«متحف النيل».. قصة كفاح شعب (صور)
الإثنين، 12 ديسمبر 2016 04:54 م
مع كل إجازة شتوية، يقبل كثير من السياح والمقيمين في الدول المجاورة، للاستمتاع بالإجازة في متحف النيل بأسوان، ذلك الصرح الجديد، الذي أقامته مصر، لجذب السياحة، والتعرف على قصة كفاح الشعب المصري في بناء السد العالي، «بناء صناعة الأمل في بلد السلام».
في الوقت ذاته، يقوم الكثير بزيارات إلى مختلف أنحاء المتحف، للاستمتاع بالمتحف الذي يعد صرحًا حضاريًا وثقافيًا يربط مصر ودول حوض النيل ويوثق العلاقات بين شعوبها ومظلة للتعاون والتنمية لشعوب الحوض، حيث تعدت نسبة زائريه إلى أكثر من 220 ألف زائر، منذ افتتاحه حتى الآن.
وتتعدد المقومات في المتحف، وحينما يجرب شخص ما زيارة تلك المواقع ينبهر به، بما تزخر به بلادنا من مقومات سياحية وأثرية عديدة.
«صرح حضاري وثقافي»
تم إنشاء المتحف على مساحة 146 ألف متر مربع، منها ألف متر مربع تم تخصيصها من محافظة أسوان والـ 46 ألف من أملاك وزارة الري، وبدأ التنفيذ في يونيو 2004 بتكلفة 82 مليون جنيه، حيث تم تخصيص قاعات داخل المتحف لعرض لوحات وصور تعبر عن حضارات وثقافات وفنون دول حوض النيل وإفريقيا، وجمع المتحف كل الوثائق والأفلام القديمة التي تروي قصة كفاح بناء السد مع الشعب المصري، الذي ساهم في استصلاح 3 مليون فدان، وإنتاج 10 مليارات كيلو وات من الطاقة في الساعة، بالإضافة إلي مجموعة كبيرة من المقتنيات التي تصور رحلة جريان نهر النيل بداية من مولده من أسفل هضبة إثيوبيا، وحتى نهايته عند المصب في البحر المتوسط.
«وثائق نادرة»
ويضم المتحف وثائق تاريخية نادرة وأفلام تسجيلية تؤرخ لمراحل إنشاء خزان أسوان منذ عام 1898 وإنشاء السد العالي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بجانب الأدوات التي استخدمها المهندسون في عملية بناء هذين الصرحين الكبيرين، بالإضافة إلى لوحة تذكارية من الرخام تضم أسماء الشهداء من المهندسين والفنيين والعمال من الذين شاركوا في ملحمة بنائهما، وكذا لوحات وصور توضح تطور أعمال الري وأدواته منذ عصر وإلى مصر محمد على وحتى الآن، علاوة على خرائط وتصميمات لكافة منشآت وزارة الري بداية من القناطر الخيرية وحتى المحطة العملاقة للري بتوشكى ومرورًا بالسد العالي.
«الطراز النوبي والسوداني»
وتم إنشاء المتحف على الطراز النوبي والسوداني، وهو مكون من 3 أدوار يطل منها على منظر ساحر لخزان أسوان، حيث صممت واجهته وبواباته من جرانيت أسوان الوردي، ونُقش عليها باللغة الفرعونية القديمة (مصر هبة النيل) ويضم المتحف قاعتين للعرض وقاعتين للمؤتمرات ومكتب لوزير الري ومكتبة وقاعة لكبار الزوار وقاعة سينما ومكاتب إدارية، بالإضافة إلى غرفة تحكم لمراقبة كل ما يدور داخل وخارج المتحف من خلال تزويده بـ 16 كاميرا للمراقبة في أماكن متفرقة فيه، بجانب موقعًا عامًا يشمل منطقة مجرى العيون ومسطحات خضراء.
