الانقسامات سبب فشل مؤتمر باريس لحل الأزمة السورية (تقرير)
الأحد، 11 ديسمبر 2016 10:25 م
اجتماعات ومؤتمرات عدة عُلقت آمال كبيرة عليها من قبل الكثيرون لحل الأزمة السورية خاصة معاناة حلب الأخيرة، كان من بينها مؤخرًا مؤتمر باريس الداعي لوقف العمليات العسكرية، لكن المؤتمر الذي شاركت فيه أمريكا وفرنسا وألمانيا و4 دول عربية بينهم قطر والسعودية إضافة إلى تركيا والاتحاد الأوروبي، لم يقدم حدا لوقف المعاناة التي يعيشها المواطنين السوريين سوى المزيد من المناشدات دون حل يذكر للأزمة .
وطالب وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا في مؤتمر صحفي، عقب انتهاء الاجتماع، بضرورة إنهاء الحرب ومواصلة التحرك لتخفيف معاناة المدنيين، معتبرين أن المفاوضات تشكل الطريق الوحيد للسلام في سوريا.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، إنه يجب أن يتم استئناف المفاوضات على أسس واضحة في إطار القرار 2254" الصادر عن مجلس الأمن والذي حدد في ديسمبر 2015 خارطة طريق للتوصل إلى تسوية.
ولفت وزير الخارجية الفرنسي إلى أن المعارضة السورية مستعدة لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة، لافتا إلى أن ممثل المعارضة، رياض حجاب، الذي شارك في اجتماع باريس أبدى الاستعداد للتفاوض، وعلى الرغم من تصريحات إيرولت بشأن الاستعداد للتفاوض، إلا أن بعض المصادر في الهيئة العليا للمفاوضات التي يترأسها حجاب، أشارت إلى انها لن تجلس على طاولة المفاوضات إلا في حال إدراج قضية الانتقال السياسي في سوريا بوضوح على جدول الأعمال.
من جانبه يقول الدكتور محمد خالد شاكر المتحدث باسم قوات النخبة السورية المعارضة إن مؤتمر باريس الرامي إلى حل الأزمة السورية فشل بالنسبة للمعارضة، مؤكدًا أن هناك انسحابات وانقسامات داخل الائتلاف نفسه، مشيرًا إلى أسماء رئاسية انسحبت مع العلم أن من حضر هو المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب.
وأضاف خالد في تصريحات خاصة لبواية صوت الأمة إن من ناحية أخرى فإن أعضاء الائتلاف انسحبت لعدم قبول ما تبنياه المؤتمر، خاصة إنه جاء بدون شروط مسبقة، مشيرًا أن وضع الملف الإنساني في المقام الأول بالإضافة إلى محاربة الإرهاب، مؤكدًا أن بدا واضحًا الانقسام وخصوصًا مع حضور المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات ورفض الائتلاف المشاركة.
واعتبر المبعوث الدولي، في مقابلة مع بي بي سي، أن إبرام اتفاق يسمح بإجلاء المدنيين والمقاتلين من مناطق وجودهم في شرق حلب سيكون إنجازا كبيرا من شأنه تجنب المزيد من الدمار وإراقة الدماء. وقال إنه من المرجح أن تسيطر قوات الجيش السوري على مدينة حلب قريبا، إلا أنه نبه إلى مباحثات السلام وحدها يمكنها إنهاء الحرب في سوريا، ويقر دي ميستورا بأن الجيش السوري يقترب من استعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد دعت، بأغلبية كبيرة، إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا والسماح بإيصال مواد الإغاثة إلى كل مناطق البلاد وإنهاء كل حالات الحصار بما في ذلك حلب. وصوتت 122 دولة لمصلحة القرار الذي طرحته كندا بينما عارضته 13 دولة من الدول الاعضاء في المنظمة الدولية وامتنعت 36 دولة عن التصويت.
وتابع شاكر أن هناك اتفاق أجري بالأمس بين قائد التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والبنتاجون وقوات النخبة السورية تضمن التعاون في محاربة الإرهاب ضمن المرحلة الثانية من عملية غضب الفرات بالاستفادة من إيجاد قوات عربية أغلبهم منتمون لأهالي المناطق ذاتها، مضيفًا أن هذا التعاون يقتصر على محاربة «داعش»، ولا له علاقة بمحاربة النظام.
وأكد أن الحكومة السورية لا ينظر إليها إلا بالموضوع السياسي، مشيرًا أن من ضمن ما اتفق عليه النخبة والتحالف الدولي أن يكون هناك تعاون وتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة الإرهاب.