الدكتور سالم عبد الجليل لـ «صوت الأمة»: مؤتمرات الأزهر تخاطب نفسها.. الفكر التكفيري يحتاج مواجهة من نوع خاص.. لا يصح لوزير الأوقاف الخروج عن عباءة «الطيب».. واتفق مع ما قاله «البحيري»

الخميس، 01 ديسمبر 2016 11:55 ص
الدكتور سالم عبد الجليل لـ «صوت الأمة»: مؤتمرات الأزهر تخاطب نفسها.. الفكر التكفيري يحتاج مواجهة من نوع خاص.. لا يصح لوزير الأوقاف الخروج عن عباءة «الطيب».. واتفق مع ما قاله «البحيري»
صورة أرشيفية
منال القاضي

انتقد الدكتور سالم عبد الجليل، القائم بأعمال وزير الأوقاف أثناء رئاسة المستشار عدلي منصور، دور المؤسسات الدينية في التصدي للأفكار المتطرفة، مطالبًا بتشكيل لجنة من علماء الأزهر لتحاور كل من يفتي دون علم أو خطأ، كما طالب بضرورة تطوير المناهج الأزهرية لتواكب العصر، وأن يقتصر دور الأزهر على العلوم الدينية وحدها، ومطالبًا كذلك بابتعاد الأزهر عن السياسة.

وانتقد عدم وجود فضائية خاصة بالأزهر، وعلمائه تواجه فوضى الفتاوي في الفضائيات، مشيرًا إلى أنه لا يعلق على الحكم القضائي الصادر ضد إسلام البحيري، وأنه لا يختلف معه فيما طرحه لكنه لا يتفق مع طريقة طرحه، منتقدًا معاهد إعداد الأئمة التابعة لوزارة الأوقاف، ومؤكدًا أنهم «مهانون» ويعانون من عدم التقدير المادي والمعنوي.

-ما تقييمك لدور الأزهر وتعدد مؤتمراته لمواجهة فوضى الفتاوي؟
الأزهر دائمًا يواجه سيل الفتاوي الشاذة والآراء الغريبة، خاصة في الآونة الأخيرة مع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة التي أتاحت فرصة كبيرة لترويج الآراء الشاذة، وليست مؤتمرات الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء هي الحل الوحيد لمواجهة الأفكار المتطرفة، ولو استمر الاعتماد عليها وحدها فلن نجني أي ثمار، لأنها تخاطب نفسها ولا تخاطب أصحاب الفكر المتطرف، لأنهم في الأصل لن يستمعوا لها، وإن كانت هي إحدى الركائز الأساسية لمواجهة الفكر المتطرف، فهي تعد جزئية بسيطة من عدة مقومات أهمها التأكيد على الدراسة في الأزهر، واقتصارها على المواد الشرعية مع استبعاد المواد العلمية، والتركيز على اللغات والمواد الثقافية.

-ما رأيك في جولات شيخ الأزهر الخارجية؟
هي جولات لها مردود ولا يجب الاستهانة بها لاستعادة مكانة مصر عالميًا، وهي جولات لدواعٍ سياسية في محاولة لإعادة مصر وعلاقاتها دوليًا وأن يكون لها وجود عالمي، ومن الطبيعي أن يكون الأزهر جزءًا من هذه السياسة، وأحيي شيخ الأزهر على نجاح زياراته الخارجية والندوات والمؤتمرات التي شارك فيها، فهي لها نتائج طيبة لإعادة وجود مصر.

-كيف ترى علاقة الأزهر بالسعودية والإمارات، هل تعود عليه بتغيير مناهجه امتدادًا لتلك الدول؟
الأزهر مؤسسة دينية قديمة وكبيرة ولها مكانتها عالميًا، ولا تفرق بين دولة وأخرى أو بين مؤسسة دينية وأخرى، فالأزهر له قاعدة ثابتة ولا يتأثر بالعلاقات السياسية الخارجية، فالمفترض أن يكون دور ديني فقط، عن طريق نشر وسطية الإسلام، ولا يجب إقحامه في خلافات سياسية مع الدول، على سبيل المثال إيران وتركيا، لأن الأمور السياسية لا تحل بالدين، ولا يجب قطع علاقات الأزهر مع الدول لأية أسباب، لأن هذا بعيد عن اهتمامات الأزهر.

-كيف ترى علاقة الأزهر بوزارة الأوقاف؟
منذ كنت طالبًا بجامعة الأزهر، وخلال عملي وكيلًا لوزارة الأوقاف على مدار 8 سنوات متتالية، ثم قيامي بتسيير أمور الوزارة في فترة تولي المستشار عدلي منصور، رئاسة الدولة، أرى وجود حالة من التناغم كبيرة بين أربع شخصيات بالأزهر الشريف، وهم شيخ الأزهر بصفته أنه أستاذ لكل قيادات الأزهر، والمفتي، ووزير الأوقاف، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

ولكن لأول مرة في تاريخ الأزهر يأتي وزير الأوقاف الحالي محمد مختار جمعة، بآراء وأفكار بعيدة عن الأزهر، وما حدث بينه وبين شيخ الأزهر لم يحدث من قبل، وهو الوزير الوحيد الذي خرج عن عباءة شيخ الأزهر، ولكنه عاد لصوابه لأنه لا يجب الخروج عن شيخ الأزهر فهو بمثابة والد لكل الأزهريين.