«أول متحف نوعي»
قال المهندس هشام عبد العال فرغلي، مدير عام متحف النيل، إن المتحف هو أول متحف نوعي بالشرق الأوسط تم استخدام التكنولوجيا فيه للتعريف والتعرف على تراث النيل من خلال معلومات موثقة بسيطة يسهل معها الاستشعار بعظمة الأباء والأجداد.
وتم افتتاح المتحف في بداية العام الجارٍ، بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، والعديد من الوزراء الحاليين والسابقين، ولفيف من وزراء دول حوض النيل والجالية الإفريقية بمصر.
وأضاف «فرغلي» أن الهدف من تسمية المتحف بـ «متحف النيل»، هو جمع الوثائق والمستندات الخاصة بتراث وادي النيل وخاصة مدرسة الري العريقة وتوطيد العلاقات مع شركاء قطرة المياه في حوض النيل وتعريف الزائرين على عظمة المصري خلال الحقبة الزمنية الماضية ونجاحه في ترويض النهر؛ لتوفير الاحتياجات المائية على كافة مناحي الحياة من زراعة ومياه شرب وصناعة وسياحة بالرغم من محدودية المياه.
«شعار المتحف»
ويعد المتحف تنفيذًا لمقولة «نهر واحد وحضارة واحدة»، ومن هذا المنطلق تم التأكيد على هذا المعنى والمضمون بنشر أعلام دول حوض النيل بالحجم والشكل الذي يليق بالأشقاء، كما تم التأكيد مرة أخرى على هذا المعنى بعمل شعار للمتحف جامع لدول حوض النيل متمثل في مجموعة قطرات مياه تحمل اسم الدولة والعلم الخاص بها.
«نافورة حوض النيل»
تم تشييد بيان عملي للعلاقة الوطيدة بيننا وبين الأشقاء يسمى «نافورة دول حوض النيل»، يجسد هذا العمل تساقط الأمطار على الهضاب الأثيوبية الاستوائية مرورا بكل دول حوض النيل حتى وصول المياه إلى مصر مزودا بالميديا اللازمة من صوت وصورة لاستشعار الزائر بتواجده داخل حوض النيل، ولا تخلو قاعة من قاعات المتحف من تواجد تراث الأشقاء متمثلا في لوحة جدارية أو مجسم يخص تراث هذه الدولة ناهيك عن شاشات العرض المنتشرة في أرجاء المتحف تحكي كلا منها مظاهر الجمال والطبيعة الخلابة بدول الأشقاء، ما يؤكد دائما على رغبتنا في توطيد العلاقات لتجميع الأشقاء داخل هذه القلعة لمناقشة قضايانا والعمل على حلها أولا بأول للنهوض بمستقبل شعوب دول حوض النيل وإمكان تحقيق التنمية المستدامة والسعي نحو مستقبل أفضل بتحقيق خطة الرئيس عبد الفتاح السيسي في استصلاح المليون ونصف فدان.
كما أن المتحف يضم العديد من المجسمات والأفلام الوثائقية التي تؤرخ على سبيل المثال «خزان أسوان والسد العالي»، ولم ننس تمثيل الأحياء المائية الموجودة بنهر النيل متمثلة في أسماك البلطي وبعض الأسماك الأخرى، وبعض التماسيح الصغيرة وسلحفاة برمائية.
«تيمور وفيرو»
كما تم تجهيز مكان للأطفال يقصد منه إنشاء جيل جديد لديه المعرفة والثقافة المائية متمثلا في من هم دول حوض النيل وتحكي من خلال شخصيتين كارتون «تيمور»، الذي يمثل التمساح و«فيرو» فرس النهر ويحكوا من خلال العديد من أفلام الكارتون قصة المعاناة التي تبذلها قطرة المياه، من سقوطها على الهضاب الاستوائية الأثيوبية حتى وصولها على مصر كما يعرف «تيمو وفيرو» الزائرين بمخاطر التلوث وكيفية الحد منها للمعاونة وإنتاج جيل جديد يستطيع أن يصحح ما فعلناه تجاه النيل من تلوث ليعود إلى شبابه القديم، كما تركه لنا أجدادنا القدماء المصريين.