صحيفة أمريكية:إستعادة الأسد لحلب مثال صارخ على إنسحاب أمريكا من الشرق الأوسط
الخميس، 15 ديسمبر 2016 02:12 م
قال مسئولون أمريكيون وأوروبيون وعرب إن إستعادة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد لمدينة حلب هو مثال صارخ على إنسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط في وقت تتدخل فيه روسيا وشركاؤها لقيادة الأحداث في النزاع السوري المستعر منذ حوالي ست سنوات.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أنه تم تهميش إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، بينما تجري روسيا وتركيا مفاوضات هذا الأسبوع لتوفير مساعدات إغاثة إلى المدنيين المحاصرين في مدينة حلب الشمالية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها والأمم المتحدة تتهم سوريا وحلفائها بقتل المدنيين في حلب دون تمييز، فيما تزعم سوريا وروسيا أنهما لا يقاتلان سوى الإرهابيين، وليس المدنيين، مشيرة إلى أن الجماعات المدنية وجماعات المعارضة التي تتلقي دعما أمريكيا في حلب تتوسل التدخل الخارجي.
ونقلت الصحيفة عن بعض المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية قولهم إن واشنطن فقدت فرصتها لدرء الأزمة الإنسانية المشتعلة في سوريا، وأنه لم يعد بمقدور أمريكا التفاوض على حد قول مسئول بشئون الشرق الاوسط " لم نعد نتفاوض، الشيء الوحيد الذي نفعله هو تقديم مناشدات عاجلة إلى روسيا وسوريا لوقف القصف للسماح للمدنيين بالمغادرة، ودعمنا هؤلاء الأشخاص "المعارضة المعتدلة"، وفشلنا في حمايتهم".
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن قادة روسيا وإيران أكبر داعمين عسكريين للرئيس الأسد، وقللوا من شأن الولايات المتحدة، حينما إستعادت القوات والميليشيات السورية يوم أمس الأربعاء السيطرة على مدينة حلب، وهي إحدى مراكز المعارضة السورية المناهضة للأسد في البلاد، فيما نسبت إلى وزير الخارجية الروسي القول إن التعاون مع تركيا "من الممكن أن يكون أكثر فاعلية" من المحادثات مع واشنطن، والتي وصفها بأنها "لقاءات غير مثمرة".
ومن جهة أخرى، أعلن الجنرال الإيراني يحيي رحيم صفوي قائد قوات الحرس الثوري أن حلب تشكل إنتصارا لطهران وحلفائها على واشنطن، وهو أمر يتعين على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ملاحظته، وفق ما نقلته الصحيفة "وول ستريت جورنال"
واستبعدت الصحيفة أن يحدث تغيير جذري في الموقف الأمريكي في ظل إدارة ترامب، الذي تحدث علنا عن التحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على شمال وشرق البلاد، مختتمة تقريرها بالقول أنه بينما كانت واشنطن تقلل تواجدها في الشرق الأوسط، أظهرت روسيا وإيران عزمهما على توسيع نفوذهما وأدوارهما، ويعترف العديد من الحلفاء العرب بدور روسيا القيادي الآن في منطقتهم.