-ما أسباب عدم توليك وزارة الأوقاف رغم تسيير أعمالها أسبوعًا؟
بالفعل كلفت بمنصب وزير الأوقاف بالحكومة الانتقالية في عهد الرئيس عدلي منصور بعد ثورة 30 يونيو، وكلفت بإدارة مهام الوزارة لمدة أسبوع فقط كوزير، وأبلغت بأن أحلف اليمين بالرئاسة ولكن تم إبلاغي قبل حلف اليمين بدقائق بأن الظروف اختلفت وجاء التشكيل الوزاري بمحمد مختار جمعة، رغم أنه كان يعمل مستشارًا لرئيس الجمعية الشرعية، وأنا كنت وكيلًا للوزارة 8 سنوات وعلى علم بكل خفاياها.

-ما تقييمك لأداء مراكز تدريب الأئمة التابعة لوزارة الأوقاف؟
الطالب يتخرج في الجامعة ليس له أي دراية بالعمل الدعوي، وفي المقابل لا تعطي وزارة الأوقاف الأئمة حقوقهم المادية والأدبية، سواء في التدريب على أسلوب علمي راقٍ متطور، فهي تدربهم في قاعات هي في الأصل «بدروم» أسفل مسجد النور بالعباسية، بخلاف مرتباتهم المتدنية، فالإمام «مهان»، ولا أحمل العبء على الوزارة وحدها، لأن عدد الأئمة بلغ 50 ألفًا، وأطالب الرئيس السيسي، وشيخ الأزهر، بالاهتمام بتطوير مستوى الأئمة لإخراج إمام قادر على نشر الدعوى بطرق صحيحة تتناسب مع العصر، ولذلك لا بد من تحسين أوضاعهم المالية.

-لماذا يتجه علماء الأزهر للفضائيات بعيدًا عن منابر الأوقاف؟ ولماذا لا يطلق الأزهر قناة لعلمائه؟
نحن علماء الأزهر نتجه للقنوات الفضائية لنشر الدعوى ومواجهة الأفكار المتشددة، ونتساءل لماذا الأزهر يحدد قناتي أزهري والقاهرة والناس، لبث البرامج الدينية، ونطالب ببث قناة الأزهر لتكون المنبر الوحيد لعلماء الدين الأزهريين.

-ما تعليقك على العفو عن إسلام البحيري؟
لا نتدخل في أحكام القضاء ولا يجب التعليق عليها، لكن قبل أن نطالب بمحاكمة من يدلي بآرائه يجب تشكيل لجنة من علماء الأزهر يتغير أعضاؤها كل فترة، لمناقشة مثل هذه الآراء وتحليلها، حتى يدرك صاحب الرأي خطأ ما قاله من فتوى أو رأي، ما سيساعده على إعلان توبته.

-ما موقفك من الجدل الدائر حول قانون إزدراء الأديان وما دور اللجنة تجاهه؟
كان يجب على اللجنة الدينية تفسير نص مادة قانون ازدراء الأديان قبل أن تقرأه، وأطالب الدكتور أسامة العبد، بصفته رئيس اللجنة، والدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس للشئون الدينية، بتفسير نص المادة، وتقديم تعريف واضح ومحدد لها، ولا بد من دراسات كافية لمعرفة معنى هذا المصطلح، ولا اختلف مع ما قاله إسلام البحيري، لكني أختلف معه في طريقة عرض رأيه بشكل غير صحيح، ولا بد أن يقوم مجمع البحوث الإسلامية بدوره مع اللجنة الدينية في تحليل وتصحيح قانون إزدراء الأديان.

-هل ترى أن تغيير مناهج الأزهر هو الحل؟
نريد تطوير المناهج الأزهرية لتجديد المصطلحات حسب التغيرات العصرية مع مراعاة المرحلة الزمنية لعمر الطالب، وتشكيل لجنة مختصة للتطوير على أعلى مستوى من العلماء، تبدأ الاهتمام بالطالب منذ مرحلة الروضة في تحفيظ القرآن ودراسة المواد الشرعية.

وقد اختلفت مع الشيخ سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الراحل، لأنه ألّف كتاب فقه أتى بنتيجة سلبية لأنه أيد رأي من آراء الأئمة، وأصبح الطالب في حالة تشتت، ولذلك أطالب بأن يلقي علماء الأزهر وأساتذته الخطب في مساجد الجامعة، بدلًا من إمام الأوقاف، لأنهم أقدر على توصيل العلم للطالب الذي يدرس له، ويخلق نوعًا من العلاقة الجيدة بين الطالب والأساتذة، لكي لا ينجح أصحاب الفكر المتشدد في جذب طلاب الأزهر لهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق