«الأزهر ومراجع الشيعة» تاريخ طويل من الحوار دون جدوى (تقرير)

الإثنين، 05 ديسمبر 2016 12:11 ص
«الأزهر ومراجع الشيعة» تاريخ طويل من الحوار دون جدوى (تقرير)
صورة أرشيفية
حسن الخطيب

يمتد تاريخ التقريب بين المذاهب الإسلامية السنية والشيعة لسنوات طويلة، ويقود الأزهر حملات التقريب عن مذهب أهل السنة، بينما تقوده المرجعيات عن الشيعة.

وكان الحوار الأول في العصر الحديث بين المذاهب الإسلامية، في القرن التاسع عشر عندما دعا جمال الدين الأفغاني إلى منهج توحيد المذاهب الإسلامية، وكان تلميذه الإمام محمد عبده يميل إلى التقريب بين المذاهب.

وفي أربعينيات القرن الماضي تجدد الحوار بين الأزهر الشريف، وبين بعض مراجع الشيعة الإيرانيين، وكان ذلك سببا في تأسيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية.

وفي الخمسينات تجددت الدعوة مرة أخرى للحوار والتقريب بين المذاهب الإسلامية علي يد الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر، والمرجع الإيراني محمد تقي الدين القمي، وعدد من علماء الأزهر، وكانوا يتحاورون ويتدارسون نقاط الخلاف والاتفاق بين السنة والشيعة واستطاعوا التلاقي في كثير من القضايا.

وعلى خلفية هذا الحوار أصدر الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت في الستينيات، فتوي أثارت جدلا كبيرا، حيث أجازت الفتوي التعبد بمذهب الشيعة الإمامية، كما قرر شلتوت تدريس الفقه الشيعي الإمامي في الأزهر أسوة بالمذاهب الفقهية الأربعة التي تدرس فيه، وظل المذهب الشيعي يدرس في الأزهر حتى مجيء الدكتور جاد الحق على جاد الحق الذي ألغى تدريس المذهب الشيعي، وعلق الحوار حتى يتخلى الشيعة عن مبادئهم المسيئة لأهل السنة.

كما أصدر جاد الحق بيانات من مشيخة الأزهر، وكتب حول حقيقة المذاهب الشيعية ولاسيما الشيعة الإمامية الاثني عشرية، وادعائاتهم من تكفير الصحابة وسبهم، وسب أمهات المؤمنين، ومبديء التقية، والإمامة، ودعا شيخ الأزهر غلاة الشيعة بترك هذه الجرائم العقائدية حتى يكون هناك حوار بين الأزهر ومراجع الشيعة.

وفي العام 1990 تأسس بإيران المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بهدف فتح آفاق رحبة للحوار والتقريب بين المذاهب بالإضافة لإقامة مؤتمرات ونشاطات للتقريب بين المذاهبالإسلامية.

وقد تأسس هذا المجمع بأمر من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي الذي عين أمينه العام وأعضاء مجلسه الأعلى، ويترأسه حاليا آية الله محسن الآراكي، خلفا لآية الله التسخيري، الشخصية المعروفة في مجال التقريب بين الشيعة والسنّة، والذي كان نائبا ليوسف القرضاوي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وعندما جاء الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، أول مافعله جدد الدعوة بالحوار بين الأزهر والشيعة، وأكد على عدم وجود اي خلاف في الأركان أو الجوهر أو الاصول بين السنة والشيعة، فكلاهما مسلمون.

ويرى طنطاوي أن مابينهما من خلاف فهو بسيط، فهو خلاف في الفروع وليس الاصول المتفق عليها للاسلام، وهو مايمكن تداركه من خلال الحوار البناء بين علماء الجانبين، وأن كل من يحاول إشاعة الخلاف بين السنة والشيعة فهو مأجور، وكان يرى أن التقريب بين المذاهب أمر إيجابي يجب السعي إليه، فهو من التعاون على البر والتقوى

وقد تم عقد لقاءات وحوارت موسعة بين الأزهر ومراجع الشيعة في عهده، كما كان هناك تعاون مع ايران لتبادل العلماء والباحثين والمحاضرين والتعاون بين مجمعي البحوث الاسلامية في البلدين لما فيه خدمة الاسلام وتبادل الآراء، وقابل طنطاوي رئيس بعثة رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة، والملحق الثقافي لإيران.

وعلى هذا النهج سار الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الحالي، والذي أطلق منذ توليه شياخة الأزهر عدة دعوات للتقريب بين السنة والشيعة، والجلوس على مائدة حوار مع مراجع الشيعة، وكان يقول «أنا رجل أزهري حتى النخاع والأزهر هو الذي بدأ مهمة التقريب بين السنة والشيعة وله في ذلك تاريخ قوي، واستطاع فعلا أن يقضي على الحساسيات والتوترات التي نشأت الآن، أو تنشأ الآن ونعاني منها الآن فنحن سنواصل نفس الطريق في التقارب أو التقريب الفكري بين المذهب السني والمذهب الشيعي».

ويرى الطيب أن الخلاف بين السنة والشيعة كالخلاف بين المذاهب السنية كالمالكية والحنفية والشافعية، وقد التقى رئيس إيران السابق أحمدي نجد خلال زيارته لمصر في 2012، وزارا معا مسجد وضريح الإمام الحسين.

وحتى وقت قريب يطلق شيخ الأزهر بين الحين والآخر، دعوات للجلوس على مائدة حوار بين السنة والشيعة ولكن كافة الدعوات والحوارات لم تقدم شيئا أو تضيفه، وجميعه ذهب سدى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق