«الأعلى للثقافة»: ضلالات الخلافة الإسلامية أفرزت «شاب الحزام الناسف»

قال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، إن تيار الإسلام السياسي ظل يقدم مواءمات سياسية للدولة المصرية، تلوح بجوهر فكرة الخلافة، وتحمل في طياتها ضلالات فكرية مريرة أفرزت واقعا مؤلما، يتلخص في وجود نموذج الشاب الملتحف بحزام المتفجرات في حادث الكنيسة البطرسية، وهو ما اعتبره "عفيفي" تغيرا خطيرا في مسار مفهوم الحكم والخلافة الإسلامية.

وأضاف "عفيفي" في كلمته بندوة المجلس الأعلى للثقافة صباح اليوم بعنوان "خمسون عاما على رحيل الشيخ المفكر على عبد الرازق مؤلف كتاب الإسلام وأصول الحكم"، أن الدولة المصرية في عهد مبارك كانت تغض الطرف عن مضامين الخلافة والحكم كتطلع وطموح لدى جماعة الإخوان المسلمين، وفي عهده أيضا، نشرت الجمعية الشرعية، التي كانت ذراع من أذرع تيار الإسلام السياسي، كتابًا بعنوان "الخلافة الإسلامية" في 2007، وكان في صدر الكتاب مقدمة تقول إن الدولة التركية الحديثة هي نموذج دولة الخلافة المنشود، والذي يجب الالتفاف حولة لنشر الحكم الإسلامي على نطاق أوسع.

وتابع أن تيارات الإسلام السياسي تنهل من معين واحد وتنطلق من نفس الأصول الفكرية، وأن ما أفرزه الإخوان من ممارسات سياسية منذ 2005 وحتى ثورة 30 يونيه تتواصل على نفس الخط مع إعلان دولة الخلافة في الموصل على يد أبو بكر البغدادي، الذي يحتوي فكرة خطيرة وهي تدمير الجسد لنصرة الإسلام كنوع من الجهاد، كما فعل شاب البطرسية من تفجير نفسه فى الكنيسة لينصر الإسلام وينصر الخلافة الإسلامية.

من جانبها، قالت المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية، إن خطورة الأفكار التي تنشرها جماعة الإخوان المسلمين ومن على شاكلتها تكمن فى أنها موجهة لصدر الدولة الوطنية، وأشادت بأهمية الاحتفاء برمز الشيخ المعمم على عبد الرازق، صاحب الكتاب الأهم في الفكر الإسلامي.