انتصارات الجيش السوري تعمق انشقاقات الميلشيات المسلحة
الإثنين، 05 ديسمبر 2016 03:34 م
على الرغم من إعلان جميع المليشيات السورية للتهدئة بين فصائلها وعدم وجود خلافات، ودمجها في تكتل مسلح جديد بمسمى «جيش حلب»، للحد من خسائرها الفادحة في معاركها ضد الجيش السوري، إلا أنها عاودت الانقسام من جديد.
حيث اقتحمت عناصر جبهة فتح الشام – «النصرة سابقًا»، معسكرات ومستودعات جيش الإسلام، وفيلق الشام في مدينة حلب بدعوى عدم مساندة تلك الفصائل للمحاصرين في شرق المدينة.
الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في صفوف المناصرين لتلك الميليشات، على مواقع التواصل الاجتماعي متهمين إياهم بإعلاء المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، وأن وجودهم أكبر أسباب شقاء السوريين.
الجبهة القريبة من تنظيم القاعدة، حاولت الدفاع عن نفسها، في تصريحات لأبو أنس الشامي، أحد المتحدثين الإعلاميين لها على «تويتر»: قال إن عناصر الجبهة اقتحموا مستودعات جيش الإسلام، وأخرى لفيلق الشام، للحصول على أسلحتهم.
وأضاف الشامي، إن قرار اقتحام المستودعات جاء من قبل مجلس قيادة حلب، الذي يضم جميع الفصائل المحاصرة، بسبب عدم مؤازراتهم أو التزامهم بالرباط، رغم الحاجة الملحة لهم ولأسلحتهم، مشيرًا إلى أنه بسبب الضغط العسكري الكبير على فصائل المجلس، لم يتم تنفيذ ذلك القرار رغم اتخاذه والتوافق عليه منذ أكثر من 3 أسابيع.
وتابع: «الجبهة وضعت قرار مجلس قيادة حلب حيز التنفيذ بفتح تلك المستودعات وتسليح النافرين الجدد، ليتم توزيعهم على نقاط الرباط ويشاركوا في صد تقدمات الجبهة، بعد الاستنزاف الكبير للجبهة جراء المعارك الشرسة التي نخوضها مع إخواننا المجاهدين في حلب».
تصريحات «أبو أنس» واعترافاته بتعمد اقتحام المعسكرات، أظهر مؤشرات هامة على الساحة السورية، أولها أن تلك الميليشيات تعاني من نقص حاد في الأسلحة ومشاكل كبيرة وهو ما يؤكد نجاحات الجيش السوري في حربه ضد الفصائل.
ثانيًا: احتدام الشقاق بين الفصائل وتجمعها لمواجهة سرايا بعينها، وهو ما أسموه إجبارهم على الانصياع لقيادة الجيش، يدعم ذلك، بيان سيف الرعد، رئيس المكتب الإعلامي في فيلق الشام، على «تويتر»، الذي اتهم فيه الجبهة وكتائب أبو عمارة، بنهب مقرات الفيلق.
واستكمل: «من بقي من المجاهدين داخل حلب يقاومون بكل استطاعتهم منعا لسقوط المدينة، ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل ذلك، مع قلة إمكانياتهم وعتادهم، ثم نتفاجأ بوجود فئة باغية اعتادت أن تقتات على المجاهدين وسلاحهم وطعامهم ومقراتهم».
وفي منشور أخر لإدريس الرعد، القيادي في الفيلق، إن ما يتم تداوله أن هناك قرارًا من مجلس قيادة حلب بمداهمة مقر لفيلق الشام ومصادرة سلاحه، هو كذب محض ولا صحة له، حسب قوله.
وفي سياق متصل، أعلنت الميليشيات السورية رفضها لمقترحات التهدئة والانسحاب من كامل المناطق الشرقية التي بقيت محاصرة فيها بمدينة حلب، بعد دعوات موسكو إلى محادثات مع واشنطن لوقف القتال شرط انسحاب المعارضة.
وقال مسؤول كبير في المعارضة السورية المسلحة يدعى زكريا ملاحفجي، إن الفصائل المقاتلة بحلب أبلغت مسؤولين أمريكيين بأنها لن تترك المدينة، بعد تساؤلات الأمريكيين عن توجههم للخروج أو البقاء في المدينة والصمود أمام الهجوم العنيف.
من جانبه أكد الجيش السوري على مواصلة حربه على الميليشيات وأن القوات مصممة على مواصلة السيطرة على كامل حلب بعد السيطرة على أجزاء واسعة من الأحياء الشرقية.
يشار إلى أنه من المقرر أن يصوت مجلس الأمن، اليوم، على مشروع قرار يطالب بهدنة مبدئية لمدة 7 أيام في حلب، يمكن تجديدها بعد ذلك، ولكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا التي تتمتع بحق النقض ستستخدم الفيتو لمنع صدور القرار.