"انفراد" خطة الأزهر لتنقيح وتطوير كتب التراث
الخميس، 08 ديسمبر 2016 02:18 م
منذ أن طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، من شيخ الأزهر بثورة جادة لتجديد وتصحيح الخطاب والفكر الديني، والأزهر يقود خطة متكاملة من أجل تجديد للخطاب الديني، وما ترافق معه بإعلان الأزهر أنه سيقوم بتلك الثورة بدءا من المعاهد والمناهج الأزهرية.
فيما واجه الأزهر في الفترة الأخيرة هجمات وإنتقادات متعددة بسبب مناهجه، التي يدرسها للطلاب بمعاهده، وبشكل خاص كتب التراث، والتي تتناول الأحكام الفقهية المتعلقة بالجهاد، والرق، ودار الإسلام،ودار الكفر، وغيرها من الأبواب الفقهية بأحكامها القديمة دون تجديد، ولم يتوقف الهجوم عند هذا الحد فإذا بالمثقفين يشنون هجوما ضاريا على الازهر، ضد تلك المناهج، لما تحتويه من آراء وأحكام فقهية قديمة منذ عهد الفقهاء الأربعة، وبقائها حتى وقتنا هذا، حيث أرجعوا إنتشار التشدد والتطرف لتلك المناهج التي ظل الأزهر يدرسها لطلابه، ومتغافلا عن تجديدها مع مجريات الحياة.
يقول الشيخ على خليل المشرف على لجان قطاع المعاهد الأزهرية لتطوير التعليم الأزهري، لبوابة "صوت الأمة"، أن قطاع المعاهد بدأ خطته لتطوير وتنقيح كتب التراث منذ أن أصدر فضيلة لإمام الأكبر شيخ الأزهر، قراره بتشكيل مجموعة من اللجان، لإصلاح وتطوير التعليم الأزهري في كل مراحله، وتنقيح كتب التراث، والدمج لبعض المواد الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة، كمواد الحديث، والتفسير، والتوحيد والسيرة النبوية في مادة واحدة، وكتاب واحد حمل كتاب بإسم "أصول الدين".
وتابع خليل، أن خطة التطوير إنتهت من 80% من التطوير والتنقيح للمناهج الأزهرية، وخاصة الأنتهاء من المرحلة الإبتدائية والإعدادية، وكذلك المرحلة الثانوية، ولم يتبقى في التجديد سوى منهج الشهادة الثانوية الأزهرية، وتم إقرارها هذا العام، كما قمنا هذا العام بإقرار بعض المواد التي إنتهينا منها بالشهادة الثانوية، وخلال العام القادم سيكون إكتمل التنقيح والتطوير في المناهج.
وأضاف أن خطة القطاع إستهدفت كتب التراث، ومنها كتب الفقه حيث جرى حذف بعض أبواب الأحكام الفقهية التي لاتتماشى مع العصر، وكذا حذف باب أحكام الرق، وأحكام دار الإسلام ودار الكفر، وبعض الأحكام الفقهية من "كتاب الإختيار لتعليل المختار في الفقه الحنفي" المتعلقة بالجهاد، وأحكام الأسرى، وحكم أكل الميته، وحكم توزيع الغنائم بعد الحرب، موضحا بأنه تم الأبقاء على البعض منها مثل الأحكام الفقهية المتعلقة بالزحف والتولي في المعركة، وحكم الدفاع عن الوطن، وأحكام المعاملات كالبيع والشراء، وأحكام العبادات كأحكام الصلاة والصيام والزكاة والحج، والزواج والطلاق.
وفيما يتعلق بكتب التراث الأخرى أشار المشرف على تطوير مناهج الأزهر، إلى أن اللجنة حذفت من كتاب الحديث المعروف بالأزهر بكتاب "فتح المبدي بشرح مختصر صحيح البخاري للزبيدي" لمؤلفه عبد الله بن حجازي الشرقاوي، كافة الأحاديث التي يمكن أن تفهم بالخطأ أو تأخذ بالظاهر كحديث "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إالا الله وأن محمدا رسول الله، كما قمنا بوضع أحاديث عن الإلحاد والإرهاب، والإفساد في الأرض، والخروج على الحاكم في مظاهرات وغيرها من الأحاديث التي تمس مجريات الحياة.
من جانبه أكد الشيخ صالح عباس وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشئون التعليم لبوابة "صوت الأمة" أن هذا العام قرر الأزهر تدريس المناهج التي أنهت اللجنة تطويرها وتنقيحها، وبالفعل تم إقرارها على الطلاب، ويتم الآن تدريسها بشكل كامل، كما ألحقنا المواد والمناهج التي أنهت لجنة التطوير بالقطاع عملها فيه، وأقررناها، وخلال العام القادم سنكون قد إنتهينا تماما من خطة تطوير المناهج.
كما أكد أن التطوير لايقتصر على الحذف فقط من المناهج، بل أيضا بعمل تطوير في طريقة العرض والأسلوب والوسائل دون المساس بالجوهر، مع عدم المساس مطلقا بثوابت الدين، وإنما جرى الأبقاء عليها وأدخال التطوير في مشتملات تلك الثوابت وتماشيها مع مجريات الحياة.
أما الدكتور محمد أبو عاصي عضو لجنة الأزهر لتطوير المناهج الأزهرية وتنقيح كتب التراث، قال لبوابة "صوت الأمة"، نعمل ليل نهار من أجل تحقيق خطة الأزهر في تطوير وتنقيح المناهج، وإنتهينا من كتب التراث التي تدرس بالمعاهد الأزهرية من خلال حذف الأحكام والأبواب التي لاتتصل بواقعنا، والأبقاء على الأحكام التي نحتاجها في الحياة اليومية، مشيرا إلى أن تشكيل لجنة التجديد بمشيخة الأزهر سيسهم في تجديد بعض الأحكام الفقهية التي يتم تدريسها للطلاب بالمعاهد الأزهرية، وهو ماسوف تقوم به اللجنة فور الإنتهاء من التطوير والتنقيح لكتب الراث، لعرضها على اللجنة لأبداء الرأي في بعض الأحكام.