«الدعوة السلفية» تدعم الإرهابيين وترحب بـ«جيش حلب» (تقرير)
الجمعة، 02 ديسمبر 2016 03:51 م
بينما كانت قوات النظام السوري تتقدم داخل مدينة حلب ضمن الصراع المسلح الذي تشهده المدينة منذ شهرين، تخلت الجماعات الإرهابية المسيطرة على أجزاء من المدينة عن أسمائها معلنة جميعها فجر الخميس عن تشكيل كيان جديد يدعى «جيش حلب»، ليمثل التقارب المرحلي بين هذه الجماعات المختلفة التي فقدت نصف الأراضي التي سيطرت عليها بحلب لصالح النظام.
على الجانب المصري، كانت الدعوة السلفية تراقب المشهد السوري الحلبي، لتعلن فور الكشف عن «جيش حلب» عن ترحيبها به واستبشاره بأنه سيكون فرصة لتقدم قوات الإرهاببين على حساب النظام.
وبغض النظر عن مدى نجاح هذا الجيش الذي يضم حركات تجمعها الايدلوجية وتفرقها المصالح، إلا أن موقف الدعوة السلفية يطرح تساؤلات حول قراءة الدعوة للمشهد السوري وسبب دعمها لجماعات ثبت قيامها على مرجعية متشددة.
وفي سبيل ذلك استخدمت الدعوة نوافذها الإعلامية مثل موقع أنا السلفي، وجريدة الفتح الأسبوعية، للتعبير عن دعمها للإرهابيين في سوريا، إذ نشر موقع «أنا السلفي» خبر توحيد المعارضة المسلحة بنوع من الترحيب، مستعينًا في ذلك بما ذكرته قناة الجزيرة القطرية في هذا السياق، والمتهمة أيضا بدعم الإرهابيين في سوريا.
ولا يعتبر موقف الدعوة من جيش حلب هو الأول، إذ أفصحت الدعوة عن أكثر من موقف أبدت فيه دعمها للمعارضة دون التطرق لأي تحفظ على أفكارها المتطرفة ما يلمح إلى رضا الدعوة السلفية على هذه الأفكار.
في نفس السياق ترددت أنباء خلال أكتوبر الماضي تشير إلى تورط الدعوة السلفية في مصر، وحزب النور في جمع تبرعات بشكل سري لصالح المعارضة المسلحة، وذهبت الأنباء وقتها إلى أن الدعوة جمعت الأموال تحت مسمى دعم أسر سلفية ودعم القواعد الشبابية في الحزب إلا أن الحقيقة أن هذه الأموال تم نقلها للمعارضة في سوريا.
وتطرق الأنباء وقتها إلى أن الخطوة جاءت بضغط من شباب الدعوة الذي كانوا يرون ضرورة دعم المعارضة التي يعتبرون عناصرها مجاهدين، لا سيما انتقال عدد من الشباب إلى سوريا في أول سنوات الأزمة.
وبسؤال الدعوة عن شبة تورطها في دعم الإرهابيين، رفض مصدر سلفي بالإسكندرية التعليق عليها، قائلُا إن من يحاربون في سوريا ليسوا إرهابيين لكنهم يدافعون عن الدين.
ونفى المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن يكون للدعوة شباب في سوريا، قائلًا إن الدعوة نظمت دورات توعية لشبابها في أعقاب الإعلان عن «داعش» لتوضيح لهم مدى كذب التنظيم «الداعشي»، مشيرًا إلى أن هذه الدورات تم تنظيمها في أكثر من محافظة وهو يعتقد أن تكون قد أتت بثمارها.
على الجناب الآخر قالت أمال كمال، الباحثة في العلوم السياسية، لبوابة «صوت الأمة»، إن موقف الدعوة السلفية من الأوضاع في سوريا ملتبس وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى تورطها في دعم الإرهابيين.
وأوضحت أن الدعوة طالما ما اتهمت بالتشدد ليأتي موقفها من سوريا ليدعم هذا الرأي، مشيرة إلى أن احتمالات جمع تبرعات لصالح المعارضة من قبل الدعوة وحزبها أو حتى سفر عناصر منها إلى سوريا ليس مستبعد.