«عمرو بن العاص».. داهية العرب في خطر (صور)
الجمعة، 16 ديسمبر 2016 02:05 م
«عمرو بن العاص»، أحد أقدم الإنشاءات في محافظة دمياط، مسجد ذو طابع خاص، يحمل بين جدرانه عبق التاريخ الإسلامي، حيث تم بناؤه على الطراز الفاطمي.. منحوتة جسّدها «المقداد الأسود»، قائد جيوش «عمرو بن العاص»، الملقب بـ«داهية العرب».
وهو ثاني مسجد يتم بناؤه في مصر، عقب دخول الفتح الإسلامي عام 21 هجريًا.. تتوسطه «قبة»، تحيط بها «أربعة إيوانات»، أقرب في تصميمها إلى «المسلات الفرعونية».. كان المسجد الثاني لمصر، وهدية «المقداد الأسود» لـ«داهية العرب»، عقب فتح مدينة دمياط، بالجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد وهو مدخل بارز عن جدرانه وبالقرب من الباب توجد قاعة المئذنة المربعة، والتي شهدت جزءًا كبيرًا من المعارك التي مرت على المحافظة، كما تم خلف تلك الجدران أسر العديد من القادة الفرنسيين، أثناء الحملة الفرنسية بقيادة «نابليون بونابرت» على مصر، حتى تهدمت إثر زلزال في العصور القديمة.
«عمرو بن العاص» مسجد له من الأعاجيب الكثير والكثير، حيث شهد تاريخ هذا المسجد تحوله إلى كنيسة عقب استيلاء «جان دي برين»، عام 1219 ميلاديًا، وفي عام 1221 تحولت الكنيسة إلى مسجد مرة أخرى، وفي عام 1249 ميلاديًا، وأثناء احتلال مدينة دمياط من جديد، تحول المسجد إلى «كاتدرائية»، واستمر حتى جدد الفاطميون «الكاتدرائية»، وحولوها إلى مسجد مرة أخرى باسم «عمرو بن العاص».
شهد «عمرو بن العاص» العديد من عمليات الترميم، لطمس آثار الزمن والحرب التي شوهت جدرانه، آخرها كان عام 2009، ولكن احتفظ بقدر كبير من الأحداث بين جدرانه، بالإضافة إلى الطابع الروحاني الذي يفرضه على مدينة دمياط، خاصة أن أهالي دمياط يحتفلون بالعديد من الطقوس الدينية، خاصة في رمضان.
وبعد أن تمكنت المحافظة من تضميد جراح «مسجد داهية العرب»، تنقلب الأوضاع من جديد، وتثور الطبيعة، من خلال انتشار المياه الجوفية أسفل المسجد وبمحيطه، وهو ما تسبب في هبوط الأرض المحيطة بالمسجد من جديد.
«عمرو بن العاص مسجد يمتلك من الروحانية الكثير.. ونخشى أن نفقده».. هكذا عبر أهالي دمياط عن عشقهم لمسجد «داهية العرب»، مشيرين إلى تخوفهم من إصابة المسجد بحالة جديدة من التصدع، وعدم قدرتهم على أداء المناسك الدينية بداخله من جديد.
من جانبها، عاينت مديرية الآثار بمحافظة ديماط، بالتعاون مع المحافظة، موقع هبوط الأرض بمحيط مسجد «داهية العرب»، وبدأت في عمل الصيانة اللازمة، وذلك لنجدة أقدم المباني الإنشائية في المحافظة، والشاهد الأول على بطولات أبناء دمياط.