زيارة «حفتر وصالح» لموسكو.. إعادة لترتيب المشهد الليبي (تقرير)

الخميس، 15 ديسمبر 2016 03:22 م
 زيارة «حفتر وصالح» لموسكو.. إعادة لترتيب المشهد الليبي (تقرير)
محمود علي

بعد أيام قليلة من زيارة خاضها قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر إلى روسيا لبحث تعزيز التعاون العسكري، يجري رئيس مجلس النواب الليبي (طبرق) عقيلة صالح زيارة لموسكو لمقابلة عدد من المسئولين الروس في محاولة إلى تحقيق انتصار سياسي يتزامن مع التقدم الذي يحرزه الجيش في عدد من المناطق الليبية، الأمر الذي رآه مراقبون من الناحية الأخرى أنه تحرك روسي جديد نحو الملف الليبي لإعطائه توازنا دوليا مع أمريكا، على غرار ما حدث في الملف السوري.

وبحث رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بالعاصمة الروسية موسكو، عددًا من الملفات المشتركة بين البلدين، في مقدمتها دعم القوات الموالية للحكومة المؤقتة في حربها على الإرهاب بالإضافة إلى الملف الاقتصادي وكيفية التعاون بين روسيا وليبيا.

ووفقًا للموقع الرسمي لمجلس النواب الليبي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على دعم بلاده للقوات والقيادات الشرعية في البلاد مثمنا دورها في الدفاع عن سيادة ليبيا وسحق الإرهابيين. كما دعا وزير خارجية روسيا إلى البحث عن سبل للمصالحة الوطنية في ليبيا بمراعاة القرارات المتخذة من قبل مجلس الأمن الدولي مؤكدا على أن إرادة الشعب الليبي يجب أن تحترم في كل القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن.

من جانبه شدد رئيس مجلس النواب على عمق العلاقة بين البلدين وخصوصا في الجوانب الأمنية والاقتصادية وايجابية الدور الروسي تجاه القضايا الليبية وتفهم المسئولين الروس للموقف ومساندة القوات في حربها على الإرهاب

وتأتي زيارتي المشير حفتر وعقيلة صالح لموسكو بعد الانتصارات الواسعة التي خاضها الجيش الليبي في حربه مع المليشيات والجماعات الإرهابية في بنغازي حتى أصبحت المدينة محررة تمامًا من العناصر الإرهابية، لتعزز تلك الزيارات الدعوات والأهداف التي يطالب بها الجيش الليبي لتسليحه مع إمكانية التفاوض مع الجانب الروسي لاسيما في ظل استمرار قرار حظر التسليح المفروض عليه قبل أكثر من عامين.

واهتمت الصحافة الروسية مؤخرًا بالدعوات الليبية لتسليح الجيش الليبي ففي سبتمبر الماضي، كشفت صحيفة “إزفيستيا” الروسية معلومات عن نوايا حفتر بطلب السلاح من روسيا غداة سيطرة قوات الجيش الليبي على منطقة الهلال النفطي في شرق ليبيا، فحسب الصحيفة الروسية وجه حفتر خطابين إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع، سيرجي شويغو، طلب فيهما بدء توريد الأسلحة إلى الجيش الليبي.

وعلى الرغم من نفي الخارجية الروسية بوجود نية لتوريد أسلحة لقوات حفتر في الوقت الحالي، إلا أن مراقبين أكدوا على أهمية السلاح الروسي بالنسبة إلى حفتر من أجل ضمان نفوذه، حيث يراهن الأخير على موسكو في تحفيف الحظر، فزيارته المتكررة لروسيا بالإضافة إلى زيارة رئيس البرلمان تشير إلى ذلك بوضوح، خاصة أنه بات يمتلك في جعبته ورقة قوية وهو سيطرته على المناطق النفطية ودعم قوى إقليمية كمصر حليفة روسيا، بالإضافة للإمارات العربية المتحدة.
من جانبها، تسعى موسكو عقب ما حققته من مكاسب ميدانية وإستراتيجية في الحرب السورية من عودة للنفوذ الروسي في المنطقة إلى استنساخ هذه التجربة بشكل نسبي في ليبيا، رغبة منها في توسيع نفوذها في شمال إفريقيا، حيث رأى مراقبون أن الزيارة اندرجت في إطار تعزيز العلاقات بين حفتر وروسيا، وهو ما قد يفتح الباب أمام استثمارات روسية في ليبيا مستقبلا، وإعادة الأعمار بعد وقف الحرب هناك.

في حين قال كامل عبد الله المتخصص في الشئون الليبية والباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في الشأن الليبي، إن زيارة حفتر وعقيلة صالح عدة مرات لروسيا لا يمكن إبعادها عن إطار محاولات الجنرال الاستعانة بأصدقائه الإقليميين والدوليين في تعزيز مركزه بالعملية السياسية والمشهد التفاوضي في ليبيا، خاصة بعدما أقر الكثير بترتيبات جديدة اعتبرت محطة أساسية في الأزمة الليبية أدت إلى تغييرات طرأت على المشهد، في إشارة إلى تعديل البند الثامن من الاتفاق الخاص بتعيين قيادات الجيش الليبي من قبل حكومة السراج والذي قد يؤدي إلى الاستغناء عن حفتر.
وتعليقًا على المعلومات المتداولة بأن زيارات المسئولين الليبيين لروسيا جاءت على خلفية تسليح الجيش الليبي من قبل موسكو أكد عبد الله في تصريحاته لصوت الأمة: «هناك رسائل واضحة من قبل المجتمع الدولي تؤكد عدم تسليح الجيش الليبي ورفع الحظر عنه في تلك الفترة، ألا أذا كان موحدًا"، مؤكدًا أن أثناء زيارات حفتر لموسكو كان هناك تصريحات لافتة عن ليبيا قال فيها مندوب روسيا بالأمم المتحدة أن «التعاون العسكري مع ليبيا وارد لكن من المبكر التقدم في هذا الشأن حاليًا».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق