على غرار الموصل .. "داعش" تعيد تمركز عناصرها فى سرت وتشن حربا دعائية
السبت، 26 نوفمبر 2016 07:21 ص
أفادت المعلومات الواردة من الشمال الليبى بأن عناصر تنظيم داعش الإرهابي تقوم باعادة تمركز مجموعاتها القتالية فى صورة تشكيلات مصغرة فى مناطق محدودة من منطقة سرت بشمال ليبيا وذلك بعد مرور عدة اشهر على شن القوات التابعة للمجلس الرئاسى الليبى هجمات تستهدف استعادة السيطرة على تلك المدينة الساحلية فيما عملية أطلق عليها اسم "البنيان المرصوص" .
وتشير خرائط الاستطلاع الخاصة بالتحالف الدولى المناهض لارهاب "داعش" الى تمركزات متواضعة لمؤيدى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى فى منطقة "الجيزة البحرية " فى سرت ، وهى احدى المناطق الواقعة تحت سيطرة العناصر المسلحة منذ أغسطس 2016 وذلك برغم حالة تراجع التمدد التى منيت بها المجموعات المسلحة المتطرفة التى تتبع داعش فى شمال افريقيا بدءا من مطلع العام 2016 تحت وطأة عمليات استباقية أمنية.
ويرى خبراء ان "داعش" قد تفادت ان تكون تلك "هزيمة شاملة " لها على البر برغم الحصار البحرى المفروض على منطقة سرت الساحلية.
وبحسب البيانات الصادرة عن القيادة الأفريقية فى الجيش الأمريكى "افريكوم" فقد بلغ عدد الضربات الجوية التى وجهتها المقاتلات الأمريكية لمعاقل داعش فى شمال ليبيا بدءا من الاول من اغسطس الماضى وحتى الثامن من نوفمبر الجارى 368 ضربة جوية منها 187 ضربة جوية "ذكية" دقيقة الاستهدف تم توجيهها فى اكتوبر الماضى وحده .
ويقدر الجنرال توماس ويلدسور مسئول عمليات القيادة الافريقية فى الجيش الامريكى عدد عناصر داعش الموجودين على الارض فى منطقة سرت فى الوقت الراهن بنحو 200 عنصر يعملون على بناء انفاق للهرب وزرع حقول الغام كبديل عن العمليات الانتحارية التى دأبت عليها داعش لارهاب اعدائها .
ويقول ويلدسور ان ما تقوم به داعش فى مدينة سرت يحاكى تماما ما قامت بفعله مع اقتراب ساعة الحسم فى مدينة الموصل العراقية هذا العام وشعور التنظيم انه سيكون مضطرا للفرار .
وكانت داعش قد سيطرت على مدينة سرت الليبية فى العام الماضى ، واعتبرت أن ذلك كان انتصارا استراتيجيا لها حيث صارت سرت احدى ثلاث مدن كبرى تقع تحت سيطرة التنظيم الى جانب الموصل فى العراق ومدينة الرقة فى سوريا ، ولذلك عملت داعش على تجنيد الالاف من المقاتلين للتمركز فى تلك المدينة الليبية الساحلية على امل التمدد منها الى مناطق اخرى فى شمال افريقيا.
لكنه .. و تحت وطأة ضربات التحالف فقدت داعش المئات من مقاتليها المدربين وأصيب الاف منهم بما جعلهم عبئا على التنظيم ، وعزز الروح المعنوية لقوات حكومة الوفاق الوطنى الليبية التى تؤيدها الأمم المتحدة وينحدر معظم مقاتليها من منطقة مصراتة الليبية والمناطق المحيطه بها .
وإزاء تكرار هزائمها على الارض ، بدأت داعش العمل على استعادة الروح المعنوية لعناصرها من خلال نشر البيانات الاعلامية والدعائية المغلوطة ، ولوحظ انه اعتبارا من منتصف نوفمبر الجارى ارتفعت وتيرة البيانات الصادرة عن وكالة " اعماق " الاخبارية التابعة لداعش حول عمليات ناجحة قامت بها عناصر الحركة ضد قوات حكومة الوفاق الوطنى الليبية اشملت على عمل كمائن وتدمير اليات عسكرية ليبية .