«آثار الغربية».. «خرابة ومرعى للأغنام» (صور)

الإثنين، 28 نوفمبر 2016 03:29 م
«آثار الغربية».. «خرابة ومرعى للأغنام» (صور)
محمد الشوبري

تشهد المتاحف الفرعونية المفتوحة بمحافظة الغربية إهمالًا من جانب الأجهزة المعنية، حولتها إلى خرابات ترتع فيها المواشي والكلاب الضالة، بالإضافة إلى مقالب القمامة التي أصبحت معالم لتلك المناطق التي تضم كنوزًا آثرية ترجع للعصر الفرعوني، حيث أصبحت المنطقة الأثرية سوقًا ومأوى لتجار المخدرات واللصوص.

آثار مركز بسيون سقطت تمامًا من حسابات مسئولي المحافظة المعنيين بالأمر فلم يتطرق وزير الآثار خلال زيارته للإقليم إلى أكثر مناطق الغربية التي تضم العديد من الآثار النادرة خاصة بقرية «صالحجر»، حيث يوجد بها آثار يعود تاريخها إلى الأسرة 26 في العصر الفرعوني.

وكانت «صالحجر» عاصمة مصر الرومانية وأكبر ممر تجاري في العهد الإسلامي، وما تشهده الآن تلك المنطقة الأثرية إهمال وصل لحد عدم الاهتمام بإقامة سور يحمي الكنوز التاريخية من عبث اللصوص، وبلغ الأمر إلى تحول التوابيت الفرعونية إلى مرتعًا للمواشي.

واختفت «صالحجر» من على خريطة المزارات السياحية بعد أن فقدت الاهتمام بها وتوفير وسائل الحماية لها من عوامل التعرية، التي دمرت العشرات من القطع الآثرية النادرة.

أكد أهالي بسيون أن المنطقة الآثرية بـ«صالحجر» -تحولت إلى خرابة- لا يهتم بها المسؤولين أو الجهة المعنية، لإنقاذ الكنوز الأثرية، في ظل عدم وجود حماية أمنية كافية بالقرية، الأمر الذي سهّل لتجار الآثار واللصوص العبث بالقطع الأثرية خلال رحلات التنقيب؛ خاصة بالقرب من منطقة المقابر القديمة.

وفي نفس السياق تدخل قرية «بهبيت الحجارة» التابعة لمركز سمنود، ضمن حلقات مسلسل الإهمال للتاريخ الفرعوني على أرض إقليم الغربية، حيث تضم معبد «بهبيت الحجارة»، أحد أهم المواقع الأثرية بمركز سمنود والوجه البحرى، والذي أصبح مجرد مجموعة من الأحجار الجرانيتية المتناثرة، والتي تحوطها تلال القمامة ومخلفات المواشي، رغم وجود عدد كبير من الموظفين المنوط بهم متابعة حالة المعبد، إلا أنهم يعانون من ضعف الرواتب وعدم تثبيت بعضهم.

وما زالت آثار معبد الإله «أنوريس» موجودة حتى الآن بمدينة سمنود، متمثلة في بعض الأحجار الجرانيتية المتناثرة خلف المستشفى المركزى بالمدينة، والتي تحمل أسماء نخت نبف الثاني والإسكندر الرابع وفيليب أريدايوس وبطلميوس الثانى، حيث تحاصرها مخلفات القمامة، كما أصبحت المنطقة الأثرية سوقًا ومأوى لتجار المخدرات واللصوص.

وكان الدكتور خالد العناني وزير الآثار قد تعهد خلال زيارته الأخيرة لمحافظة الغربية؛ في منتصف يوليو الماضي؛ لأبناء ومواطني سمنود وقياداتها من التنفيذيين والشعبين بوضع خطة عاجلة تهدف إلى تطوير تطوير كافة المتاحف الأثرية بقرية بهبيت الحجارة التابعة لدائرة مركز سمنود كونها تراث تاريخي يعود إلى عصر دولة الصليبين والحملات الفرنسية وغيرها ، موضحا أنه سيتم الدعم بميزانية جديدة تكفل رفع كفاءتها كمزار سياحي فى الفترة القادمة.

ورغم أن وزير الآثار خلال تلك الزيارة قد أبدى رغبته فى توقيع بروتوكول تعاون مع ديوان المحافظة بهدف تطوير البنية التحتية وكافة الخدمات فى مباني ومرافق القصور التابعة لهيئة الآثار تخليدا للتراث الأجداد وحفاظا على قيمته التاريخية حسب قوله، إلا أن مسئولي المحافظة لم يتخذوا أي إجراء لتنفيذ الاقتراح، منذ 6 أشهر.

وفي هذا السياق أكد اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية أن الدولة قادرة على رعاية أثار بلدها ورفع كفاءات أبناءها من العلماء والمتخصصين فى مجال الآثار وترميمها، مضيفًا أن الجهود المبذولة من جانب قيادات المحافظة بالتعاون مع وزارة الآثار قد توصلت إلى الموافقة على دعم وتطوير عدد من القصور والمباني والكنائس والمساجد الأثرية على مستوي قرى ومراكز طنطا والمحلة وسمنود وزفتي وغيرها.

وحول الأزمة أكد جابر سركيس، وكيل وزارة الثقافة بالغربية، أن دور هيئة الثقافة لا يتعدى التوعية بأهمية الآثار وضرورة الحفاظ عليها واستغلال المناطق الأثرية في الترويج للحضارة المصرية، في مختلف دول العالم، موضحًا أنه إلى جانب ذلك يمكن الاستفادة من تنظيم رحلات سياحية للأقاليم والنهوض بتلك المناطق يساعد في خلق المئات من فرص العمل للشباب.

وأضاف خالد محمد أبو قورة، مفتش آثار أن المنطقة بسمنود المعروفة بمنطقة الجبانات يطلق عليها الآن منطقة «سيدي عقيل»، وتم العثور بها مؤخرا على بعض توابيت ضخمة من الجرانيت، لافتًا إلى أن مدينة سمنود معروفة بأنها موطن المؤرخ المصري "مانيثون" أول مؤرخ كتب تاريخ مصر القديم، وذلك في عهد الملك بطليموس، وكتبه باللغة اليونانية، وإليه يرجع الفضل في تقسيم التاريخ إلى ثلاثين أسرة، مؤكدا أن هذا التقسيم لا يزال يُعتمَد عليه إلى حد كبير حتى الآن، والمعروف أن الكتاب حُرِق ضمن مخطوطات مكتبة الإسكندرية التي احترقت حوالي 48 قبل الميلاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق