مدارس «المتفوقين» في مصر حبر علي ورق

الأربعاء، 07 ديسمبر 2016 06:36 م
مدارس «المتفوقين» في مصر حبر علي ورق
مدارس المتفوقين في مصر
هشام السروجى

الإهمال في مصر يبتلع جهود مكافحة الفساد، المتراكم في بعض قطاعات الجهاز الحكومي، ويفوقها بكثير فرغم حصول مصر على المركز قبل الأخير علي مستوي العالم في التعليم ورغم تصريحات المسئولين بأن هناك خطط للنهوض بالتعليم في مصر إلا أن كل ذلك يظل مجرد حبر علي ورق طالما ليس هناك نتائج ملموسة، وتفنن الفاسدون في مصر في قتل النوابغ ووصل عبثهم إلى طلاب مدارس المتفوقين، بعد أن صدق هؤلاء وعود المسئولين والتصريحات البراقة حول المدارس الداخلية التي تضم النوابغ والمتفوقين ولكنهم فوجئوا بواقع مؤلم وبشع.
 
«صوت الأمة» تلقي الضوء على حكايات الفساد في مدارس المتفوقين في مصر، وبدأت الحكاية منذ ستة شهور تقريبا وبعد صدور القرار الوزاري رقم 313الصادر في 24 أغسطس 2015 الخاص بإنشاء اللجان الفرعية لدعم مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا،والذي أشار في مادته الأولي علي إنشاء لجنة فرعية لإدارة مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجياوالمنشأة علي النظام الامريكي stem والممولة من المنحة الأمريكية والأوربية عن طريق صندوق دعم المشروعات التعليمية وعدد هذه المدارس سبعة مقسمة علي المحافظات المختلفة.
 
وفي تكاسل تام وتواطؤ من مسئولي وزارة التربية والتعليم لتوجيهات رئيس الجمهورية لإنشاء مدارس للمتفوقين بنظام (STEM) التعليمي الأمريكي والذي يعمل علي الربط والتكامل بين مواد التعليم الأربعة الأساسية (العلوم والتقنية ووالهندسة والرياضيات) ليهيئ الطالب للواقع العلمي والوظائف المستقبلة في محافظات ( الإسماعيلية، الإسكندرية،الدقهلية،كفر الشيخ، البحر الأحمر، الأقصر، أسيوط ) لتخدم جميع المحافظات المجاورة بجانب مدرستي أكتوبر والمعادي التي تم إنشائهما منذ عام 2012 فما كان من الوزارة إلا التأكيد علي أن المدارس ستكون جاهزة لاستقبال الطلاب من العام الدراسي 2015 ،2016 وأعلنت الوزارة عن التقدم لاختبارات للمتفوقين الذين يريدون الالتحاق بها وأيام قليلة بعدها لتبدأ الدراسة ليكتشف الطلاب وأولياء أمورهم الوهم فلا يوجد مدرسة ولا مدرسين من الأساس وتم تسكين الطلاب في مجمع علمي للكورسات والدورات التعليمية وغير مجهز بالمعامل والإنترنت والأجهزة التي تساعد الطلاب علي دراساتهم، فالدراسة هناك تعتمد علي البحث وعندما غضب أولياء الأمور ولجأوا لوكيل المدرسة القائم بأعمال المدير حثهم علي التبرع لشراء أجهزة للمعامل وماكينات تصوير وكاميرات لتركيبها داخل المدرسة وكابلات إنترنت وسبورات دراسية وغيرها لقلة موارد المدرسة حاليا مما جعل أولياء الأمور يسارعون  بالتبرع لإنقاذ أولادهم حيث يمر الوقت دون دراسة وامتحانات التيرم الأول باتت على الأبواب.

 ويحاول أولياء الأمور مساعدة أبنائهم ومتابعتهم حرصا علي مستقبلهم وكثرة المشاكل وتنوعها يجعلهم عاجزين عن حلها فبعض المواد لم يدرسوها بسبب عدم وجود مدرس في مواد (الكابستون والجيولوجيا) بجانب أن بعض المدرسين الموجودين يهددون بترك الدراسة لعدم حصولهم علي مرتبات كما واجه الطلاب سوء تردي في الوجبات الغذائية وعدم وجود طبيب يشرف عليها والتي وجدوا فيها بعض الذباب وتم تصويرها وإرسالها لأولياء أمورهم لإرسالها للمسؤولين كما أن بعض المعلبات مجهولة المصدر وفترة صلاحيتها تقارب علي الانتهاء مما جعل أولياء الامور يرسلون الطعام لأولادهم إسبوعيا حتي تم نقلهم إلي مكان إقامة رديء ولا يوجد به ثلاجة لحفظ الأطعمة مما جعل الطلاب يعتمدون علي وجبات الدليفري كما أنه لايوجد بها مرافق حياتية غير بعض خلاطات المياه الباردة مما أدي لخوف الطلاب من الاستحمام في الشتاء لبرودة المياه مع عدم توافر أماكن لممارسة الأنشطة الرياضية مما أدي إلي اعتصام الطلاب داخل المبني التعليمي لتردي الأحوال التعليمية وتخلل هذا الاعتصام أكثر من وقفة احتجاجية لأولياء الأمور وبعض الشكاوي مع مقابلة محافظ الاسماعيلية ومدير مدرية التربية والتعليم ومدير قطاع مكتب وزير التربية والتعليم لتستمر الوعود دون حل لمشكلة الطلاب الذين قد يبدأون التيرم الثاني بعد أيام ولم يتحدد مصيرهم.

وأكد عصام فتحي والد إحدي الطالبات بمدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM) أن محافظة الإسماعيلية لم تقم بإنشاء مدرسة للمتفوقين أو توفر سكن خاص لهم حسب توجيهات رئيس الجمهورية أغسطس الماضي بإنشاء 7 مدراس في 7 محافظات وقاموا بإدخال الطلاب بالمجمع التعليمي بالمحافظة الخاص بالكورسات وبالتالي أصبحوا غير مؤهلين لعدم وجود معامل أو أماكن لتدريبهم أو مدرسين متخصصين وأن كل مدرس أو دكتور يأتي للعمل بالمدرسة لم يستمر،ويتم تغييره وبالتالي هناك مواد لم يدرس فيها أكثر من حصتين أو ثلاثة علي مدار الترم الماضي كما أنهم لم يتسلموا اللاب التوب إلا قبل الامتحانات بشهر وكانت هذه الأجهزة مستعمله كما أشار إلي سوء التغذية من عدم الاهتمام بالأكل وبعض الحشرات التي وجدوها أو المنتجات المعلبة الرديئة التي يعرف أسمائها مما جعل أولياء الامور يرسلون الطعام أسبوعيا لأولادهم حتي تم نقلهم من السكن الذي يقيمون فيه إلي سكن أخر لايوجد به ثلاجات لحفظ الاطعمة مما أدي إلي الاعتماد علي وجبات الدليفري ، كما أقام اولياء الامور بتنظيم أكثر من وقفة احتجاجية لاعتراضهم علي عدم بناء المدرسة والمسكن وسوء التغذية وكل المتاعب التي يواجهها أبنائهم حتي جاْء المحافظ ووكيل وزارة التربية والتعليم ووعدوا بحل المشاكل منذ شهر نوفمبر ولم يتم الحل حتي الآن.
 وأوضح أن أولياء الأمور يقومون بتنظيم وقفات احتجاجية باستمرار حتي يتم الاستجابة لحل مشاكلهم ، ولفت إلي أن اولياء الأمور يجمعون أموال حتي يقومون بشراء كراسي وماكينات تصوير ومستلزماتها علي الرغم من أن كل هذا مسئولية الوزارة والميزانية الموضوعة لهذه المدارس والمنح التي تأتي لها


من جانبها قالت فرح عصام الطالبة بمدرسة المتفوقين بالاسماعيلية إنه فعليا لا يوجد وجود مدرسة متفوقين فعلیة بالاسماعیلیة وانهم  كطلاب يتواجدون في المجمع التعلیمي بالاسماعیلیة بشكل مؤقت بالاضافة الي وجود نقص في عدد المدرسین بالمدرسة وكذلك قلة إمكانیات المدرسة وتجهیزاتھا مما جعل أولیاء الأمور یتبرعون من أجل شراء بعض الأدوات مثل ماكینة تصویر وأدوات معملیة للمعامل – وكامیرات لتركیبھا داخل المدرسة
واضافت سها القاضي الطالبة في مدسة اكتوبر ب للمتقوقين بان المدرسة تعاني من قطع كابلات انترنت – وعدم وجود سبورات دراسیة وغیرھا
وكذلك عدم وجود معامل بالمدرسة بالرغم من توافرھا في مثیلاتها من المدارس الاخري

وأشارت إلي عدم توافر باصات لنقل الطلاب، إضافة إلى عدم توافر ملاعب ریاضیة لممارسة الأنشطة الریاضیة بالمدرسة (بالرغم من توافرھا في مدارس مماثلة )
كل ذلك بالإضافة الى ان المدرسین قد ھددوا بترك المدرسة وسط الامتحانات وذلك لعدم حصولھم على مرتباتھم لمدة ثلاثة أشهر.

وأكد علي شحاتة والد الطالب محمد علي بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM) بالاسماعيلية أنه منذ التحاق نجلة بالمدرسة وهو يعاني من كثرة المشاكل وعند بداية الدرسة تفاجأ أنها مجمع تعليمي وليست مجهزة لتكون مدرسة للمتفوقين لأنها غير موجود بها معامل للطلبة وشبكة إنترنت حيث أن الطالب يعتمد في دراسة علي البحث وعمل بحوث لتطوير أفكارة وتم اللجوء إلي الفلاشات التي لم تتحمل السرعة بجانب تكاليفها العالية في شحن الباقات كما أنه بعد انتظار دام أكثر من شهر منذ بدء الدراسة بدون أجهزة حاسب أو لاب توب تم تسليم كل مجموعة جهاز لاب وكان من المفترض أن يتسلم كل طالب جهاز منذ بداية الدراسة حتي جاءت اجهزة مستعملة وتم توزيعها علي الطلاب مما جعل وكيل المدرسة القائم بأعمال المدير بمطالبة أولياء الأمور بالتبرع لشراء أجهزة للمعامل ميكروسكوب وتليسكوب وادوات المعامل كلها وكاميرات لتركيبها داخل المدرسة وكابلات انترنت وسبورات وجميع الاجهزة بجانب التبرع لأستكمال كل ما هو ناقص أو غير موجود بالمدرسة كما أنها بها نقص في عدد المدرسين والتي يهدد بعضهم بترك الدراسة لعدم حصولهم علي مرتبات لأكثر من شهر مع عدم وجود مدرسين لبعض المواد مثل ( الجيولوجيا – والكابستون ) مع سوء وتردي الوجبات الغذائية التي وجدوا بها بعض الحشرات وعدم وجود قاعات لتقديم الوجبات ولايوجد باصات لنقلهم من مكان الاقامة وعدم توافر ملاعب رياضية لممارسة الانشطة الرياضية مع عدم وجود طبيب أو عيادة طبية،
قاال سيد محمد والد لأحد الطالبات بمدرسة المتفوقين بالغردقة انهم يعانون اشد المعاناة من التعامل مع اولادهم وكل ذنبهم انهم صدقوا المسئولين واشار ان الخدمات تعاني الكثير من النقص في كل النواحي وكذلك هناك عجز في المدرسين في عدة تخصصات اما بالنسبة للاعاشة فقد تم اكثر من مرة حدوث حالبات تسمم بسبب التغذية المجهولة المصدر التي توردها احد الشركات المتعقدة مع الوزارة واضاف والد الطالبة ان عدد من اولياء الامور تقدموا بعدة شكاوي للمسئولين ولرئيس الجمهورية ولم يتحرك احد وتوجهنا الي الوزارة وقدمنا عدة شكاوي وحتي الان يبقي الوضع كما هو علية كما
قالت نهي عبد الوهاب ىالطالبات بمدرسة المتفوقين انهم يعانون اشد المعاناة بسبب سوء المعيشة وعدم وجود مدرسين وانهم تعرضوا لأكثر من حالة تسممم بسبب تعامل الوزارة مع شركة تورد وجبات مجهولة المصدر وان بسبب عدم وجود الرقابة متن قبل المسئولين لا صبح عدد منا في تعداد الموتى الان واضافت منذ هذه الواقعة ونحن نخشي ان ناكل من الوجبات الموجودة في المدرسة بسبب مصدرها المجهول

وتبرأ دكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم السابق من المشاكل الموجودة في مدارس المتفوقين ، مشيرا إلي أنه لم يترك مشاكل خاصة بمشروع مدارس المتفوقين، وأنه كان وضع لها خطة وجدول زمني حتي يتم من الانتهاء من السكن الخاص بالطلبة بكل محافظة بعد الاجتماع مع المحافظين التي سيكون لديهم هذه المدراس لتكون جاهزة لإستقبالهم مع بداية العام الدراسي لأن المدارس كانت موجوده بالفعل وتم ايجاد بدائل لمكان الاقامة لحين الانتهاء من بناء سكن لهم ولكني تركت منصبي قبل الدراسة بشهر وتولي الدكتور هلالي الشربيني الوزير الحالي ليكمل الخطة الموضوعة ويكون هو المسئول عن أي شئ بهذه المدارس ومتابعة الخطة وتنفيذها مؤكدا أنه لم يترك أي مشاكل بالمشروع مطالبا الوزير الحالي بأن يعرض أي مشكلة سببها وأوضح أن صندوق دعم المشروعات والوكالة الامريكية للتنمية هو المسئول عن النظام في هذه المداس بأكملة ويكون رئيس إدارة الصندوق هو الوزير وهو المسئول عن التعاقد علي اي شئ يخص المشروع مؤكدا أن شركات الاغذية والوجبات تم التعاقد معها بعد تركه الوزارة لافتا إلي ان المشاكل التي تعيشها مدارس المتفوقين حاليا من عدم وجود المعامل والسكن وهيئة التدريس واجهزة الحاسبات وغيرها كانت متوفرة ميزانيتها ويسئل عنها رئيس صندوق دعم المشروعات الحالي .
ويري الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي أن مايحدث لطلاب مدارس المتفوقين نتيجة لعدم سياق تنظيمي لتطوير منظومة التعليم في مصر مؤكدا أن وزير التربية والتعليم أصبح مثل الموظف يتلقي الأوامر من الأمن والرؤساء ثم ينفذها بدون وضع خطط أو ضوابط لمعرفة مدي نجاحها وقدرة تحقيقها، لافتا إلي أن الاعلان عن وجود مدارس للمتفوقين لآبد أن يترتب عليه جاهزية هذه المدارس بما تتطلبه من إماكنيات كما قال أنه لايؤيد فكرة أن يكون هناك مدارس للمتفوقين وعزلهم عن باقي زملائهم ولم يعد تنافس يتحولوا إلي طلاب عاديين مشددا علي إتاحة الإماكنيات والفرص للجميع والترقي بالمناهج التي تعتمد تطوير الافكار (لاحظ، فكر، عبر) وليس علي الحفظ والتذكر والتسميع وهذا سبب تأخر ترتيب مصر في جودة التعليم وهو 139 من 140 دولة في العالم وأشار إلي أن الحفاظ علي المواهب وعقول الطلاب يتطلب معرفة درجات كل طالب وميوله نحو بعض المواد المتفوق بها لنقدم له منهج أرقي مثل أن يكون الطالب متفوق في الرياضيات ويتم تقديم مناهج مطورة في هذه المادة وإن كان تفوقه العلوم أو أي مادة أخري هكذا مع وجود حافز أو مكافأت لمزيد من التفوق مؤكدا أن المواهب وإستخراجها والحفاظ عليها لم يتطلب خنق الطالب في مجموعة مواد معينة تقدم له وأن حق التفوق والموهبة مكفول للجميع وأن المخترع أو المبتكر من الممكن أن يكون مجموعة 100% في بعض المواد وباقي المواد يكون أقل وبكده ممكن نفقد بعض العقول التي تستحق الدعم والفرص لإثبات قدراتها في جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا


فيما استنكر بشير حسن المتحدث الإعلامي لوزارة التربية والتعليم أن يكون هناك أي مشاكل في مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM) في السبع محافظات مؤكدا أنها كاملة الانشاءات والمعامل وشبكات النت أوالمسكن وجميع التجهيزات كما نفي وجود أي تبرعات أو دفع أموال من أولياء الأمور وأي وقفات إحتجاجية أو اعتصامات للطلاب أو أولياء الأمور مؤكدا أن ليست هناك شكاوي من أي ولي أمر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق