محمد بدران.. الحقيقة والتاريخ (3)
السبت، 10 ديسمبر 2016 11:08 ص
كان محمد بدران طالبًا بالصف الأول، عندما ترشح لانتخابات اتحاد طلاب كلية «التجارة» ونجح، وأصبح رئيسًا لاتحاد طلاب الكلية، وبعد ذلك.. ترشح لاتحاد طلاب الجامعة، وفاز برئاسته، وأخيرًا.. وصل لرئاسة اتحاد طلاب مصر.. والسر في ذلك التطوّر السريع غير المفهوم يكمن في أن والده الحاج مصطفى بدران كان موظفًا مهما في «رعاية الشباب» بكلية التجارة، وكان مسؤولا عن إجراء الانتخابات، وهو حلقة الوصل بين اتحاد الطلاب وإدارة الكلية.. وله علاقاته مع رعاية الشباب بالجامعة.
بالإضافة إلى أنه في ذلك الوقت قبل 5 سنوات، كانت له تعاملاته مع جهاز أمن الدولة لاصطفاء الطلاب المناسبين لشغل عضوية الاتحادات الطلابية، وهو ما عُرِف عن تعاون ابنه مع الأجهزة الأمنية فيما بعد.. وهو ما يفسر لاحقًا لماذا تمّت الاستعانة بـ«بدران» في لجنة «الخمسين» لتعديل الدستور، ووقتها كان يجتمع برؤساء الاتحادات الطلابية للاتفاق على نقاط وأفكار يقترح إضافتها للدستور بصفته ممثل الطلاب.
وفي اجتماعات اللجنة، كان يتجاهل بدران كل ما تم الاتفاق عليه مع رؤساء الاتحادات الطلابية، لذلك، اتفقت أغلب الاتحادات ضده، وخالفت كلامه، وانسحبت من اجتماعات اتحاد جامعات مصر احتجاجا على تصرفاته، ومنها جامعتي القاهرة وعين شمس.. وفي لجنة «الخمسين» تعرف على عمرو موسى، الذي رشَّحه لمصطفى حجازي ليكون هو و«مستقبل وطن» رمزًا سيتم استخدامه فيما بعد.
أما الذي لا يعرفه الكثيرون هو أن بدران الذي كان مجرد طالب عادي في كلية التجارة بجامعة بنها، كان قد أسس مبادرة «ميرز»، والتي حولت مسار حياته من عضو باتحاد طلاب الكلية.
انتهازية انتخابية..
يقول حسام مصطفى، عضو الهيئة العليا بالحزب المصري الديمقراطي، الذي كان بدران عضوا فيه قبل إنشاء «مستقبل وطن»: «بدران بعدما نجح في الوصول إلى منصب رئيس اتحاد طلاب مصر بمساندة باقي الأحزاب المدنية، لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه وهو الدفاع عن الطلاب ومصالحهم، بل استغل ما حدث للإخوان لينفرد بقرارات الاتحاد وحده.
أما عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي، فقد قال: «إن بدران عندما جاء إليهم طالبا مساندته في انتخابات اتحاد الطلاب كان في غاية الود والأدب ويفيض بالأحلام التي أجبرت الجميع على التعاطف معه ودعمه».
لكن بعد توليه المنصب، اكتشف الشريف وجبهته، أن مؤسسات الدولة تدعمه في كل شيء (دون أن يذكر معلومة واحدة عن شكل وكيفية هذا الدعم)، بينما تخلّى هو في المقابل عن الثورة والطلاب الثوريين وبدأ ينادي بسجنهم، وله موقف شهير في ذلك أثناء اجتماعه مع السيسي عندما طلب رؤساء الأحزاب المدنية الإفراج عن الطلاب المعتقلين، فغضب بدران وقال للرئيس إن من في السجون ليسوا طلاب مصر.