الفاجومي «عم نجم» ثائر عبر الأجيال وصاحب الكلمة البسيطة (بروفايل)
الإثنين، 05 ديسمبر 2016 02:29 ص
"سكة ومحسوبه علينا.. نطويها جيل ورا جيل.. ع الشوك نفرد خطاوينا.. في الليل تضوى القناديل.. حوالينا قلوب حبابه.. ومعانا العقل دليل.. والشمس تصب صبابه.. والمنبع نهر النيل.. وإن لاموا علينا.. يلوموا.. ما لهمش علينا سبيل.. ما هو شوك العشق.. ملامُه.. والشوك في الورد أصيل.. ودوني ع السبيل".
ربما بساطة كلماته وقوة معانيها، ما جعلت منه أحد أهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثوار الكلمة، واسم بارز في الفن والشعر العربي الملتزم بقضايا الشعب والجماهير الكادحة، وبسبب ذلك سُجن ثمانية عشر عامًا.
هو أحمد فؤاد نجم، الذي يترافق اسمه مع الملحن والمغن الشيخ إمام، حيث تتلازم أشعار "نجم" مع غناء "إمام" لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة يونيو 1967.
- ألقاب وانجازات
قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراجون: إن فيه قوة تسقط الأسوار، وأسماه الدكتور علي الراعي "الشاعر البندقية".
في عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرًا للفقراء.
- النشأة
ولد أحمد فؤاد نجم، لأم فلاحة أمية من الشرقية (هانم مرسى نجم) وأب يعمل ضابط شرطة (محمد عزت نجم)، وكان ضمن سبعة عشر إبن لم يتبق منهم سوى خمسة، والسادس فقدته الأسرة التحق بعد ذلك بكتّأب القرية كعادة أهل القري في ذلك الزمن.
أدت وفاة والده إلى انتقاله إلى بيت خاله "حسين" بالزقازيق، حيث التحق بملجأ أيتام 1936 - والذي قابل فيه عبد الحليم حافظ- ليخرج منه عام 1945 وعمره 17 سنة، بعد ذلك عاد لقريته للعمل راعي للبهائم ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته.
- سجنه وأول أعماله
بعدها بسنوات عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية وساعد الفدائيين في عملياتهم، بعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها فاستجاب "نجم" للدعوة وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي، وفي تلك الفترة قام بعض المسؤولين بسرقة المعدات من الورشة وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء مما أدى إلى الحكم عليه 3 سنوات بسجن قره ميدان، حيث تعرف هناك على أخوه السادس (على محمد عزت نجم)، وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية (صور من الحياة والسجن)، وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن.
- الثنائي الفني
بعد خروجه من السجن عُين موظف بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، بعد ذلك تعرف على الشيخ إمام في حارة حوش قدم (معناها بالتركية قدم الخير) أو حوش آدم بالعامية ليقرر أن يسكن معه ويرتبط به حتى أصبحوا ثنائي معروف وأصبحت الحارة ملتقى المثقفين. من أهم أشعار أحمد فؤاد نجم كتابته عن جيفارا رمز الثورة في القرن العشرين، كما حصل الشاعر على المركز الأول في استفت.
- يناير والرحيل
عاش "نجم" مكافحًا ومناضلًا لكلماته، حتي شهدها تتجسد علي أرض الواقع بثورتي الـ25 من يناير والـ30 من يونيو، ليرحل بعد الثورة الأخيرة وكأنه يعلن للجميع أنه قد أنهي رسالته، تاركًا لنا إرثًا لن نضل من بعده مجددًا، من كلمات.