حمى التسوية تربك صفوف الإسلاميين.. ماذا ستعيده عليهم حتى يتحمس لها الجميع؟ الوطن والبناء والتنمية يدفعون باتجهها... وخبراء: مصرون على استغلال الإخوان لهم

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 03:47 م
حمى التسوية تربك صفوف الإسلاميين.. ماذا ستعيده عليهم حتى يتحمس لها الجميع؟ الوطن والبناء والتنمية يدفعون باتجهها... وخبراء: مصرون على استغلال الإخوان لهم
احزاب الإسلاميين
سارة الحارث

لم تعد جبهة القائم باعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية محمود عزت، وحدها الداعية لعقد تسوية مع النظام الحالي، إذ قررت أحزاب الإسلاميين مثل البناء والتنمية والوطن الخروج من ظل المرحلة السابقة التي دخلتها منذ الإطاحة بحكم الإخوان وعادت إلى النور عبر بيانات ومبادرات تعرب فيها عن موافقتها المبدئية على خيار التسوية.

رغم تحفظ هذه الاحزاب على هذا الاختيار قبل عام مثلًا إلا أنها ترى الأن إنه الحل الوحيد والباقى أمام تيار الإسلام السياسي في مصر، فالجماعة الإسلامية ومعها حزب البناء والتنمية كانت أول من رد على تصريحات "منير" باستعداد الإخوان لتقديم تنازلات، إذ عرضت الجماعة على الإخوان الدعوة لمؤتمر وطني.

وجاءت المبادرة في رسالة موجهة من سيد فرج، القيادي بالجماعة، إذ اشترط على الحاضرين في المؤتمر أن يتفقوا على حتمية الوصول لتصور يضمن تحقيق العدالة الانتقالية، ولا سيما "الاتفاق على عقد اجتماعي جديد ينظم المرحلة الانتقالية طويلة الأمد يتحقق فيها الاستقرار والاستمرار والنهضة المجتمعية والاقتصادية والمصالحة والسلم الاجتماعي".

وفي وقت لاحق كان بيان حزب الوطن الذي اجتمع السبت الماضي برئاسية عماد عبد الغفور رئيس الحزب، وتوصوا إلى حتمية الدفع باتجاه المصالحة والمهادنة مع الدولة، مع إقامة مراجعة "شاملة وجادة" لمجمل السياسات المتبعة من كافة الأطراف على الساحة.

وفي ظل هذه التحمس الإسلامي نحو المبادرة بقى السؤال عما ستضيفه لهم، وهو ما استعرضه مركز المزماة للدراسات السياسية المعنية بحركات الإسلام السياسي في المنطقة، إذ نشر المركز في مقالة منشورة على موقعه الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، إن هذه الجماعات وعلى رأسها الإخوان لجأت إلى المصالحة بعدما فشلت كل سُبلها، وباتت مضطرة على الصلح كمحاولة أخيرة للبقاء.
ولفت إلى أن فشل دعوات 11 نوفمبر التي تسترت خلف شعار "ثورة الغلابة" كان أحد أسباب إقتناع الإخوان والإسلاميين بإخفاقاتهم، لاسيما فوز دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. وشدد على إن الإسلاميين كانوا يأملوا أن تفوز منافسة "ترامب" هيلاري كلينتون، إلا أن النتائج جاءت محبطة لهم.

من جانبه رأى طارق أبو السعد، الإخواني المنشق، إن هذه الأحزاب اعتادت أن تعيش في عباءة الإخوان ويبدو إنها مازالت مصرة على العيش فيها، مشيرًا إلى أن حزب الوطن مثلُا لم يكن مقتنع مطلقًا بخيار المصالحة إلا انه دعمه عندما ذهب إليه الإخوان.

وقلل "أبو السعد" من وزن هذه الأحزاب التي قال إن بقائها في المشهد حتى الأن غير منطقي، مشيرًا إلى أن مباردتهم أو بياناتهم لن تغير في المشهد والكلمة ستبقى للجماعة. وأوضح إن الإخوان أنفسهم فقدوا قوتهم ما يعني إن محاولات بقاء تيار الإسلام السياسي لم تعد تجدي.

بدروه رأى محمود العربي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، طلبات الإسلاميين بالمصالحة أمر منطقي ومتأخر قرابة العام، مشيرًا إلى أن الإخوان كانوا يسعون للمصالحة في الخفاء لكنهم لم يعلنوا عنها إلا بعدما فشلت كل سبلهم.
ولفت إلى أن الأحزاب الصغيرة لم تعد لها فرصة للبقاء إلا الإلتصاق بجماعة الإخوان التي فقدت قوتها هي الأخرى، مشددًا على أن فرص نجاح المصالحة ضعيفة في ظل الرفض الشعبي لها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق