«داعش ليبيا» و«بوكو حرام» أيهما أخطر في نيجيريا (تقرير)
الخميس، 24 نوفمبر 2016 11:36 ص
يرى خبراء أمنيون أن «داعش» ليبيا، يعد أخطر تنظيم إرهابي في مناطق شمال إفريقيا والساحل وحتى في غرب إفريقيا، بالرغم من تواجد تنظيمات أخرى أقدم منه على غرار تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، وبعض فروعه التي انشقت عنه، أو عادة وانضمت إليه، فضلا عن «بوكو حرام».
قال الدكتور علي كودير، الخبير في العلاقات الدولية من جامعة باتنة «شرقي الجزائر»: تحولت الصحراء الكبرى التي تشمل دول الجزائر، ليبيا، مالي، النيجر وموريتانيا، إلى مكان مثالي لتخفي مجموعات تسمي نفسها جهادية".
وأضاف «تكاثرت الجماعات السلفية الجهادية في الصحراء الكبرى، ففي عام 2000، كانت المنطقة خالية تقريبا من الإرهابيين باستثناء مجموعة صغيرة تنتمي لتنظيم إرهابي جزائري «الجماعة السلفية للدعوة والقتال، المسماة حاليا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، أما اليوم فإن ما لا يقل عن 7 مجموعات مسلحة تنتشر في الصحراء.
ووفق هذا الخبير، فإن هذه الجماعات «تمارس عمليات مسلحة، كما تحصل على التمويل من خلال تنفيذ عمليات اختطاف لرعايا دول غربية ثم المطالبة بفدية للإفراج عنهم».
أما سبب تزايد عدد هذه الجماعات في المنطقة حسب محدثنا فهي "الفوضى التي شهدتها الصحراء الكبرى وغرب وشمال إفريقيا بعد اندلاع الثورة في ليبيا في 2011، وما تبعها من انتشار لعمليات تهريب السلاح في كامل المنطقة".
وقال مصدر أمني جزائري، إن «داعش ليبيا، يمثل أكبر تهديد أمني لمنطقة شمال وغرب إفريقيا والساحل».
وأشار المصدر، إلى «وجود 7 منظمات إرهابية رئيسية تنشط في منطقة شمال وغرب إفريقيا والصحراء»، وتابع: «إن التقارير الأمنية الجزائرية تؤكد أن داعش في ليبيا، يبقى مصدر تهديد رئيسي لأمن منطقة المغرب العربي وغرب إفريقيا، والسبب أنه ليس مجرد مجموعة مسلحة قليلة العدد بل قوة شبه عسكرية».
وأضاف أن «وجود حدود شاسعة تربط ليبيا بدول المنطقة يسهل وصول المقاتلين إلى هذا البلد، بالإضافة إلى وجود مخزون مهم من السلاح فيه».
وقال مصدر يعمل على ملف مكافحة الإرهاب «ما يؤكد مخاوف الجزائر من التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة في ليبيا على حدود الجزائر هو وجود قوات جزائرية ضخمة على الحدود الليبية يصل تعدادها إلى 50 ألف عسكري في شريط حدودي يمتد على طول 1000 كلم تقريبا».
من جانبه يرى محمد داخر، عضو لجنة الخارجية في المجلس الشعبي الوطني «الغرفة السفلى للبرلمان الجزائري» بين عامي 2007 و2012، رغم أن داعش في ليبيا، لم يستهدف إلى غاية الآن الجزائر إلا أن كل المؤشرات تشير إلى أنه سيفعل ذلك في حال أتيحت له الفرصة، وهذا الأمر دفع القيادة العسكرية وقيادة أجهزة الأمن الجزائرية إلى التركيز بشكل كبير على مراقبة الحدود البرية مع ليبيا والتعاون الأمني والعسكري مع الجارة تونس التي ترتبط بحدود برية طويلة مع ليبيا «نحو 500 كلم»..
وحسب الدكتور محمد تاواتي، الخبير الأمني الجزائري «أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الأغواط جنوب الجزائر» فإن أقوى المنظمات الإرهابية في شمال وغرب إفريقيا هي داعش ليبيا، والسبب لا يتعلق بسيطرتها على أراضي ومدن بل بسبب امتلاكها لمعسكرات لتدريب مقاتلين قادمين من مختلف الدول في العالم.
أما جماعة بوكو حرام، فإن خطورتها أقل حسب الخبير الأمني الجزائري والسبب هو «أنها تفتقر للهيكل التنظيمي الفعال، حيث فشلت في تنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف كبرى وبقي عملها يقتصر على عمليات اختطاف في نيجيريا مثلا ولم تستهدف مصالح غربية كبرى في المنطقة».
بينما يرى تاواتي، أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يبقى عنصر تهديد بالغ الخطورة، وقال إن التنظيم تراكم لديه خبرة حرب بدأها ضد الجيش الجزائري قبل ربع قرن حيث تم تأسيس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب عام 2007، على أنقاض الجماعة السلفية التي قاتلت الجيش الجزائري في الحرب التي بدأت بعد إلغاء نتائج انتخابات نيابية في الجزائر فاز بها الإسلاميون عام 1992".
ويأتي بعده وفق هذا الخبير «تنظيم المرابطون الموالية للقاعدة، والتي يقودها الجزائري مختار بلمختار، وهي أيضا جماعة شديدة الخطورة، حيث نفذت في يناير 2013 «عندما كان اسمها الموقعون بالدم قبل أن تتوحد مع جماعة أخرى وتصبح باسم المرابطون» عملية احتجاز دموية لرهائن في مصنع للغاز جنوب الجزائر أسفرت عن مقتل 38 رهينة بعد تدخل قوات خاصة جزائرية لتحريرهم، والقضاء على جميع العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم.
كما أن داعش في تونس يعد حسب المتحدث ذاته "رغم قلة عدد عناصره مجموعة شديدة التنظيم ومتماسكة وتعتمد على تكتيك العمليات النوعية في المدن، أما داعش في شمال مالي فهو أقل قوة، أعلن مؤخرا المسؤولية عن أول عملية مسلحة له حيث هاجم سجنا قرب عاصمة النيجر نيامي".
ليبيا ومالي الحلقتان الأضعف
ويقول الصحفي المالي المختص في الشأن الأمني دواردو كانو، للأناضول "أعتقد أن ليبيا ومالي هما الحلقة الأضعف في الحرب على الإرهاب في المنطقة والسبب نقص الإمكانات لدى دولة مالي الفقيرة، أما ليبيا فإنها تعاني من التفكك".
وقدر الصحفي المالي عدد المقاتلين المنتشرين في الصحراء الكبرى خاصة شمال مالي وشمال النيجر "بما لا يقل عن 2000 مسلح، يتوزعون على منظمات المرابطين والقاعدة في بلاد المغرب وأنصار الدين وتنظيم الدولة في شمال مالي".
ويضيف الصحفي المالي "أما جماعة بوكو حرام التي بايعت داعش سابقا وكانت تسمى جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد فهي جماعة تضم عددا كبيرا من المسلحين قد يتجاوز ثلاثة آلاف مسلح، وتقاتل الحكومة النيجيرية منذ سنوات، كما شنت هجمات عدة في دولة تشاد المجاورة".
ووفق محدثان "فإن فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب في شمال مالي يعد أقوى الفصائل المسلحة في شمال مالي ويقوده المطلوب دوليا يحي أبو الهمام، وهو جزائري ويعد هذا الفرع جماعة إرهابية دولية تنشط في 3 دول «مالي والنيجر والجزائر»، ونفذ عمليات إرهابية في دول عدة منها بوركينافاسو مالي، النيجر، الجزائر، موريتانيا".
وتابع "أما منظمة المرابطين ويقودها القيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار الذي بايع الظواهري على السمع والطاعة، بالإضافة إلى منظمة أنصار الدين وهي جماعة جهادية تتشكل من شعب الطوارق كما أنها جماعة عرقية تتشكل في أغلبيتها من سكان شمال دولة مالي".
من جهة أخرى قال هذا الصحفي المالي "جماعة أنصار الدين، لها حضور كبير في المنطقة حيث أعلن قائدها إياد غالي، نفسه أميرا على شمال مالي التي تسمى إقليم أزواد، في 2012 بعد سيطرة فصائل مسلحة على الاقليم الذي انفصل عن دولة مالي، واستلزم الأمر تدخل الجيش الفرنسي عسكريا لإعادة سيطرة الحكومة المالية على الاقليم ضمن عملية سرفال، العسكرية في 2013".
وأضاف كانو، "كما توجد جماعة منشقة عن منظمة المرابطين بايعت تنظيم داعش في شمال مالي ويقودها أبو الوليد الصحراوي "داعش في الساحل والصحراء"".
وتمثل منطقة الصحراء الكبرى والساحل التي تمتد عبر دول مالي، النيجر، وبوركينافاسو، وموريتانيا وجنوب الجزائر وموريتانيا وليبيا وحتى تشاد منطقة نشاط رئيسية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب ومنظمة المرابطين المتحالفة معه "اندمجت معه".