ترسانة «داعش» العسكرية وراء تأخر حسم معركة الموصل (تقرير)

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 03:04 م
ترسانة «داعش» العسكرية وراء تأخر حسم معركة الموصل (تقرير)
محمد الشرقاوي

في 17 أكتوبر الماضي، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، بدء عملية تحرير مدينة الموصل، من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، في عملية عسكرية هي الأشرس من نوعها، بمشاركة قوات التحالف الدولي ومليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، والحشد الوطني السنية، والميليشيات الكردية وقوات مكافحة الإرهاب.

العملية العسكرية بحسب بيانات الجيش العراقي، حققت نجاحات كبيرة ونجحت في عزل التنظيم الإرهابي عن الحدود السورية وقطع خطوط إمداده من الرقة، إلا أنها اقتربت من شهرها الثالث ولم تحسم بعد.

أيقنت القوات العراقية من البداية أن العملية ليست سهلة، فالمدينة تمثل العاصمة الأم ومكان النشأة، وعناصر التنظيم يستميتون ويزعمون البقاء في إصدارات متكررة تصدر عن الوكالات الإعلامية له، إلا أن هناك معطيات أخرى كشف عنها إصدار أخير، في امتلاك التنظيم أسلحة متطورة تضاهي تسليح الجيوش النظامية، وأكدتها تقارير متخصصة.

كشف تنظيم «داعش»، في إصدار أخير بعنوان «صيادوا الدروع» بثه مساء الثلاثاء المكتب الإعلامي لـ «ولاية نينوي»، وثق فيه تدمير عشرات الآليات العسكرية التابعة للقوات العراقية على أيدي مقاتلي التنظيم في مدينة الموصل.

الإصدار أظهر تركيزًا على دبابات ومدرعات متطورة منها «أبرامز» الأمريكية التي وصفها بـ «الصنم» الذي يختبئ وراءه الجنود العراقيين، وثق خلاله تدمير لأكثر من 90 دبابة من طراز «أبرامز» وآليات متنوعة.

أم1 أبرامز، دبابة قتال رئيسية أمريكية من الجيل الثالث دخلت الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1980 لاستبدالها بدبابات إم-60 باتون، تتميز بقوة كبيرة في مواجهة الأهداف العدائية ومن الصعب إحداث أعطاب بها. نجح في ذلك داعش.

وفقًا لمواقع مخابراتية، فإن التنظيم الإرهابي امتلك خلال السنوات الأخيرة شحنات سلاح كبيرة نجحت عناصره والضباط المنشقون من الجيش العراقي في تطويرها، وهو ما أكدته مؤسسة أبحاث التسلح في الصراعات، في أن مقاتلي داعش ينتجون أسلحة على نطاق ودرجة من التطور تضاهي مستوى تسلح قوات الجيوش النظامية، مضيفة أن داعش لديه توحيد قياسي للإنتاج في المناطق المختلفة التي سيطر عليها في سورية والعراق.

وأوضح تقرير للمؤسسة أن التنظيم لديه سلسلة إمداد قوية من المواد الخام التي يجلبها من تركيا وأن درجة الدقة الفنية لما يصنعه تشير إلى أنه لا يمكن وصف ذلك بأنه إنتاج «بدائي» للأسلحة، مؤكدة: «أن منشآت الإنتاج التي كان يسيطر عليها «داعش» استخدمت مجموعات من المواد غير القياسية وسلائف كيمائية تستخدم في صناعة المتفجرات بنظام معقد للإنتاج الصناعي يخضع لرقابة مركزية.

وشمل الإنتاج منظومة للمراقبة تتضمن تقديم تقارير دورية وتفصيلية عن معدلات وجودة الإنتاج التي تساعد في ضمان التوحيد القياسي في أنحاء الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم، وقال التقرير إن قذائف المورتر التي تصنع في منطقة من الأراضي الخاضعة لداعش تجري معايرتها لتتناسب مع الأنابيب التي تنتج في منشآت تقع في مناطق أخرى.

وقدرت المنظمة أن داعش أنتج عشرات الآلاف من الصواريخ وقذائف المورتر في الأشهر السابقة على هجوم الموصل، مشيرة أن داعش سعى إلى محاكاة الوظائف التي تقوم بها جيوش الدول في محاولة لإضفاء شرعية على قدرة الجماعة وتماسكها في أعين مقاتلي داعش بالإضافة إلى المزايا الفنية للتوحيد القياسي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة