4 وجوه لـ«فتحى عبدالوهاب» فى «بس إنت مش شامم»
الخميس، 01 ديسمبر 2016 01:20 م
يقدم فتحى عبدالوهاب، من خلال مسرحية «بس إنت مش شامم» 4 شخصيات مختلفة ترصد الواقع المصرى خلال سنوات طويلة، من خلال التركيز على «البالوعة»، التى يهوى فيها مجموعة كبيرة من الأشخاص، الذين ينجرفون وارء أفكار ومعلومات لا يعرفون لها أى أساس من الصحة.
المشترك بين الأربعة هو أنهم شخصيات مثقفة جداُ، وأشخاص متمسكون بالمكون الحضارى، والثقافى، والوجدانى المصرى المتأصل بالثقافة المصرية، ولم يخترقوا أو يتأثروا بأى ثقافات وافدة، سواء من الشرق أو الغرب، وهو ما دفعهم للتمسك بآرائهم، والوقوف ضد التغيير فى الهوية المصرية. بالإضافة إلى أن تمسك الثلاث شخصيات القديمة بالثقافة، نجاهم من فكرة السقوط فى «البلاعة»، ومعنى التمسك بالثقافة هنا هو الثقافة بمعناها الأشمل، مثل ثقافة السينما، ثقافة الاستماع للمطربين الكبار، لأن الثقافة هى البطاقة الأصلية للمصريين، وهى التى من الممكن أن نعبر من خلالها كل الأزمات.
1- البطل الرئيسى للمسرحية شخص يعيش فى مرحلة مقبلة، ويشعر بمرور الوقت أنه يعيش فى زمن غير الزمن، ويشعر فى الوقت نفسه بأن من هم حوله مختلفون عنه ولا يشتركون معه فى أى شىء، وهو الأمر الذى دفعه إلى البحث عن أشخاص آخرين يفهم لغتهم وطبيعتهم وطريقتهم فى الحياة، ومن خلاله نرى التاريخ الذى يحاكيه فى العمل، والذى يتميز بتقديم 3 فترات من تاريخ مصر الحديث.
2- راضى سليمان حمدى صاحب مكتبة فى أحد الشوارع القديمة الموجودة فى مصر بالأماكن الشعبية، وصل من العمر إلى أواخر الثمانينات، وهو يرى أنه يجب عليه مساعدة كل من حوله على القراءة لكى يفهموا الدنيا، وأمور المجتمع من حولهم، ويلاحظ أن هناك «بلاعة» مفتوحة يهوى فيها كل من يبتعد عن التفكير والقراءة، لذلك يحاول أن ينصح الناس بتجنب السقوط فى هذه «البلاعة»، لدرجة أن البعض يتخيل أنه مجنون، وينتهى الأمر بإخلاء المكتبة الخاصة به لصالح شخص عائد من الخليج، يقوم بتحويلها إلى محل خاص بالـ«عبايات الإسلامية».
3- الشخصية الثالثة «نبيل» الذى يعيش فى أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، ويسكن فى المنطقة الشعبية نفسها التى تواجد بها صاحب المكتبة، وهو خريج فنون جميلة، ويقوم بعمل العديد من المنحوتات والأعمال اليدوية، والتماثيل الفرعونية، وينتهى به الأمر بتكسير محله من بعض الأشخاص لادعائهم أنه يتاجر فى الأصنام وذلك بعد لجوئه إلى الإعلام حتى تتم تغطية البالوعة بعدما فشلت حيله برفع لافتة لحماية المارة من السقوط.
4- الشخصية الرابعة «أدهم» هو مخرج سينما تسجيلية، يعيش فى منتصف الألفية الثالثة، ينتمى إلى التيار الذى بدأ فى الانفصال عن الواقع، بمعنى أنه بدأ ييأس من فكرة عدم رؤية الناس للـ«بلاعة»، خاصة أنها بدأت فى التوسع.