كاتب أمريكي: ترامب أقحم تايوان مجددا على الطاولة مع الصين
الأحد، 04 ديسمبر 2016 01:39 م
قال الكاتب الأمريكي مارك لاندلر، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أقحم تايوان مجددا على طاولة الملفات بين الولايات المتحدة والصين، وذلك بعد الاتصال الذي جرى أمس الأول بينه ورئيسة تايوان، والذي يعد كسرا للأعراف الأمريكية في هذا السياق.
وأشار لاندلر، في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن تايوان فقدت في العقدين الأخيرين مكانها على قمة الملفات الساخنة في العلاقة المقعدة بين واشنطن وبكين -التي ترفض استقلال تايوان وتعتبرها إقليما منشقا- لافتا إلى أن اللقاءات التي جمعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الصيني شي جين بينج لم تعط الأولوية للملف التايواني مقارنة بقضايا أخرى أكثر إلحاحا كالتجارة والقرصنة الإلكترونية والتحرك الصيني في مناطق متنازع عليها ببحر الصين الجنوبي.
ووصف الكاتب الأمريكي المكالمة التي أجرتها معه الرئيسة التايوانية تساي إينج وين، أمس الأول، لتهنئته بالفوز بالرئاسة بأنها "كاسرة للبروتوكول"، لافتا إلى أنه منذ لقاء الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون والزعيم الصيني ماو تسي تونج عام 1972 حينما أصدرا إعلان شنجهاي الذي أقر بسياسة "الصين الواحدة"، لم يخالف أي رئيس أمريكي الوضع الدبلوماسي القائم مع الصين فيما يخص تايوان إلى أن جاء ترامب.
وتعترف واشنطن بمقتضى إعلان شنجهاي بحكومة بكين باعتبارها الحكومة الوحيدة للصين، وسحبت معداتها العسكرية من تايوان بموجب هذه الاتفاقية، غير أنها ترتبط بعلاقات غير رسمية مع تايوان وتواصل بيع الأسلحة لها، دون تواصل مباشر بين قادة الولايات المتحدة وتايوان، وفقا لما هو معلن.
من جانبه، قال جون هانتسمان السفير الأمريكي الأسبق لدى بكين إن "تايوان على وشك أن تصبح ملمحا أكثر بروزا في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين"، مضيفا: "كرجل أعمال، اعتاد دونالد ترامب البحث عن ممارسة الضغط في أي علاقة، وعلى الأرجح فإن ترامب الرئيس يرى تايوان كوسيلة ضغط مفيدة".
وبيّن لاندلر أن التحرك الاخير من جانب ترامب كان له تأثيره على المدى القصير، مشيرا إلى أنه أحدث هزة في آسيا، إذ كشف مسئول بارز بالإدارة الأمريكية أن ممثلي العديد من الدول الآسيوية اتصلوا بالبيت الأبيض، أمس، للتعبير عن قلقهم في ضوء التطور الجديد، والذي قدمت الصين احتجاجا شديد اللهجة عليه.
أما على المدى الطويل، فينقل الكاتب عن مسئولين بالإدارة الأمريكية تخوفهم من ألا تقتصر الحلقة الأخيرة على ما يخص قضية تايوان فقط، وإنما أن يمتد أثرها ليؤجج توترات في العلاقات التجارية وأزمة بحر الصين الجنوبي.
وعلى جانب آخر، نفى مسئول بمنظمة ترامب للأعمال أن تكون شركات الرئيس المنتخب تعتزم الدخول في مشاريع على جزيرة تايوان، وذلك بعد انتشار تقارير إعلامية عن استثمارات محتملة لترامب في تايوان بعد المكالمة الهاتفية بينه وبين الرئيسة التايوانية.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن ممثل عن منظمة ترامب قوله: "لم تكن هناك زيارات مصرح بها إلى تايوان نيابة عن فنادق ترامب لأغراض التطوير، وليست هناك أية محادثات نشطة".
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن استثمارات محتملة لترامب في تايوان، شددت على الحساسيات السياسية إزاء المصالح العالمية لشركات ترامب على مستوى الأعمال، بعد وصوله للسلطة.