيران وحماس ترمم نفسها الآن وتذهب في إتجاه صحيح، فتلك العلاقات تمتد لأكثر من ربع قرن من الزمان، وتابع أن "أي إختلال يحصل في العلاقة بين الطرفين يترك أثرا".

فيما أعلنت الحركة القريبة من جماعة الإخوان المدانة بالإرهاب، عن عدم سماحها للكيانات الشيعية بالتحرك داخل القطاع، إلا أنها تغافلت عن تحركات حركة الجهاد الإسلامي، القريبة أيضًا من إيران، حيث نظمت الحركة الشيعية وقفات إحتجاجية للتنديد بالأعتقالات في جيوش الأحتلال، بخلاف لقاءات دولية وذهاب قيادتها إلى إيران، الأمر الذي إعتبره الباحث الفلسطيني تصفية حسابات سياسية.

وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية، بأن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح إلتقى أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني السبت الماضى في العاصمة الإيرانية طهران، لإجراء محادثات ثنائية، ونقلت عن "شلح" تأكيده أن سيادة سياسات التفرقة في العالم الإسلامي أمر معيب أدى إلى قلة الأهتمام بالقضية الفلسطينية، وأن بعض الدول العربية تسعى إلى مواجهة إيران، التي تعدّ عامل استقرار وسلام في المنطقة؛ من خلال السير في طريق إضعاف جبهة المقاومة، والتعاون مع أعداء العالم الإسلامي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق