ليبيا بين تحرير سرت ومعارك بنغازي.. إلى أي طريق ستتجه الأزمة؟ (تقرير)

الأحد، 11 ديسمبر 2016 02:07 م
 ليبيا بين تحرير سرت ومعارك بنغازي.. إلى أي طريق ستتجه الأزمة؟ (تقرير)
محمود علي

قبل عام ونصف، كانت الرايات السوداء لتنظيم "داعش" ترفرف فوق مباني مدينة سرت، وكان التنظيم بصدد تهيئتها لتصبح عاصمة لدولته في شمال إفريقيا، ولكن جاءت التطورات الأخيرة بما لا تشتهي سفن التنظيم الإرهابي حيث أعلنت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني والتي لم يعترف بها المجتمع الدولي حتى الآن وتعرف باسم (قوات البنيان المرصوص) تحريرها لمدينة سرت بعد معارك حامية مستعينة بضربات جوية أمريكية.

وتزامن هذا التطور العسكري مع انتصارات قوات الجيش الليبي في بنغازي الامر الذي يطرح تساؤلات عن مدي تأثير ذلك على العملية السياسي والحوار المعلق منذ فترة، وإلى أي مدي سيتجه التنظيم المتطرف بعد طرده من مواقع عدة في ليبيا بالإضافة إلى تضييق الخناق عليه في سوريا والعراق؟.

يقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق إن الأزمة الليبية في العامين الماضين بدأت في مسارًا الحل السياسي بعد تشكيل حكومة الوفاق، ولكن تجمد هذا المسار بعدما لم يرضي عن الحكومة المشكلة برعاية أممية جميع الأطراف ولم يتم الموافقة عليها حتى الآن من قبل البرلمان، مؤكدًا ان التحركات العسكرية بدأت في الفترة الأخيرة تأخذ في عين الاعتبار، لاسيما مع انتصارات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في بنغازي وسيطرته على الهلال النفطي والذي أدى إلى نوع من المصداقية وبالتالي بعد العشائر والقبائل بدأت تتعاون معه.

وأضاف رخا في تصريحات خاصة «صوت الأمة» أن هذا الأمر يراه البعض أنه سيؤدي إلى انفراجة سياسية وذلك على خلفية التغير الذي حدث على الأرض من قبل الجيش الليبي ، مؤكدًا أن الأزمة الآن في التدخل الإقليمي والدولي وخاصة من قبل قطر وتركيا الذي يدعمون العناصر المتشددة في منطقة طرابلس هو أمر يؤدي إلى تأرجح المشهد ، مشيرًا إلى الموقف المصري الذي يدعم المؤسسات الشرعية وسيطرة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر على كافة المناطق الليبية لإعادة الاستقرار.

وأكد الدبلوماسي المصري أن يوجد بعض الصعوبات تؤدي إلى مزيد من التوترات في الداخل الليبي ومن بينها الصراع على مصدر التمويل الاقتصادي وخاصة مواقع النفط، حيث هناك بعض المحاولات من قبل المجموعات المسلحة والتي تسيطر عليها حكومة الوفاق للهجوم على الهلال النفطي مرة أخرى على الرغم من سيطرة الجيش الليبي وتسليمه لهيئة النفط الرسمية.

وعن مشكلة الحكومة وعدم الموافقة عليها، تابع رخا الأزمة تتفاقم بسبب دفع المجتمع الدولي عن طريق ممثل الأمم المتحدة مارتن كوبلر بشخصيات في الحكومة لم تلقى قبول داخلي ، مضيفًا ما لم تدفع القوى الدولية بالضغط على المنظمات الإسلامية وحكومة الوفاق للقبول بخليفة حفتر كقائد للجيش سوف يؤدي الأمر إلى مزيد من التوتر ، مؤكدًا أن الحل الأسهل في أن يتم التوافق بين الطرفين على أن يكون خليفة حفتر قائد للجيش مقابل صعود شخصيات إسلامية في الحكومة.

من جانبه يقول دكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية أن هذه التطورات العسكرية في سرت وبنغازي قد تمثل انفراجه بشكل أو بأخر، ولكن مع الأيام سيثبت أن ليس هناك مشروع وطني واحد في ليبيا سوى مشروع المشير خليفة حفتر مؤكدًا أن كل الدول العربية الآن تعول على قيادة الجيش الليبي الوطني للقضاء على الإرهاب في ليبيا .

واضاف اللاوندي في تصريحات لصوت الأمة أن كل الأطراف الأخرى على الرغم من إنها تحارب داعش إلا أنها تابعة للقوى الغربية حيث من المتابعة يتأكد ان هناك تهويل واسع لهذه القوى(حكومة الوفاق وقوات البنيان المرصوص) للصعود إلى مشهد بديلًا عن الجيش الوطني، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يريد أن تظل ليبيا في حالة فوضي لتفتيها كما نرى الآن من شرق وغرب ، وذلك على خلفية الحفاظ على السيطرة على ثرواتها النفطية والطبيعية، مشيرًا إلى أن دور فرنسا وبريطانيا وأمريكا واضح في هذه الأزمة وهو دعم الصراع هناك لتظل ليبيا دائمًا في آتون الحرب الأهلية .

في نفس السياق تقول الدكتورة نورهان الشيخ، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الطرفين (حكومة الوفاق و الجيش الليبي في الشرق) منشغلان في مسائلة الحرب ضد داعش، مشيره أن المشهد السياسي معقد لأن البرلمان الليبي في طبرق والمشير خليفة حفتر في ناحية والحكومة الذي تم تشكيلها برعاية أممية في ناحية أخرى، مؤكدًا ان الفترة المقبلة سيحسم الملف السياسي ومفاوضات الحوار من خلال مشهدين الأول، الواقع العسكري ومدي جدية كل طرف في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه ، والأمر الآخر هو التوازنات الخارجية حيث تدعم القوى الغربية بالإضافة إلى قطر وتركيا حكومة الوفاق بينما يدعم حفتر روسيا ومصر والإمارات.

وعن واجهة داعش المقبلة بعد طردها من سرت وبنغازي وتضييق الخناق عليها في سوريا والعراق، أكدت الشيخ في تصريحات خاصة أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يؤمن الحدود الشرقية لليبيا والتي تقع على الجانب المصري، مشيره أن القاهرة وقواتها المسلحة تبذل اقصى جهدها للحد من تدفق الإرهابين في هذه المنطقة الحدودية من ليبيا مشيره أن الحدود طويلة جدًا والجانب الشمالي منها مؤمن إلا أن الجانب الجنوبي يحتاج إى بذل كثير من الجهد لتأمينه أيضًا من أي تدفق للجماعات الإرهابية.


وتوقعت فرار من تبقى من التنظيم إلإرهابي إلى أوروبا مشيرة إلى الخطوات الأوربية التي ظهرت في الفترة الأخيرة لتأمين الحدود، متابعة أنه من الممكن أن تفر هذه الجماعات أيضًا إلى تونس خاصة وأن هناك منطقة جبلية تعتبر حاضنة للجماعات الإرهابية على الحدود مع ليبيا ، مؤكده أيضًا أنه من الممكن أن تفر هذه المجموعات إلى السودان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق