دولة «الخلافة الجديدة لداعش».. نفوذ «تحت حصار التهديدات»
الخميس، 01 ديسمبر 2016 12:07 م
منذ اليوم الذي توقف فيه تنظيم داعش عن توسيع نفوذه واقتصار عملياته في نطاق الدفاع عن مناطق وجوده، ظهرت القراءات التي تشير إلى قرب إعلان داعش عن خلافة جديدة لكن في منطقة خارج الشرق الأوسط، وسط مخاوف داخل التنظيم من تكاتف القوى الدولية لتحجيم نفوذه.
البعض تنبأ بأن تكون باكستان مكانًا مناسبًا لعمليات التنظيم، لكن الخبير في المركز الدولي لتحليل الإرهاب أوتسو إيهو، قال أمس الأربعاء، إن الفلبين الأقرب إلى ذلك، محددًا 2017 موعدًا للإعلان عن الخلافة المزعومة، وقال:«من الصعب أن نحدد متى في 2017 على وجه التحديد».
ورغم أن البعض يحسب لـ«داعش»، قدرته على تأسيس خلافة جديدة رغم التراجع الذي يعانيه في سوريا والعراق، إلا أن فشل خلافته في سوريا تحديدًا يعد خسارة كبيرة للتنظيم، حتى لو كوّن كيان جديدة في منطقة أخرى.
ويرجع ذلك إلى النصوص الدينية التي استعان بها داعش عن أن الشام هي أرض الخلافة، ما يعنى أن إقامة خلافة في الفلبين مثلًا لن تكون بمكانة خلافة الشام، علاوة على حاجة التنظيم وقتها لتقديم أدلة دينية تقنع أتباعه بشرعية هذه الخلافة.
ويتكون الكيان الداعشي الناشئ في الفلبين من 10 جماعات أبرزها: كتيبة "أبي دجانة" التابعة لحركة أبي سياف الإسلامية، وكتيبة أبي خبيب، وكتيبة جند الله، وكتيبة أبي صدر، فيما تورط التنظيم في قتل 289 جنديًا فلبينيًا في النصف الأول من العام الجاري، منهم 100 جندي تمت تصفيتهم في أبريل.
لماذا الفلبين؟
ومنذ الإعلان عن داعش في سوريا والعراق جذب فكر التنظيم جماعات متشددة في الفلبين، واتجهت إلى الجنوب كمكان بعيد عن الأمن ولا يمكن تعقبهم فيه بسهولة، لاسيما الطبيعة الجغرافية للمكان وهي غابات تسمي «منداناو».
وفي إصدار استعراضي لـ«داعش»، منتصف العام الجاري مدته 21 دقيقة، تمكن التنظيم من التأكيد على تواجده في الفلبين، وطالب على لسان عناصر له المسلمين في إندونيسيا وماليزيا وتايلند بالسفر للفلبين وإعلان البيعة لأبو بكر البغدادي، زعيم داعش، أو على الأقل إعلان البيعة من مكانهم وتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولهم.
الفلبين والتحديات
تقع الفلبين جنوب شرق القارة الآسيوية، وهي عبارة عن أرخبيل مكون من 7107 جزيرة، تحده تايوان إلى الشمال عبر مضيق لوزون، وفيتنام إلى الغرب عبر بحر الصين الجنوبي.
ويمثل قيام كيان «داعشي»، في هذه المنطقة تهديدًا لكثير من دول القارة علاوة على استراليا، التي قد تتعرض لعمليات إرهابية أوسع في حالة صحة الترجيحات، بنشوء كيان «داعشي»، في الفلبين.
هذه التهديدات قد تجعلنا نتخيل إن دول المنطقة قد تتعاون لتحول دون قيام خلافة داعشية، إلا أن الصين تحديدًا وحدها قد تهتم بهذا الأمر لبعد الفلبين عن سواحلها الجنوبية بمسافة 800 كيلومتر.